تأميم محطات الكهرباء في المكسيك.. والرئيس يعلن السيطرة على الأسعار

الأربعاء, 12 نيسان/أبريل 2023 16:04

تأميم محطات الكهرباء في المكسيك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

في خطوة جديدة استهدفت تأميم محطات الكهرباء في المكسيك، أعلنت الحكومة صفقة استحواذ شبه إجبارية على أصول أكبر شركات القطاع الخاص المشغّلة لسلسلة محطات عاملة بالغاز الطبيعي في البلاد.

وأعلنت الحكومة المكسيكية موافقتها على شراء 13 محطة كهرباء مملوكة لشركة إيبردرولا الإسبانية العملاقة ضمن صفقة استحواذ تصل قيمتها إلى 6 مليارات دولار، وفقًا لوكالة رويترز.

 

ووصف الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز هذه الصفقة بكونها تأميمًا جديدًا لسوق الكهرباء في البلاد، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وقال أندريس لوبيز، إن تأميم محطات الكهرباء في المكسيك سيعزز من سيطرة الدولة على أسعار الخدمة للمواطنين وقطاعات الصناعة.

 

صفقة تضمن السيطرة

 

أشار الرئيس أندريس مانويل لوبيز إلى أن هذه الصفقة التاريخية المتعلقة بتأميم محطات الكهرباء في المكسيك ستمنح شركة الكهرباء المملوكة للدولة "كومسيون فيدرال دي إليكتريسداد" السيطرة على أغلبية سوق الكهرباء في البلاد.

ويروّج الرئيس المكسيكي -المتولّي السلطة في عام 2018 لمدة 6 سنوات قابلة للتجديد في 2024- لتوجهات التأميم ذات الطابع اليساري العتيق عبر مقولات شعبوية تستهدف مغازلة الجمهور، على حدّ وصف معارضيه.

ويركّز الرئيس المكسيكي في خطابه -الموجّه دائمًا للجمهور- على تأميم محطات الكهرباء في المكسيك، إضافة إلى تأميم أصول الشركات الأجنبية العاملة في قطاعات التعدين والثروات الطبيعية، لا سيما شركات تعدين الليثيوم والمعادن الأرضية النادرة.

 

شركات فاسدة

 

كما يُكثر الرئيس المكسيكي من الحديث عن الاستغلال والاحتكار وفساد الحكومات السابقة في تعاقدها مع شركات القطاع الخاص خلال العقود الماضية، ما أدى إلى كوارث اقتصادية يحاول إصلاحها، وفقًا لتفسيره العام لأغلب مشكلات المكسيك الاقتصادية.

وتأتي صفقة الاستحواذ على محطات شركة إيبردرولا الإسبانية في إطار تعهدات الرئيس بالسيطرة على أسعار الكهرباء في البلاد، عبر تعزيز سيطرة الشركة الحكومية على السوق لتمكينها من التحكم في التسعير مستقبلًا.

ومن المتوقع إتمام هذه الصفقة في غضون 5 أشهر، بعد استيفاء مجموعة من الإجراءات المكملة مع الجهات المنظمة والمؤسسات الرقابية في المكسيك.

وفي حالة إتمام الصفقة، ستنتقل إدارة المحطات الـ13 بالكامل إلى شركة الكهرباء الحكومية التي كانت تحصل على الغالبية العظمى من إنتاجها الكهربائي، وفقًا لعقود بيع سابقة.

 

اعتراضات أميركا وكندا

 

تعترض الولايات المتحدة وكندا على توجهات الرئيس المكسيكي الاقتصادية التي يغلب عليها الطابع اليساري المخالف لاقتصاد السوق واتفاقيات التجارة الحرة، على حدّ تعبير أكبر بلدين في أميركا الشمالية.

وتقول كندا، إن سياسات التأميم في المكسيك تضرّ بشركاتها وتنتهك اتفاقيات التجارة الإقليمية، وهو ما ترفضه حكومة المكسيك التي تتمسك بمقولات محاربة الفساد والاحتكار في البلاد.

وهاجم رئيس المكسيك شركة إيبردرولا الإسبانية أكثر من مرة بألفاظ حادة، بسبب سياستها في قطاع الكهرباء المحلي، وزيادة أسعار الكهرباء بصورة باهظة على المواطنين.

وشبّه أندريس لوبيز موقف الشركة الإسبانية -في إحدى الانتقادات- بموقف الغزاة، مستحضرًا غزو الإسبان للمكسيك في القرن الـ16.

كما شنّ حملة أخرى على الشركة، واتهمها بالفساد مع حكومات سابقة، إضافة إلى التورط في تمويل حملة إعلامية ضده بالتنسيق مع خصومه السياسيين، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

 

استحواذ وليس مصادرة

 

رغم هذه الاتهامات، فإن تأميم محطات الكهرباء في المكسيك التابعة للشركة الإسبانية لم يكن عبر قرار حكومي بالمصادرة، بل عبر صفقة استحواذ بمبلغ ضخم قد يتجاوز 6 مليارات دولار.

كما أن الصفقة ستشمل مزيجًا من المحطات والمرافق الكهربائية القديمة والحديثة، ما قد يخلّص الشركة الإسبانية من عبء المحطات القديمة بعد 4 سنوات من المتاعب القانونية المستمرة، وفقًا لمحلل الطاقة جونزالو مونروي.

ولم يُبدِ المحلل رأيًا في قيمة الصفقة، وما إذا كانت تعكس القيمة السوقية العادلة لأصول الشركة الإسبانية في المكسيك أم لا، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

 

احترام توجهات الرئيس

 

لم تطرح الشركة الإسبانية نفسها اعتراضات حتى الآن، بل أعرب رئيسها التنفيذي إغناسيو غالان عن احترامه لمساعي الرئيس المكسيكي في تعزيز سيطرة الدولة على سوق الكهرباء.

وقال غالان، إن سياسة الرئيس المكسيكي دفعت شركته للبحث عن خيارات توافقية تصبّ في صالح شعب المكسيك ومساهمي الشركة في الوقت نفسه.

وتستحوذ شركة إيبردرولا الإسبانية على 10% من إنتاج الكهرباء في المكسيك، معظمها من المحطات العاملة بالغاز الطبيعي، والجزء الآخر من مزرعة رياح مستقلة، وفقًا لبيانات عام 2020.

وقال الرئيس المكسيكي، إن صفقة الاستحواذ على محطات إيبردرولا سترفع إجمالي القدرة التوليدية لشركة الكهرباء الحكومية من 39% إلى 55%.

وصرّح الرئيس في وقت سابق بأن الدولة بحاجة إلى التحكم في 54% من قدرة التوليد على الأقلّ، حتى تكون قادرة على ضبط أسعار الخدمات الكهربائية للمواطنين.

تعديل محتمل لقيمة الصفقة

لا تغطي صفقة الاستحواذ كل أصول الشركة الإسبانية في المكسيك، بل ستظل محتفظة بـ24% من أصولها بعد إتمام الصفقة التي تغطي 76% من محفظتها الحالية في البلاد ما يعادل 8 آلاف و539 ميغاواط، وفقًا لمنصة أرغوس ميديا المتخصصة.

ووقّعت إيبردرولا مذكرة تفاهم مع صندوق استثمار" مكسيكو" للبنية التحتية المملوك للحكومة لنقل حصص الملكية في محطات الكهرباء الـ13، وأصول محطة الرياح خلال الأشهر المقبلة.

وتقول الشركة الإسبانية، إنها ستواصل الاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة في المكسيك، إلى جانب بقائها في قطاع الكهرباء التقليدي بصورة جزئية.

وتؤكد الشركة احتمال تعديل قيمة الصفقة خلال الأشهر المقبلة بناءً على تاريخ إغلاقها والتعديلات الأخرى، دون الإفصاح عن تفاصيل أكثر، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتنازع الرئيس المكسيكي مع شركات كهرباء أخرى خلال السنوات الـ4 الأولى من تولّيه للسلطة، ما أجبر بعضها على الخروج من الشبكة الوطنية.

ويدافع الرئيس عن سياسة تأميم محطات الكهرباء في المكسيك، بوصفها الطريق الوحيد لضمان عدم ارتفاع أسعار الكهرباء على المواطنين.

05/04/2023

https://attaqa.net/

قراءة 356 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)
موسومة تحت

البنود ذات الصلة (بواسطة علامة)