18/06/2019
ظهر الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري عبر مقطع فيديو نشره على حسابه على موقع «إنستغرام»، يصوّر الزيارة المفاجئة التي قام بها لمنزل إحدى المواطنات التي تعمل في بيع صهاريج المياه لتؤمّن معيشة أفراد أسرتها، استغلّ ماكري المناسبة ليطلق سيلاً من العبارات الرنّانة حول التاريخ والسياسة وريادة الأعمال، غير آبه بالبطالة التي تنهش البلاد التي يرزح تحت ثقلها الكثير من الأرجنتينيين.
الرئيس البراغماتي الثري القادم من عالم المال والأعمال لينقذ حكومة البلاد واقتصادها من الاشتراكية، انتقد خلال زيارته الشيوعية، معتبراً أنها تدمّر احترام الإنسان لذاته، غامزاً من قناة حكومة الرئيسة اليسارية السابقة كريستينا كيرشنر، متجاهلاً الأزمة الاقتصادية الحادة التي تمرّ بها الأرجنتين في عهده، التي تضعها في قائمة الدول الأكثر بؤساً في العالم! تراجعت صدقية «المخلّص» الذي وعد بحل مشكلة التضخّم، واصفاً إياها بالسهلة، حين اعترف أخيراً بأن الحل بالغ الصعوبة.
عندما تولى ماكري منصبه في عام 2015، توصّل إلى تمستوى مع الدائنين، وأغرق البلاد في ديون جديدة طويلة الأجل، بيانات أسعار المستهلك في الأرجنتين تظهر أن التضخم ارتفع في الشهر الماضي إلى 54.7% على أساس سنوي، وهو أعلى مستوى على الإطلاق، ارتفعت أسعار المستهلك بنسبة 55%، وارتفع معدل البطالة إلى 9.1%، وتراجع الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنسبة 6.2% مقارنة بعام الماضي، وهي معدلات لم تشهدها الأرجنتين سابقاً.
لتصحيح الخلل ربّما، قام البنك المركزي برفع الفائدة بنسبة 65% لخفض التضخّم، ما أدخل البلاد في أزمة ركود، يعمل البنك المركزي، الذي أقرض الأرجنتين /56/ مليار دولار، على تحديد نطاق سعر الصرف، وفرض قيود على العملة، بينما تجمّد الحكومة الأسعار على /60/ منتجاً من المواد الغذائية حتى تشرين الأول، يجب على الحكومة الحالية سداد ديون تصل قيمتها إلى /13.3/ مليار دولار من السندات المستحقّة في عام 2019، وفقاً لوكالة «رويترز»، بما في ذلك /5.9/ مليارات دولار من السندات المرتبطة بالدولار، التي تصبح أكثر تكلفة مع انخفاض قيمة البيزو.
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقرّرة في تشرين الأول المقبل، تبدو الاشتراكية، على عكس توقعات ماكري، في أحسن أحوالها، استطلاعات الرأي كلّها تشير إلى انعدام حظوظه مقابل تقدّم كريستينا كيرشنر وحزبها.