دور الذاكرة المشتركة في بناء مستقبل التعاون بين المغرب و أمريكا اللاتينية

الخميس, 11 أيار 2017 14:19

نظمت جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس يوم السبت 13 ماي 2017 الملتقى الأول حول الذاكرة المشتركة بين المغرب وأمريكا اللاتينية تحت شعار: دور الذاكرة المشتركة في بناء مستقبل التعاون بين المغرب وأمريكا اللاتينية.

ونظم هذا الملقتى بكلية الطب والصيدلة ابتداء من الساعة التاسعة والنصف صباحا، بحضور سفراء دول أمريكا اللاتينية المعتمدين في الرباط ومجموعة من الأساتذة الباحثين المتخصصين في منطقة أمريكا اللاتينية.

 وشارك الباحث محسن منجيد في هذه الندوة بمداخلة حول موضوع "علاقات المغرب مع دول أمريكا اللاتينية: الوضع الحالي والمستقبل المشترك".

 Colloque de Fs

  سفراء بلدان لاتينية: المغرب أفضل شريك لبلداننا في مواجهات التحديات المطروحة على الصعيد العالمي


أجمع سفراء بلدان لاتينية وممثلو بعثات دبلوماسية بها، أمس السبت بمدينة فاس، على أن المغرب يعد أفضل شريك لبلدان أمريكا الجنوبية في بناء تعاون جنوب-جنوب يمكن من مواجهات التحديات المطروحة على الصعيد العالمي.

والتأم هؤلاء الدبلوماسيون المعتمدون بالرباط في إطار لقاء علمي دولي نظمته جامعة (سيدي محمد بن عبد الله) و(جمعية فاس-سايس) حول "الذاكرة المشتركة في بناء مستقبل التعاون بين المغرب ودول أمريكا اللاتينية".

وقدمت السيدة غلوريا يونغ سفيرة دولة باناما لمحة عن تاريخ بلادها التي هي بصدد بناء مستقبل آمن في مجالات الصحة والماء والتربية والمناصفة، ويتوجه نحو العالم لاسيما من خلال برنامج للتعاون الدولي سطرته الحكومة في أفق 2030.

وسجلت السيدة غلوريا أن العلاقات بين المغرب وباناما تتميز بسعيهما معا من أجل "مأسسة التعاون الدولي"، داعية أكاديميي البلدين ومعهم الفاعلون في القطاع الخاص لتمتين التعاون الثنائي، بما يعزز أكثر هذه العلاقات القوية أصلا.

وتوقفت السيدة ماريا فرناندا كانياس سفيرة الأرجنتين عند المؤهلات الفلاحية والصناعية لبلدها وعند المكون البشري الذي راكمته الهجرة منذ عقود بعيدة، مفيدة بأن اليهود المغاربة كانوا أول الوافدين على الأرجنتين قبل أن يصل مهاجرون من مختلف الديانات من بلدان الشرق، لينصهروا كلهم في المجتمع منذ القرن 19 بفضل سياسة للتعايش عن طريق التربية والتعليم.

وأبرزت السيدة فرناندا كانياس أن الموقع الجغرافي لكل من المغرب والأرجنتين ساعد على إقامة تعاون منذ أزيد من ستين سنة، وهو تعاون زكاه توافق في مواقف بخصوص قضايا راهنة كالإرهاب، مضيفة أن التعاون مع المغرب محور مهم في "المخطط الإفريقي-الأرجنتيني في مجالي الصناعة والطاقات المتجددة" اللذين يحتل المغرب فيهما مكانة رائدة.

وأشاد سفير البارغواي أوسكار رودولفو بينيتيز إيستراغو بالدور الذي يقوم به جلالة الملك محمد السادس في تعزيز التعاون مع البلدان اللاتينية منذ جولة جلالته بعدد من بلدانها سنة 2004، ملاحظا أن هناك نقصا في معرفة كل بلد بالآخر على مستويي التاريخ والثقافة، داعيا الجامعات في كل من المغرب والبارغواي إلى الاشتغال على تذويب هذا النقص.

وأقر السيد بينيتيز إيستراغو بأن العلاقات السياسية مع المغرب في أفضل حالاتها، وأنها بحاجة إلى تنميتها بالدافع الاقتصادي لما يتوفر عليه البلدان من مؤهلات طبيعية وموارد طاقية وفلاحية، بما يخدم مصلحتهما ولإعطاء معنى حقيقي للتعاون جنوب-جنوب.

وذكرت السيدة كاميلا أكروس مينوس قنصل سفارة كولومبيا بأن العلاقات مع المغرب التي تعود لسنة 1979، تمحورت في بدايتها حول الحوار السياسي جنوب-جنوب كرسته جملة من الزيارات الثنائية للمسؤولين في البلدين.

وبعد أن أشارت إلى المؤهلات السياحية لبلدها القائمة على الثقافة والبيئة وكذا الفلاحية، أوردت السيدة أكروس مينوس أن 375 مغربيا زاروا كولومبيا سنة 2016، مقابل 4 آلاف كولومبي وفدوا على المملكة في السنة ذاتها، مما يستوجب العمل - وفق المتحدثة - على الرفع من الزوار بالبلدين وتثمين التعاون الثنائي التقني والتعاون الاقتصادي للدفع بهذه العلاقات وتنويعها.

ودعا باقي ممثلي بعثات دبلوماسية لاتينية في المغرب إلى مسايرة التحولات الجديدة في العالم من خلال بناء تعاون جنوب-جنوب متين، مستفيد في ذلك من المؤهلات المساعدة والمتوفرة سواء بالمملكة أو بهذه البلدان.

وكان السيد عمر الصبحي رئيس جامعة (سيدي محمد بن عبد الله) قد افتتح اللقاء بالإشارة إلى أن عدة مرجعيات تاريخية تحكم احتكاك الحضارة المغربية-الأندلسية بحضارة شعوب أمريكا اللاتينية منذ القرن ال15 تزامنا مع الاستعمار الإسباني والبرتغالي لأمريكا الجنوبية، مسجلا أن تجليات هذا الاحتكاك تظهر في عدد من مناحي الحياة منها الموسيقى وفن العمارة وطرق الري وزراعة الأرز.

وبحسب السيد الصبحي، فإن اللقاء بين الحضارتين تواصل بهجرة التجار الصغار، لاسيما طائفة اليهود المغاربة، وهي حقيقة موثقة تاريخيا، وأن هذه الهجرة لم تتوقف حتى في عهد الحماية، مما يؤكد أن الروابط الاجتماعية والاقتصادية والحضارية بين المملكة وهذا الجزء من العالم تاريخية بكل المقايسس.

نفس الأمر بالنسبة للسيد إدريس علوي مدغري عن (جمعية فاس-سايس) الذي أكد على المغرب ، بقيادة جلالة الملك ، منخرط بقوة في دينامية دبلوماسية جديدة أساسها الانفتاح والتعاون المثمر مع كافة دول المعمور، خاصة منها دول الجنوب لبناء عالم أفضل.

وبحث اللقاء جملة من القضايا التي تهم العلاقات بين الجانبين في مختلف أوجهها من خلال محوري "العناصر المشتركة في الذاكرة الحية بين المغرب وأمريكا اللاتينية"، و"التعاون بين المغرب وأمريكا اللاتينية لمواجهة التحديات المشتركة"، من تأطير باحثين أكاديميين
المصدر
http://www.pam.ma/%D8%B3%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%A8%D9%84%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D9%84%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D8%A3%D9%81%D8%B6%D9%84-%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%83-%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%86%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D8%B1%D9%88%D8%AD%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A

قراءة 1418 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)