الفنان التشكيلي سعيد المساري يقدم انسجته الورقية في ليما

الخميس, 12 نيسان/أبريل 2018 14:58


11/04/2018
تم أمس الثلاثاء، بمتحف ميتروبوليتانو بليما، افتتاح معرض للفنان التشكيلي المغربي سعيد المساري، بعنوان “أنسجة من ورق” يضم لوحات برزت من خلالها قدرات الفنان الإبداعية و لمسته السحرية المتفردة. و وظف الفنان المغربي في هذه اللوحات، ذات الأحجام المتوسطة في غالبيتها، تقنيات كالنحت و الحفر و الصباغة في مسعى منه لاستكشاف حدود و مواطن التقاطع و التقارب التي لطالما ميزت الأعمال الفنية التشكيلية، و تذويب التباين و الاختلاف بينها و هو ما نجح فيه المساري و مكن من الوقوف على روح الابداع و الاستثناء في الأعمال المعروضة.
و تركز هذه الأعمال على تيمة الإنسان، و بالضبط على الرأس دون أية علامة تدل أو تحيل إلى طبيعة هويته أكان لأنثى أم لذكر، حيث استثمر الفنان أحاسيسه و رؤاه الخاصة لهذا الموضوع الأمر الذي عكس لمسة التميز و التجديد في الأساليب لابن مدينة تطوان، و مسار بحثه الطويل عن اللامعتاد و المفاجأة للسفر بخيال وحواس الجمهور إلى مواطن جمالية أخرى تدعو إلى إطلاق العنان للتفكير و التأمل، و ليس للفرجة على ما يبدو.

وتتجلى جمالية اللوحات، التي جادت بها قريحة الفنان المغربي، أيضا في حسن اختيار المواد و طريقة توظيفها اتباعا لتقنيات بقياسات و طرق صياغة تعددت و اختلفت على مستوى الشكل، إلا أن هذا الاختلاف و التباين لم يزدها إلا قوة تأسر عين المتلقي و الزائر ليتضاعف فضول الاستكشاف و المفاجأة.
و في كلمة خلال افتتاح هذا المعرض، الذي تنظمه السفارة المغربية بليما بتعاون مع بلدية ليما و الذي تميز بحضور شخصيات بارزة من عالم السياسة والفن والإعلام وأعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمدين بليما، أكد سفير المغرب بليما، يوسف بلا، أن هذا اللقاء الفني، الذي يندرج في إطار البرنامج الثقافي للسفارة بالبلد الجنوب أمريكي، يروم تعزيز علاقات الصداقة الذي تجمع بين البلدين.

وأضاف الديبلوماسي المغربي أن المعرض، الذي يبرز جمالية و خصوصية وعمق رسائل لوحات الفنان المساري، يخلق جسرا إضافيا لتحقيق التقارب بين الثقافات و بالتالي ضمان إقامة حوار ثقافي دائم ومثمر بين المغرب و البيرو.
و أشار السيد بلا إلى أن “أعمال سعيد المساري تتميز بتنوعها وتعبيراتها المختلفة التي تروم بلوغ هدف واحد و هو حب الفن”، مبرزا أن حب الفن يقترن بحب الحرية و هو ما مكن الفنان المغربي من كسر قوالب تقليدية و خلق أخرى تحث على التأمل في إبداعاته.
و في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عبر الفنان المغربي عن سعادته بتنظيم معرض لأعماله بالبيرو، مبرزا أن أغلب اللوحات الفنية المعروضة، و التي تم إنجازها من خلال ورق أعيد تدويره، تعود إلى بداياته الأولى في فن الغرافيك.
و أضاف أن الأعمال الفنية الجديدة، التي صارت تجود بها أنامله، باتت تعتمد على تقنيات جديدة من خلال الاعتماد على الجبس بدل الزنك و المواد الكيماوية، مشيرا إلى أن مادة الجبس تعتبر أيضا مادة في الثقافة المغربية الأصلية و تستعمل في الزخرفة المعمارية بالمملكة.

وشارك المساري، الذي راكم مسارا فنيا غنيا و لامعا، في المئات من المعارض سواء داخل المغرب أو خارجه مثل فرنسا، و ألمانيا، و البرازيل، و إيطاليا، و الشيلي، و سويسرا، و إسبانيا، و بولونيا، و الدومينيكان والنرويج.
https://www.goud.ma

قراءة 955 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)