البرازيل وبوليفيا وبيرو ، دول تمر بأصعب الأزمات السياسية والفوضى الاجتماعية خلال الفترة الحالية ، حيث تمر هذه الدول التي تقع في أمريكا الجنوبية باحتجاجات وفوضى أدت إلى المزيد من الضحايا والأضرار، وكانت محط الأنظار والاهتمام لدى وسائل الاعلام في العالم.
وأشارت الصحيفة إلى أن البرازيل تجرى الآن تحقيق مع أولئك الذين دبروا ودعموا محاولة الانقلاب التي قام بها أنصار الرئيس السابق جايير بولسونارو، والذين اقتحموا قصر بلانالتو والمحكمة العليا والكونجرس البرازيلي، وهو اسفر عن وقوع حوالى 50 شخصا قتيلا ومئات المصابين.
وألقت الشرطة البرازيلية، القبض على أندرسون توريس، وزير العدل السابق في حكومة جايير بولسونارو، لدى وصوله إلى البرازيل، بعد سفره إلى الولايات المتحدة، وذلك بتهمة زعزعة استقرار البلاد، وتعاونه فى محاولة الانقلاب التي شهدتها البلاد الأحد الماضى.
كما أصدر القاضي ألكسندر دي مورايس، من المحكمة الاتحادية العليا، مذكرة التوقيف بحق توريس، بعد الهجمات التي شنها أنصار بولسونارو في برازيليا، والتي أدت إلى حالة من الفوضى العارمة في البلاد.
والتقى توريس، الذي كان يشغل منصب رئيس الأمن عند حدوث الاحتجاجات العنيفة التي وصفتها وسائل الإعلام بانها محاولة انقلاب على الرئيس البرازيلي الجديد لولا دا سيلفا.
وكان توريس اتهم إلى جانب القائد السابق للشرطة العسكرية للمنطقة الفيدرالية، فابيو فييرا، بمحاولة انقلاب، وأعمال إرهابية، وإلحاق أضرار بممتلكات عامة، وتكوين الجمعيات الإجرامية، وإلغاء حكم القانون بالعنف ، وفقًا لأمر المحكمة العليا بشأن الهجوم على المباني الحكومية.
وقالت الصحيفة إنه تم طرد توريس وفييرا من وظيفتيهما الأحد الماضى من قبل حاكم المنطقة الفيدرالية آنذاك إيبانييس روشا بعد الهجمات، ومع ذلك، تم تعليق روشا نفسه من منصبه لمدة 90 يومًا من قبل قاضي المحكمة العليا الكسندر دي مورايس.
ونفى توريس أي دور له في الهجمات على مبان حكومية بعد إقالته من منصبه، وكتب على تويتر "أنا آسف بشدة لهذه الفرضيات السخيفة عن أي نوع من التواطؤ من جانبي".
وتشير بعض التقارير الإعلامية إلى تشابه احداث الهجوم في البرازيل مع احداث الكابيتول الأمريكي والمتهم بها الرئيس الامريكى السابق ، دونالد ترامب ، وقال الخبير في العلوم السياسية في جامعة برازيليا باولو كالمون، إن بولسونارو يقلد استراتيجية ترامب نفسها ، وهو ما يجعله يقلد أحداث الكابيتول الأمريكي 6 يناير ، وتكرار هذه الأحداث في البرازيل 8 يناير ، فما حدث في البرازيل نسخة طبق الأصل من احداث الكابتيول الامريكى.
وقالت "صحيفة اوجلوبو " البرازيلية إن ترامب ، الذي عادة ما يكون نشطًا جدًا على الشبكات الاجتماعية ، لم يتحدث أو يكتب أي شيئا عن الأحداث التي نُظر إليها على أنها محاولة انقلاب ضد الرئيس البرازيلي الجديد ، الذي كان بالفعل في هذا المنصب منذ عام 2003.
أما بيرو ، فتمر بأزمة سياسية واجتماعية تهز البلاد ، بعد عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيلو، وخروج الآلاف من المتظاهرين المؤيدين للرئيس السابق، مع استمرار الاحتجاجات ضد حكومة بيرو الجديدة برئاسة دينا بولوارت، لليوم الـ38 على التوالي، وأصدرت السلطات حالة طوارئ في مناطق ليما وكوسكو وكالاو وبونو، وأذنت للجيش بالتدخل لحماية النظام العام وسط احتجاجات تطالب باستقالة الرئيسة ، التي خلفت 50 شخصا ومئات المصابين.
وأشارت صحيفة "لا ناثيون" الأرجنتينية إلى أن المتظاهرين في بيرو أعلنوا استمرار الاضراب في الشوارع حتى تعلن الرئيسة بولوارت الاستقالة، وقالوا في بيان موحد "نتحدث للمطالبة بوقف فورى للعنف ، ونطالب باستقالة بولوارت ،الأمر الذى يعنى دستوريا الدعوى الفورية لإجراء انتخابات عامة جديدة .
أما بالنسبة لبوليفيا ، فقالت صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية إن حزب ماس الحاكم يمر بأزمة معقدة ، خاصة بعد انتشار حالة من الفوضى والعنف مع خروج مظاهرات عنيفة في منطقة منطقة سانتا كروز بعد اعتقال حاكمها لويس فيرناندو كاماتشو من قبل قوات الشرطة التابعة لحكومة لويس آرس.
وأشارت صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية، إلى أن اشتباكات في شوارع بوليفيا بين المدنيين والشرطة، في منطقة سانتا كروز، بعد سجن حاكمها، زعيم المعارضة كاماتشو، في قضية تتعلق برحيل إيفو موراليس عن الرئاسة في عام 2019
.
وانتشرت الفوضى في مدينة سانتا كروز العاصمة الاقتصادية لبوليفيا والأكثر اكتظاظا بالسكان في البلاد حيث يبلغ عدد سكانها 2 مليون نسمة، وقام مئات المتظاهرين بالاعتداء على الشرطة ورشقوها بالحجارة ، بالإضافة إلى احراق الإطارات المطاطية ، وتم حرق سيارات في الشوارع.
كما قام رجال الشرطة بالقاء قنابل مسيلة للدموع على المتظاهرين، كما اعتقلت 4 مدنين على الأقل.
وعرضت القناة التلفزيونية الخاصة "يونيتيل" صورا لأحد صحفييها مصابا بجروح في جسده ، نتيجة تصرفات الشرطة التي أطلقت الرصاص المطاطي على من كانوا يغطون الاحتجاج.
وخرجت الاحتجاجات رفضا للقبض على كاماتشو ، المحامي ورجل الأعمال البالغ من العمر 43 عاما ، والمتهم من قبل مكتب المدعي العام بـ "الإرهاب"، والذي يُشار
إليه على أنه لاعب رئيسي في التعبئة الاجتماعية التي دفعت إلى استقالة الرئيس إيفو موراليس بعد 14 عاما في السلطة.
16/01/2023
https://www.youm7.com/