دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء، في اليوم الثاني من زيارته الرسمية إلى البرازيل، إلى إبرام "اتفاق جديد"، في إشارة إلى الاتفاق التجاري الذي بدأ التفاوض عليه قبل ربع قرن بين الإتحاد الأوروبي والدول الأمريكية اللاتينية الخمس المنضوية في تكتل "ميركوسور"، والذي وصفه ماكرون بأنه "اتفاق سيئ للغاية".
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اليوم الثاني ضمن مشاركته في منتدى اقتصادي في ساو باولو (جنوب شرق) إن الاتفاق التجاري بين الإتحاد الأوروبي والدول الأمريكية اللاتينية الخمس المنضوية في تكتل ميركوسور، "كما يتم التفاوض عليه اليوم هو اتفاق سيء جدا بالنسبة لكم كما بالنسبة لنا".
وأضاف أمام حشد من رجال الأعمال البرازيليين أنه "في هذا الاتفاق ليس هناك أي شيء يأخذ في الاعتبار موضوع التنوع البيولوجي والمناخ. لا شيء! لهذا السبب أقول إنه ليس جيدا".
ودعا الرئيس الفرنسي إلى إبرام اتفاق جديد يأخذ في الاعتبار القضايا البيئية المهمة للاتحاد الأوروبي ولميركوسور على حد سواء. وميركوسور تكتّل يضمّ خمس دول في أمريكا اللاتينية هي البرازيل والأرجنتين والأوروغواي والباراغواي وبوليفيا.
اتفاق عصري
ودعا ماكرون إلى طي صفحة الاتفاق البالية "التي تعود إلى 20 عاما! دعونا نبني اتفاقا جديدا (...) يتحلى بالمسؤولية في مجالات التنمية والمناخ والتنوع البيولوجي".
وبالنسبة إلى الرئيس الفرنسي فإن الاتفاق الذي يطمح إليه هو اتفاق عصري "يسهل نفاذ شركاتكم إلى السوق الأوروبية (...) ويكون أكثر تطلبا في كلا الجانبين مع مزارعينا وصناعيينا".
وهذه ليست المرة الأولى التي ينتقد فيها ماكرون هذه الاتفاقية التجارية التي يقول إن قواعدها "لا تتوافق" والقواعد الأوروبية.
ومشروع المعاهدة الذي بدأت مناقشته في 1999 يرمي لإلغاء غالبية الرسوم الجمركية بين المنطقتين وإنشاء منطقة تبادل تجاري حر تضمّ أكثر من 700 مليون مستهلك.
وفي 2019 أثمرت هذه المفاوضات اتفاقا سياسيا، لكن دولا عدة، في مقدمتها فرنسا، عرقلت إقراره. وفي الآونة الأخيرة زادت المعارضة في أوروبا لهذا الاتفاق بسبب الأزمة الزراعية المستعرة في القارة العجوز.
بالمقابل، تطالب دول أوروبية عديدة، في مقدمتها ألمانيا وإسبانيا، بإقرار هذا الاتفاق ووضعه موضع التنفيذ، كما أن البرازيل أبرز داعمي هذا الاتفاق، وهو القوة الاقتصادية الأكبر في تكتل ميركوسور.
28/03/2024
فرانس24/ أ ف ب
https://www.france24.com/