10/07/2025
قال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، يوم الأربعاء، إن بلاده سترد بالمثل على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنسبة 50% على صادرات بلاده، مشيراً إلى قانون برازيلي صدر مؤخراً يخول الحكومة اتخاذ إجراءات مضادة متناسبة.
وذكر ترامب يوم الأربعاء أن الولايات المتحدة ستفرض الرسوم الجمركية على الواردات من البرازيل اعتباراً من الأول من أغسطس، رداً جزئياً على استمرار محاكمة الرئيس السابق للبلاد، جايير بولسونارو.
وأضاف ترامب في رسالة أن الرسوم الجمركية الجديدة - التي تُمثل قفزة هائلة عن نسبة الـ 10% التي فرضتها الولايات المتحدة على الواردات من البرازيل في أوائل أبريل - هي أيضاً رد على "العلاقة التجارية غير العادلة للغاية" بين البلدين.
جاءت الرسالة الموجهة إلى دا سيلفا في أعقاب ما يقرب من عشرين رسالة أخرى أرسلها ترامب مؤخراً إلى قادة العالم الآخرين، مُملياً معدلات تعريفات جمركية جديدة باهظة على السلع التي يبيعونها للولايات المتحدة.
لكن الرسالة الموجهة إلى لولا تتجاوز غيرها، بفرض ضريبة استيراد أميركية جديدة، كعقاب صريح لدولة تتورط في شؤون سياسية وقانونية داخلية لا يُحبها ترامب.
رد دا سيلفا على الرسالة يوم الأربعاء، قائلاً إن البرازيل سترد على التعريفات الجمركية وفقاً لقانون المعاملة بالمثل الاقتصادي المُعتمد حديثاً.
وكتب دا سيلفا، وفقاً لترجمة عرضتها شبكة "CNBC" لمنشوره على وسائل التواصل الاجتماعي: "البرازيل دولة ذات سيادة ذات مؤسسات مستقلة، ولن تقبل أن يُلقي عليها أحد محاضرات".
العملة البرازيلية
وانخفضت قيمة العملة البرازيلية، الريال، بأكثر من 2% مقابل الدولار الأميركي عقب إعلان ترامب.
سبق لترامب أن انتقد البرازيل بشدة بسبب معاملتها لبولسونارو، الحليف القوي للرئيس الأميركي الذي يُحاكم لدوره في انقلاب مزعوم لإلغاء خسارته في انتخابات 2022.
وصف ترامب الوضع بأنه "عار دولي" في الرسالة التي نشرها علناً على موقع "تروث سوشيال". وانتقد محاكمة بولسونارو بشدة ووصفها بأنها "حملة شعواء"، مُكرراً بذلك اللغة التي استخدمها لوصف التحقيقات الجنائية المتعددة التي واجهها قبل فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2024.
كما انتقد بشدة "هجمات البرازيل" ووصفها بالخبيثة على الانتخابات الحرة وحقوق حرية التعبير الأساسية للأميركيين"، في إشارة على ما يبدو إلى حكم المحكمة العليا البرازيلية الأخير الذي قد يحمّل منصات التواصل الاجتماعي مسؤولية محتوى مستخدميها.
كما زعم ترامب أن سياسات البرازيل التجارية تسببت في "عجز تجاري غير مستدام ضد الولايات المتحدة"، مما يُهدد الاقتصاد الأميركي والأمن القومي.
لكن الولايات المتحدة لديها فائض في تجارة السلع مع البرازيل، بلغ 7.4 مليار دولار أميركي في عام 2024، وفقاً لمكتب الممثل التجاري الأميركي.
نفى دا سيلفا ادعاء ترامب الكاذب بوجود عجز تجاري في رده، مستشهداً بأرقام حكومية أميركية.
كما كتب ترامب أن الولايات المتحدة تُجري تحقيقاً في ممارسات تجارية غير عادلة محتملة من جانب البرازيل.
وقال إن هذا التحقيق يستند إلى "هجمات البرازيل المستمرة على أنشطة التجارة الرقمية للشركات الأميركية".
وكتب ترامب: "يرجى تفهم أن نسبة 50% أقل بكثير مما هو مطلوب لتحقيق تكافؤ الفرص الذي يجب أن نتمتع به مع بلدكم. ومن الضروري تحقيق ذلك لتصحيح المظالم الجسيمة التي يرتكبها النظام الحالي".
تتطابق أجزاء من الرسالة الموجهة إلى لولا مع نصوص رسائل التعريفات الجمركية الـ 21 التي أرسلها ترامب إلى قادة العالم الآخرين منذ يوم الاثنين.