وخلال هذه الدورة، وبعد استعراض الوضع الراهن للعلاقات الثنائية على الأصعدة السياسية والثقافية والاقتصادية والقانونية، أعرب المسؤولان عن ارتياحهما للدينامية الإيجابية والمطردة التي تسم العلاقات المغربية-الأرجنتينية، كما بحثا سبل إعطاء دفعة قوية لتعاونهما على المستويات كافة.
التزم الجانبان، في هذا الإطار، بمواصلة توطيد الحوار السياسي من خلال تكثيف تبادل الزيارات رفيعة المستوى، وتعزيز دينامية ملائمة للتعاون متعدد القطاعات، من خلال الاستفادة من الإمكانات التي يزخر بها البلدان في مختلف القطاعات، لاسيما التجارة والسياحة والصناعة الزراعية وصناعة مستحضرات التجميل وحماية البيئة والاستخدام السلمي للطاقة النووية.
ومن أجل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري الذي لا يزال دون إمكاناته، تم الاتفاق على تنظيم منتدى لرجال الأعمال على هامش انعقاد اللجنة المشتركة المقبلة للوقوف على الفرص الاستثمارية في كلا البلدين.
من جهة أخرى، شكلت المشاورات السياسية فرصة لبحث التعاون، بشكل معمق، في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب، وكذا حقوق الإنسان، وذلك في أفق تنظيم الأرجنتين، التي تترأس حاليا مجلس حقوق الإنسان، للمنتدى العالمي الثالث لحقوق الإنسان.
كما تميز الاجتماع، بتبادل مثمر لوجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ولاسيما الوضع في أمريكا اللاتينية وشمال إفريقيا وبمنطقة الساحل والصحراء، وكذا النزاع الروسي-الأوكراني وتداعياته على الصعيد العالمي.
والتزم الطرفان بمواصلة التعاون الإقليمي النشط والفعال، لاسيما في إطار المنظمات الإقليمية لأمريكا اللاتينية التي تضم المغرب كعضو ملاحظ. وفي هذا الإطار، استحضر الجانب المغربي الدور الذي يمكن أن يضطلع به الجانب الأرجنتيني من أجل ولوج المغرب لسوق (ميركوسور).
وعلاوة على ذلك، أجرى المسؤولان تبادلا واسعا لوجهات النظر حول تعزيز مشاريع التعاون الثلاثي التي ستشمل، بالإضافة إلى المغرب والأرجنتين، بلدان إفريقية أو تابعة للاتحاد الأوروبي.
وعلى المستوى متعدد الأطراف، نوه الجانبان بالدعم المتبادل لترشيحات البلدين في مختلف المنظمات الدولية. واتفقا، في هذا الصدد، على تعزيز إجراءات التنسيق داخل الأمم المتحدة كما في المحافل الدولية الأخرى، وذلك لمواجهة التحديات والتهديدات الراهنة من قبيل تغير المناخ والإرهاب والهجرة.