03/11/2019
يعد المنتدى البرلماني إفريقيا- أمريكا اللاتينية “أفرولاك” الذي أعلن عنه يوم الجمعة الأخير بمجلس المستشارين المغربي، بمثابة شبكة بين-جهوية مستقلة للبرلمانات الوطنية في إفريقيا وأمريكا اللاتينية.
وحسب الميثاق التأسيسي الذي وقعه رئيسا مجلسي البرلمان المغربي، ورؤساء برلمانات عموم افريقيا، وأمريكا اللاتينية والكاراييب، والاتحاد البرلماني الإفريقي، وأمريكا الوسطى، والمجموعة الاقتصادية لدول إفريقيا الغربية، والأنديز، فإن المنتدى يهدف إلى أن يكون فضاء للحوار التفاعلي البناء وأرضية لالتقائية العمل البرلماني في أفق تيسير الاندماج الجهوي وتعزيز التعاون جنوب- جنوب.
كما يتوخى هذا المنتدى، الذي أعلن عن تأسيسه على هامش أشغال ندوة دولية حول”البرلمانات ورهان الأمن الغذائي “،نظمها مجلس المستشارين ورابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة لها بإفريقيا والعالم العربي، أن يشكل آلية للترافع وإسماع صوت شعوب القارتين بشأن قضايا السلم والعدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة والعدالة المناخية والحكامة الديمقراطية العالمية وسيادة القانون وحقوق الإنسان.
ويهدف المنتدى البرلماني إفريقيا-أمريكا الاتينية أيضا إلى تنمية الحوار البرلماني جنوب-جنوب بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتنمية المشاركة البرلمانية في منظومة الأمم المتحدة، وتقاسم التجارب والخبرات وتعزيز التعاون جنوب جنوب، والمساهمة في تقوية المسار الاندماجي الجهوي، وتطوير دور البرلمانات كسلط تشريعية في تعزيز الحكامة الديمقراطية وإعمال العدالة.
كما يروم هذا المنتدى تعزيز ملائمة التشريعات الوطنية والمساهمة في المجهود المعياري الدولي ذي الصلة باختصاصات المؤسسة التشريعية، وتوحيد الآراء واقتراح تدابير تشريعية وتوصيات على قمة قادة الدول والمؤسسات والهيئات والمؤتمرات الحكومية بين القارتين في شأن مختلف المجالات، وتحقيق التضامن البرلماني القاري بين المؤسسات التشريعية الأعضاء.
وأكد رئيس مجلس المستشارين، في تصريح للصحافة، أن هذا المنتدى البرلماني الذي وقع على ميثاق تأسيسه ليجمع برلمانات القارتين الافريقية وأمريكا اللاتينية، جاء ثمرة لأربع سنوات من العمل المشترك.
وأوضح السيد بن شماش أنه خلال مسار أربع سنوات من المباحثات مع مختلف الوفود البرلمانية تم الوقوف على أن هذه البرلمانات التي تمثل شعوب القارتيين تتقاسم قاعدة صلبة من القيم المشتركة ومن التطلعات والطموحات المشتركة.
وأضاف أنه رغم الخصوصيات الموجودة في السياقات الوطنية فإن السياق الدولي اليوم يفرض على شعوب المنطقتين نفس التحديات كمواجهة التغيرات المناخية وازدياد تدفق الهجرة.
يذكر أن الندوة الدولية حول “البرلمانات ورهانات الأمن الغذائي” التي نظمت تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس يومي 31 أكتوبر وفاتح نونبر، تأتي في سياق إغناء النقاش وإثراء الحوار والتشاور البرلماني حول القضايا المرتبطة بالأمن الغذائي، وتقديم التوصيات والمقترحات التي من شأنها أن تساهم في تمهيد الطريق للعمل البرلماني المشترك إلى جانب الحكومات والقطاعات المختلفة المعنية ، لاسيما من خلال تشجيع الاستثمارات في ميدان دعم وضمان استدامة ووفرة وجودة الإنتاج الغذائي؛ ومواجهة النقص الحاد في الانتاج الغذائي وجعل معدل الزيادة في إنتاج الأغذية يتناسب مع النمو السكاني العالمي؛ ومجابهة العقبات التي تحول دون تحقيق النمو المطلوب من حيث الإنتاج الغذائي.
محسن منجيد: إنشاء “أفرولاك” أثبت أن البرلمان المغربي مشبــــع بروح التعاون جنوب-جنوب كركيزة أساسية للسياسة الخارجية المغربية
قال الباحث المتخصص في شؤون أمريكا اللاتينية الدكتور محسن منجيد إن إنشاء منتدى برلماني بين إفريقيا وأمريكا اللاتينية (أفرولاك) يعتبر مبادرة تاريخية بين ممثلي شعوب دول الجنوب، فهي تفتح آفاقا واسعة لتبادل وجهات النظر وتنسيق المواقف حول القضايا التي تهم كلا الجانبين، وبالنظر إلى عدد المؤسسات التشريعية التي ستنخرط في هذه المبادرة، فإن المنتدى مؤهل ليصبح منصة متعددة الأطراف للدفاع عن قضايا شعوب دول الجنوب ودعم عجلة التضامن والتعاون بينها.
وأضاف منجيد في تصريح للبوابة الرقمية Pam.Ma مشيرا إلـــى أن منتدى البرلماني بين إفريقيا وأمريكا اللاتينية والكاراييب مبادرة عبر أطلسية وفريدة من نوعها، جاءت بعد سنوات من التنسيق أثبت خلالها البرلمان المغربي، الذي كان وراء هذه المبادرة، أنه مشبع بروح التعاون جنوب-جنوب الذي يشكل ركيزة أساسية في السياسة الخارجية المغربية، كما أبان من جهة أخرى عن تميز حضوره داخل الفضاء الإفريقي واللاتيني أمريكي من خلال حشد الدعم وإقناع المنظمات البرلمانية الجهوية والمؤسسات التشريعية الوطنية على الانخراط في فضاء برلماني للتعاون بين ممثلي الشعوب.
وذكر منجيد في الأخير أن حكومات الجانبين تجتمع في إطار قمة إفريقيا وأمريكا الجنوبية منذ سنة 2006، لكن المنتدى البرلماني الجديد أفرولاك جاء ليضيف صوت الشعوب إلى التقارب بين الجانبين، كما أنه جاء بصيغة أوسع من خلال ضم مختلف دول أمريكا اللاتينية.