نجحت دولة قطر في إتمام صفقة لتبادل السجناء بين الولايات المتحدة وفنزويلا، وفق ما أعلنه وزير الدولة بوزارة الخارجية محمد الخليفي اليوم الخميس.
وهذه هي المرة الثانية خلال العام الجاري التي تتمكن فيها الدوحة من تحقيق اختراق دبلوماسي بين الولايات وأحد خصومها التقليديين.
وأطلقت كاراكاس سراح سراح 10 سجناء أمريكيين، مقابل إطلاق واشنطن سراح سجين فنزويلي واحد، حسب ما أعلنه الخليفي.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أن فنزويلا أعادت أيضا بشكل منفصل إلى الولايات المتحدة رجل الأعمال الماليزي الهارب ليونارد جلين فرانسيس، المعروف باسم “فات ليونارد”، المتورط في قضية رشوة للبحرية الأمريكية.
وقالت رويترو إن الاتفاق جاء بعد أشهر من المفاوضات التي توسطت فيها قطر، بعد أن قال البيت الأبيض إنه سيحتاج إلى رؤية تقدم في إطلاق سراح السجناء من أجل مواصلة تخفيف العقوبات المفروضة على مبيعات النفط الفنزويلي.
وتم الكشف عن تخفيف العقوبات في أكتوبر الماضي بعدما تعهدت الحكومة الفنزويلية بإجراء انتخابات نزيهة في عام 2024.
وقال الخليفي إن الصفقة استغرقت عدة جلسات للتفاوض، وأعرب شكره للبلدين لتعاونهما من أجل إنجاح الوساطة.
وأضاف الخليفي “هذه الخطوة جزء من وساطة أشمل لمعالجة القضايا العالقة بين البلدين”.
ووصل الخليفي إلى كاراكاس يوم السبت الماضي والتقى الرئيس نيكولاس مادورو، وفق بيان صدر عن الخارجية القطرية آنذاك، دون مزيد من التفاصيل.
وقال الخليفي لوكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا)، إن نجاح هذه الوساطة “يؤكد مجددا مكانة دولة قطر كشريك موثوق على المستويين الإقليمي والدولي”.
ويعكس هذا النجاح -حسب الخليفي- دور قطر الفعال في صناعة السلام وتعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة والعالم.
أجرى وزير الدولة بوزارة الخارجية مباحثات في العاصمة الفنزويلية كاراكاس مع الرئيس نيكولاس مادورو، تناولت تعزيز العلاقات بين العلاقات وعددا من القضايا الإقليمية والدولية.
علاقات وثيقة
وفي يونيو 2022، زار الرئيس الفنزويلي الدوحة وأجرى مشاورات مع سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وذلك تزامنا مع أحاديث عن مفاوضات أمريكية فنزويلية بشأن تصدير النفط.
ولعبت الدوحة دورا بارزا في العديد من الخلافات السياسية خلال السنوات القليلة الماضية، ورعت مفاوضات بين واشطن وحركة طالبان الأفغانية انتهت باتفاق سلام تاريخي قبل ثلاث سنوات.
كما توسطت الدوحة مؤخرا في اتفاق تبادل سجناء بين الولايات المتحدة وإيران، وأعادت أطفالا أوكرانيين من روسيا إلى ذويهم في أوكرانيا.
واحتضنت قطر أيضا مفاوضات سرية بين الاتحاد الأوروبي وإيران من أجل إحياء الاتفاق النووي المجمد، وهي تدعم أيضا وساطة تقودها سلطنة عمان بين واشطن وطهران بهدف التوصل لاتفاق جديد.
وحاليا، تعتبر الوساطة القطرية في الحرب الدائرة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وإسرائيل، الدور الأبرز الذي تقوم به قطر في المنطقة والعالم.
21/12/2023
https://www.mshireb.com/