وصلت أزمة مناطق النفط والغاز بين فنزويلا وغايانا إلى مرحلة جديدة من الصراع، بعد ما أثارت جورج تاون حفيظة كراكاس بطرح تلك المناطق للشركات العالمية للبحث والتنقيب.
وتُجري فنزويلا استفتاءً وطنيًا في 3 ديسمبر/كانون الأول (2023)، لتحديد ما إذا كان ينبغي ممارسة ما تقول عليه حقوقها في تلك المناطق وضمها إليها، وفق تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
في المقابل، تطالب غايانا محكمة العدل الدولية بإلغاء هذا الاستفتاء، حسبما ذكرت منصة "آرغوس ميديا" المتخصصة في شؤون الطاقة، أمس الجمعة 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
وطرحت غايانا 14 منطقة للبحث والتنقيب عن النفط والغاز قبل أشهر، وأغلقت الطرح في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، وشاركت 8 شركات عالمية في المنافسة، التي من المقرر إعلان الفائزين بها مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
تحقيق مع الشركات
أعلن المدعي العام الفنزويلي طارق ويليام ساب، الأسبوع الماضي، أنه يتجه لبدء تحقيق مع غايانا والشركات المشاركة في طرح مناطق متنازع عليها على الحدود بين الدولتين للبحث والتنقيب عن النفط والغاز.
وتقع تلك المناطق في مقاطعة إيسيكويبو، وثار النزاع على مناطق النفط والغاز بين فنزويلا وغايانا حول النهر الذي يحمل اسم المقاطعة نفسه، والسواحل البحرية بها، منذ أكثر من 100 عام.
وذكر المدّعي العام الفنزويلي أسماء بعض كبريات الشركات العالمية المشاركة في المنافسة على المناطق التي طرحتها غايانا، مثل إكسون موبيل الأميركية (ExxonMobil) وتوتال إنرجي الفرنسية (TotalEnergies) وهيس الأميركية (Hess) وبتروناس الماليزية (Petronas).
وخلال سبتمبر/أيلول 2023، أعلنت فنزويلا اعتراضها على المناطق التي طرحتها غايانا، ووصفت الطروحات بغير القانونية؛ لأن بعضها مشترك، وطرحها غير جائز قبل ترسيم الحدود بين البلدين، وفق تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتصاعدت حدة صراع النفط والغاز بين فنزويلا وغايانا، مع تصريحات جورج تاون بأن تلك الإجراءات لا تولّد أيّ نوع من الحقوق لأطراف ثالثة تشارك في مثل هذه العملية.
تصعيد سياسي
يرى بعض المراقبين أن تصعيد جورج تاون أزمة المناطق الحدودية الغنية بالنفط والغاز بين فنزويلا وغايانا، التي يتنازع عليها البلدان، ما هو إلا محاولة من الرئيس الحالي في كراكاس نيكولاس مادورو، لشد الانتباه بعيدًا عن فوز المعارضة ماريا كورينا ماتشادو، بالانتخابات التمهيدية للانتخابات الرئاسية في 2024، وتعليق هذا الفوز.
وقبل أيام صوّت نحو مليوني فنزويلي لصالح ماتشادو، وهي النائبة السابقة التي عاقت حكومة مادورو عن تولّي أي منصب حكومي بطرق مختلفة؛ منها اتهام بالتزوير وارتكاب مخالفات ضريبية، إضافة إلى اتهامها بالدعوة للعقوبات الاقتصادية الأميركية على فنزويلا في بداية 2017.
وتُعَد فنزويلا من الدول الغنية بالنفط، لكن العقوبات الأميركية أثّرت بشكل سلبي في الإنتاج وتسويقه، بسبب عزوف الشركات العالمية عن الاستثمار والتعاون معها، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
إلا أن فوز ماتشادو يعزز اتفاقًا أُبرم في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يلزم مادورو بقبول جميع المنافسين في انتخابات يشرف عليها مراقبون دوليون.
لذلك، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، في اليوم التالي للاتفاق، تعليق بعض العقوبات التي تستهدف حكومة مادورو وشركة النفط الوطنية الفنزويلية التي تملكها الحكومة، شرط أن تنفذ الحكومة التزاماتها بموجب اتفاق الانتخابات.
وأعلنت بعض كبريات شركات النفط العالمية استعدادها للعمل في فنزويلا، حال رفع العقوبات الأميركية عنها؛ ما يساعد على زيادة الإنتاج بنسبة 25%، ما يعادل 200 ألف برميل يوميًا، خلال عام من رفع العقوبات.
04/11/2023
https://attaqa.net/