ماذا بعد وفاة تشافيز؟

الإثنين, 11 آذار/مارس 2013 13:13

إذ لم يكن الزعيم المريض، الذي توفي عن عمر يناهز 58 عاما، قد شوهد أو سمع صوته منذ 11 ديسمبر الماضي، عندما سافر إلى كوبا لإجراء عملية جراحية رابعة. ودفعت عودته المفاجئة إلى فنزويلا الشهر الماضي العديد من المراقبين إلى الاعتقاد بأنه على حافة الموت.

والأمر المزعج بعض الشيء هو أن نائبه نيكولا مادورو اختار أن يعلن عن وفاته في ظل الإشارة إلى أن السرطان الذي أصابه كان سببه أعداء الدولة، الذين ربما سمموا الرئيس الفنزويلي، وذلك وفقا لصحيفة "إيل يونيفرسال"، التي تصدر يوميا في كراكاس. ولم يقدم مادورو أي دليل يدعم هذا الادعاء، واكتفى بقوله إنه سيعين لجنة خاصة للتحقيق في القضية. ويشكل ادعاء مادورو، وإن كان نابعا من الحزن، مؤشرا آخرا إلى الأوقات السياسية العصيبة التي تنتظر فنزويلا في طريقها إلى انتخاب رئيس جديد. فقد كانت البلاد في نوع من الغموض السياسي منذ سفر تشافيز إلى كوبا. وكان مريضا إلى درجة منعته من حضور حفل أدائه اليمين الدستورية. وينص الدستور الفنزويلي على إجراء انتخابات جديدة في حال وفاة الرئيس خلال فترة رئاسته.

وعلى الرغم من أن تشافيز قال علنا إنه يريد لمادورو، الذي عمل في السابق منظما نقابيا ووزيرا للخارجية ، أن يخلفه، فإنه من غير الواضح ما إذا كان ذلك سيكون كافيا بالنسبة للناخبين. إذ يفتقر نائب الرئيس الفنزويلي إلى الكاريزما وأسلوب الخطابة الحماسي اللذين استخدمهما تشافيز لجذب المؤيدين والفوز في الانتخابات. ويدرك مادورو أنه لا يتمتع بشخصية سياسية جذابة كتلك التي تمتع بها تشافيز، ولذا فإنه يأخذ خط الهجوم، ويحاول التلميح إلى أن إرث تشافيز والثورة الاشتراكية في خطر. وعلى سبيل المثال، فقد قال مادورو إن هنريك كابريليس، وهو الحاكم المنتخب حديثا لولاية ميراندا والزعيم الأساسي للمعارضة، كان في الولايات المتحدة يعقد اجتماعات مع أعداء سياسيين لفنزويلا.

ومنذ أيام، أعلن مادورو أن الملحق العسكري للسفارة الأميركية سوف يطرد لمحاولته زعزعة استقرار البلاد. وتمثل تكتيكات مادورو العدوانية استراتيجية مألوفة. فقد اتهم تشافيز المصالح الأجنبية مرارا بمحاولة الإطاحة به، بل وقال إن الولايات المتحدة كانت وراء انقلاب عام 2002 الذي أفضى إلى الإطاحة به لفترة وجيزة. حيث تمت إعادته إلى سدة الحكم بعد ذلك بيومين. ولكن تكتيكات نائب الرئيس الفنزويلي تحمل في طياتها ضررا كبيرا. إذ تمثل فنزويلا بالفعل دولة مستقطبة بشدة تنقسم بين أنصار الرئيس الراحل والناقدين الذين يقولون إن تشافيز كان أكثر قليلا من زعيم مطلق لأميركا اللاتينية. ولن تؤدي محاولة مادورو للإشارة إلى أن فنزويلا معرضة للهجمات الأجنبية أو الانقلابات إلا إلى زيادة احتمال العنف في البلاد.

ودخل تشافيز، المظلي السابق، سدة الحكم في عام 1999، متعهدا بمساعدة الفقراء، وبوضع حد للفساد وسوء الإدارة اللذين كانا قد أبقيا ثروة البلاد النفطية الهائلة متركزة في أيدي قلة قليلة لعقود عدة. وكان ما يقرب من 80 % من الفنزويليين يعانون من الفقر حين توليه الرئاسة، على الرغم من أن فنزويلا كانت تضم أحد أكبر احتياطيات النفط خارج منطقة الشرق الأوسط. وقد أعيد انتخاب تشافيز ثلاث مرات بناء على برنامج مماثل. الحقيقة هي أن سيطرة تشافيز على البلاد لن تتلاشى قريبا، بغض النظر عمن سينتخب رئيسا. فقد اختفت الأحزاب السياسية التي هيمنت على المشهد في مرحلة من المراحل، وحتى زعماء المعارضة يعترفون بأنه لا بد من فعل المزيد لمعالجة المشكلات الاجتماعية التي تعاني منها البلاد.

البيان عن صحيفة "لوس أنجليس تايمز" الأمريكية
10مارس2013
http://www.albayan.ae/opinions/prospects/2013-03-10-1.1838662

بالعربية cnn الصورة من

 

 

قراءة 1236 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)