خطوة انقلابية فاشلة شهدتها بوليفيا خلال الساعات الماضية. فقد أوقفت الشرطة البوليفية، مساء الأربعاء، قائد الجيش الجنرال خوان خوسيه زونيغا، بعدما أقاله الرئيس لويس آرسي إثر تنفيذه محاولة انقلاب فاشلة بقيادته قوة عسكرية حاولت اقتحام القصر الرئاسي من أجل "إعادة هيكلة الديمقراطية" في البلاد، في تحرّك لقي إدانات إقليمية ودولية واسعة.
وأظهرت مشاهد بثّها التلفزيون الرسمي عناصر من الشرطة وهم يلقون القبض على الجنرال زونيغا بينما كان يتحدث إلى صحافيين أمام ثكنة عسكرية في العاصمة ويجبرونه على ركوب سيارة للشرطة في حين كان وزير الداخلية جوني أغيليرا يخاطبه قائلاً "أنت رهن التوقيف أيها الجنرال".
واقتيد الجنرال المقال إلى مركز الشرطة التابع للقوة الخاصة بمكافحة الجريمة. ولم تحدّد النيابة العامة التهم الموجّهة إليه.
وأتى توقيف الجنرال بعيد انسحابه ورجاله من ميدان موريلو في لاباز بعدما سيطروا عليه خلال النهار ووضعوا عربات مدرّعة أمام القصر الرئاسي.
بلبلة في العاصمة
وكان هؤلاء العسكريون قد زرعوا البلبلة في العاصمة حين تقدّموا في صفوف متراصّة عبر الشوارع المؤدية إلى هذه الساحة التي فرضوا قيوداً على الوصول إليها.
انتخابات 2025
ومنذ الثلاثاء، انتشرت شائعات مفادها أن الجنرال زونيغا الذي يشغل منصبه منذ نوفمبر 2022، قد تتم إقالته بسبب تجاوزه لصلاحياته.وبحسب هذه الشائعات فإن قائد الجيش أقيل بعد إطلاقه تصريحات معادية لموراليس الذي كان في السابق حليفاً وثيقاً لآرسي وبات اليوم أكبر خصم سياسي له في إطار حملة الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل.وقال الجنرال زونيغا إنه لن يتوانى عن اعتقال الرئيس السابق إذا ما أصرّ على الترشح للرئاسة، في تصريح يتنافى والقوانين المرعية في البلاد.وأضاف "من الناحية القانونية، هو غير مؤهّل، ولم يعد بإمكانه أن يكون رئيساً لهذا البلد".وأضاف أنّ الجيش "هو الذراع المسلحة للبلاد، وسندافع عن الدستور مهما كان الثمن".
تنديد دولي
وأدانت وزارة الخارجية الروسية الخميس بشدّة محاولة الانقلاب في بوليفيا التي وقعت الأربعاء.ووصفت الخارجية الروسية الوضع بـ"غير المقبول"، معربة عن "دعمها الكامل والثابت" للرئيس البوليفي لويس آرسي.وقالت وزارة الخارجية في بيان "ندين بشدّة محاولة الانقلاب العسكري"، مضيفة "نحذّر من محاولات التدخّل الخارجي المدمّر في شؤون بوليفيا الداخلية"، من دون أن تحدّد الدول التي تعنيها.ومن مدريد، دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى "احترام" الديمقراطية وحكم القانون في بوليفيا.وكتب سانشيز على منصّة "إكس": "تدين إسبانيا بشدة التحركات العسكرية في بوليفيا. نرسل دعمنا وتضامننا إلى الحكومة البوليفية وشعبها وندعو إلى احترام الديمقراطية وحكم القانون".وفي واشنطن، قال متحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إنّ "الولايات المتحدة تتابع الوضع في بوليفيا عن كثب وتدعو إلى الهدوء".