فريد مشقي
رئيس غرفة التجارة المغربية البرازيلية- ساوباولو
تم يوم الإثنين 4 أكتوبر 2021 عرض المسلسل البرازيلي الشهير " كلوني" على قناة " غلوبو" البرازيلية والذي تم انتاجه وعرضه قبل 20 سنة، وتتم إعادته الآن على نفس القناة البرازيلية الشهيرة، وهو مسلسل روائي ممتاز ورائع ؛ بحيث حقق نجاحا باهرا منقطع النظير في البرازيل ودول أمريكا اللاتينية، كما حقق مستويات قياسية من نسب المشاهدة؛ فمسلسل “كلوني” أو “المستنسخ” الذي يتم إعادة عرضه اليوم على الفضائية البرازيلية كان قد استطاع وعلى امتداد أزيد من 10 أشهر، أن يحمل البرازيليين إلى الضفة الأخرى المملكة المغربية وحضارتها وثقافتها وجمالها وسحرها ومناظرها الخلابة، ما جعل الكثيرين منهم يشدون الرحال صوب فاس ووارزازات والجديدة وأرفود ومراكش، حيث تم تصوير جزء مهم من المسلسل في هذه المدن والمناطق.. وخلاصة هذا المسلسل البرازيلي أو "نوفيلا كلوني" كما يطلق عليه في البرازيل، هي قصة حب مستحيل بين”جادي” و”لوكاس”، فجادي فتاة من أصول عربية اضطرت للذهاب إلى العيش في المملكة المغربية رفقة عائلة أبيها، بعد وفاة والدَيها.
أما لوكاس، الشاب الرومانسي المنحدر من عائلة غنية برازيلية، فذهب في رحلة سياحية للمغرب، ومدينة فاس على وجه التحديد، وهناك يلتقي بجادي ليغرم بها من أول نظرة، غير أن اختلافاتهما الدينية والثقافية تحول دون زواجهما لتبدأ قصص أخرى..وطيلة الأشهر التي بثت فيها قناة “غلوبو" المسلسل، الذي أخرجه "جايمي مونجرديم" ، أبدعت الممثلة البرازيلية "جيوفانا أنتونيلي" والممثل "موريلو بينيسيو" اللذان أسرا قلوب النساء البرازيليات على الخصوص، فيما بلغت نسبة المشاهدة اليومية نحو 60 مليون مشاهد، وهي نسب لم تبلغها حتى الإنتاجات الضخمة من قبيل “تيرا نوسترا” عام 1999. وهذا حسب الصحافة البرازيلية.
وقد ساهمت هذه المتابعة المتواصلة في البرازيل أو في 90 بلدا عبر العالم في التعريف بثقافة العالمين العربي والإسلامي وثقافة المغرب على وجه الخصوص، فأصبحت بعض الكلمات العربية مألوفة ومحفوظة ومتداولة لدى البرازيليين كعبارة “السلام عليكم” أو”الحمد لله” أو”إنشاء الله” وغير ذلك من الكلمات ..وفي هذا السياق تقول إحدى الصحفيات البرازيليات عن مسلسل “كلوني” الذي يعاد عرضه الآن على القناة البرازيلية الدولية "غلوبو" : " في الحقيقة هذا المسلسل الرائع والذي بدأت إعادته قناة غلوبو يوم أمس عرفنا بجوانب كثيرة من ثقافة وحضارة المغرب، مضيفة أن المسلسل حظي بشعبية عز نظيرها، كما استطاع أن “يحملنا في سفر عبر الخيال إلى ثقافة لم نكن نعرف عنها الكثير، على الرغم من تواجد العديد من العرب والمسلمين في البرازيل”.
وتضيف "أن البرازيليات اللواتي كن حريصات على تتبع حلقات هذا المسلسل تعرفن على حضارة المغرب العريقة من خلال المناظر الخلابة والفن المعماري الأصيل داخل رياضات ومنازل المدن العتيقة التي شاهدنها في المسلسل، إلى جانب تعرفهن على المطبخ المغربي، وكذا أصالة الهندام الذي يتميز به المغاربة دون سواهم..وتقول أيضا: “أنا لا أخفيكم أنني أتوق إلى اللحظة التي أزور فيها المغرب والتمتع بجمالية هذا البلد الذي عشقناه، رغم أننا لم نزره من ذي قبل”، مضيفة أن “صديقاتها اللواتي تمكن من زيارته حكين لها عن روعة المغرب وكرم ضيافة أهله التي لا تختلف كثيرا عن الشعب البرازيلي المنفتح على مختلف الثقافات والحضارات”.