29/01/2020
قالت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية إن حملة الرئيس مارتن فيزكارا لمكافحة الفساد تلقت دفعة قوية عقب الانتخابات البرلمانية، التي جرت الأحد الماضي، بعد أن تعرض حزب المعارضة الرئيس في بيرو لهزيمة فادحة.
وبحسب تقرير لـ«خايدون لونغ»، فقد أغلق فيزكارا البرلمان في سبتمبر الماضي بعد أن عرقل المشرعون حملته مرارًا وتكرارًا لكبح الامتيازات البرلمانية وتطهير المناصب العامة.
ومضت الصحيفة تقول «انتقد نواب المعارضة هذه الخطوة ووصفوها بأنها انقلاب ووصفوا الرئيس بأنه ديكتاتور. لكن استطلاعات الرأي تشير إلى أن الغالبية العظمى من سكان بيرو، الذين سئموا من مشاحنات الكونجرس وفساده وتصلبه، رحبوا بالقرار»، موضحة أن فيزكارا يحكم منذ 4 شهور بمراسيم.
» خسارة اليمين
وكان الخاسر الأكبر حزب القوة الشعبية اليميني، الذي تقوده المرشحة الرئاسية السابقة كيكو فوجيموري، حيث حصد أقل من 7% من الأصوات وبحوالي 12 مقعدا، وأضافت «فاينانشال تايمز» تقول «استخدم حزب فوجيموري نفوذه البرلماني لإسقاط الرئيس السابق في عام 2018 وجعل الأمور صعبة جدا على فيزكارا. لكن مع كبح سلطته الآن، قد يكون الرئيس قادرا على المضي قدما في برنامجه الإصلاحي، الذي رغم افتقاده لحزب سياسي خاص به، سيظل بحاجة إلى عقد تحالفات».
وأردفت «جزء من الإصلاحات، التي قام بها الرئيس تتضمن إلغاء الحصانة البرلمانية للمشرعين، حتى يتسنى تقديمهم للقضاء بسهولة أكبر إذا اتُهموا بارتكاب جرائم».
ونقلت الصحيفة عن أرتورو مالدونادو، المحلل السياسي في الجامعة البابوية الكاثوليكية في ليما، قوله: «البرلمان الجديد مجزأ أكثر مما توقعنا. هناك خاسر واضح وهو حركة فوجيموري، لكن لا يوجد فائزون واضحون. ربما لا يكون الرابح حزبا، ولكن الفكرة: فكرة أن إغلاق المؤتمر السابق كانت جيدة للبلاد».
» خطوة جريئة
وتابعت الصحيفة البريطانية تقول «يعتقد بعض المحللين أن خطوة الرئيس الجريئة كانت بمثابة صمام لتنفيس الغضب العام المكبوت، وأنقذت بيرو من الاحتجاجات العنيفة في الشوارع، التي هزت دول الأنديز الأخرى في أواخر عام 2019».
وأردفت الصحيفة تقول «عصفت فضائح الفساد بـ (بيرو). فهي أكثر بلد، باستثناء البرازيل، تأثر بفضيحة أودبريشت الواسعة، حيث دفعت شركة البناء البرازيلية ملايين الدولارات كرشاوى للفوز بعقود في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية».
ومضت تقول «4 من رؤساء بيرو الخمسة السابقين إما في السجن أو قيد الإقامة الجبرية، أو متهمين أو مدانين بالفساد. أما الرئيس السابق ألبرتو فوجيموري فهو مسجون على خلفية انتهاكات حقوق الإنسان أيضا. بينما انتحر الرئيس السابق الخامس آلان غارسيا العام الماضي لتجنب الاعتقال».
ونوهت بأن السيدة فوجيموري، ابنة ألبرتو، قيد التحقيق الآن بسبب قبولها أموالا من أودبريشت.
» تآكل الثقة
وتابعت «فاينانشال تايمز» تقول «أدت الفضائح إلى تآكل ثقة الجمهور في السياسيين وثقة الأعمال، مما ضرب النمو الاقتصادي».
وأردفت «بعد معدل نمو بلغ 4.8% سنويا خلال هذا القرن، توسع الاقتصاد البيروفي بنحو 2.2% العام الماضي، وهو أسوأ أداء له منذ الأزمة الاقتصادية العالمية في عام 2009».
وأشارت الصحيفة إلى أن البيروفيين سيتوجهون مرة أخرى لصناديق الاقتراع في أبريل 2021 لاختيار برلمان جديد ورئيس جديد، مما يعني أنه لن يتوافر لفيزكارا أو المشرعين المنتخبين الجدد الكثير من الوقت لتحقيق أهدافهم.
ونوهت بأن أكبر حزب في البرلمان الجديد سيكون حزب العمل الشعبي، وهو حزب خورخي مونيوز، عمدة ليما.
وتابعت «رغم إعلان مونيوز أن حزبه يهدف إلى البناء، وليس التدمير أو الإعاقة، إلا أن المحللين حذروا من أنه من غير الواضح ما إذا كان حزب العمل الشعبي سيؤيد الرئيس».
ونقلت عن رودولفو روخاس، شريك في سيكويا للاستشارات السياسية، قوله «هناك الكثير من عدم اليقين بشأن كيفية تصرف البرلمان الجديد. هذا ليس انتصارا واضحا لفيزكارا».