تلوح في الأفق موجة وبائية ثالثة من فيروس كورونا في البرازيل التي تجاوز عدد الوفيات فيها جرّاء الإصابة بالجائحة الـ500 ألف، وتظاهر الآلاف في مدن البلاد احتجاجاً، وحمّلوا الرئيس اليميني المسؤولية عن الإخفاق في التعامل مع الوباء، بينما أكد خبير أن وباء «كوفيد ـ 19» يمثل «قنبلة موقوتة» في البرازيل.
الثانية عالمياً
أصبحت البرازيل ثاني دولة في العالم يتجاوز عدد الوفيات جراء كوفيد فيها عتبة 500 ألف، بعد الولايات المتحدة. وتحدثت آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة،عن 500 ألف و800 وفاة، بينها 2301 مسجّلة خلال 24 ساعة. وتم إحصاء أكثر من 60% من الوفيات (303 آلاف و550) منذ مطلع العام.
والوضع حرج في 19 من أصل 27 ولاية برازيلية، مع إشغال أكثر من ثمانين في المئة من الأسرّة في أقسام العناية وتسعين بالمئة، في ثماني منها.
ولم يتلقَ سوى 29% من السكان الجرعة الأولى على الأقل، من بينهم 11,36% تطعّموا بشكل كامل.
تظاهرات احتجاج
تظاهر آلاف في الشوارع بجميع أنحاء البرازيل، أمس الأول السبت، للاحتجاج على طريقة تصدي الرئيس جايير بولسونارو لجائحة فيروس كورونا، متهمين الرئيس بالتأخر في شراء اللقاح والتشكيك في ضرورة استخدام الكمامات.
وتواجه الحكومة انتقادات شديدة لإهدارها فرصاً سابقة لشراء اللقاحات في أغسطس/ آب، ونوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن احتجاجات نُظمت في كل الولايات الست والعشرين، وفي العاصمة برازيليا.ووصف العديد من المتظاهرين وفاة 500 ألف فرد بأنه نوع من الإبادة الجماعية ارتكبتها الحكومة البرازيلية بحق شعبها.
وكان استطلاع للرأي أظهر في الشهر الماضي تراجع شعبية الرئيس إلى أدنى مستوياتها عند 24 في المئة.
قنبلة موقوتة
قال خبير برازيلي إن وباء كورونا هو أيضاً «قنبلة موقوتة» تتسبب بأضرار اجتماعية لا يمكن إصلاحها، ويرى الدكتور ألكسندر دا سيلفا الباحث في الصحة العامة في جامعة ساو باولو، أن مبدأ «الوباء المركّب»، أي اقتران حالات الطوارئ الصحية والمشاكل الاجتماعية الاقتصادية في سياق من التفاوتات المتزايدة، هو أكثر من أي وقت مضى موضوع الساعة في البرازيل.
ويرى دا سيلفا أن «التفاوتات ازدادت بشكل لا يمكن تصوّره»، مضيفاً أن «في الفترة التي وصلت فيها الجائحة، كانت هناك أصلاً الكثير من المشاكل الأخرى في بلدنا. لذلك نتحدث عن وباء مركّب». وتابع «الاستثمارات في مجال الصحة العامة كانت مجمّدة منذ سنوات عدة».
لكن الطبيب يؤكد أن «المشكلة ناجمة خصوصاً عن واقع أن السلطات العامة لا تفعل أي شيء عملياً لتقليص التفاوتات الاجتماعية الاقتصادية. ومعدّلات البطالة لا تكفّ عن الارتفاع وينبغي على عدد كبير من الأشخاص الفقراء التعرض إلى الفيروس للبقاء على قيد الحياة»، مشيراً إلى أن «الجوع لا يتوقف عن الانتشار في البلاد. وغالباً ما يكون السكان السود الأكثر هشاشة».
ويعتبر دا سيلفا أن «للأسف الوباء هو قنبلة موقوتة. ما لم يتمّ تسريع حملة التلقيح وما لم يحصل تنسيق أفضل للسياسات الصحية والمساعدة الاجتماعية، سيُسجّل الكثير من الوفيات».
21/05/2021
https://www.alkhaleej.ae/