29/03/2019
وأجرى الوفد المغربي، الذي يضم أمين مجلس المستشارين، أحمد لخريف، وزهور الوهابي وسمير عبد المولى، عضوي المجلس، أنشطة مكثفة خلال اليوم الثاني من زيارته إلى بوغوتا (26-28 مارس)، حيث عقد مباحثات مع رئيس مجلس النواب الكولومبي، أليخاندرو تشاكون، وكذا مع رئيسي لجنتي العلاقات الخارجية بمجلسي النواب والشيوخ، على التوالي أناتوليو هيرنانديز لوزانو وخايمي إينريكي دوران باريرا.
وخلال هذه المباحثات، التي جرت على الخصوص بحضور سفيرة المغرب بكولومبيا، السيدة فريدة لوداية، أوضح السيد لخريف أن زيارة الوفد البرلماني المغربي، الذي يضم أيضا نائب رئيس مجلس المستشارين، عبد القادر سلامة، إلى كولومبيا تندرج في إطار مشاركة المغرب في الجلسة العمومية الدورية لبرلمان الانديز (الذي يتخذ من بوغوتا مقرا له) وتخليد الذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الديبلوماسية بين المغرب وكولومبيا.
ودعا في هذا السياق إلى الاستفادة من هذه التظاهرة من أجل إعطاء زخم جديد للتعاون الثنائي عبر توسيع مجالات التعاون لتشمل قطاعات أخرى خدمة لمصالح الشعبين المغربي والكولومبي.
وأضاف السيد لخريف أن برلماني البلدين مدعوان الى استكشاف محاور تعاون جديدة في مختلف القطاعات تتجاوز المجالات التي تشملها الاختصاصات التقليدية للبرلمانين، داعيا المؤسستين التشريعيتين الى المساهمة في إرساء تعاون مربح للجانبين في مجالات الطاقات المتجددة والسياحة والتربية، عبر وضع خارطة طريق "واضحة ودقيقة".
وسلط الضوء على قيم الديمقراطية والانفتاح والسلام التي يتقاسمها المغرب وكولومبيا، قائلا إنه حان الوقت لتعزيز العلاقات الثنائية من خلال تفعيل مشاريع تعاون ملموسة.
وذكر السيد لخريف بالأهمية التي يوليها المغرب، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، للتعاون جنوب-جنوب، مبرزا في هذا السياق رغبة المملكة في تعزيز علاقاتها مع كولومبيا ومختلف دول المنطقة في كافة المجالات.
وقال إن الحضور القوي للمغرب في المنتديات البرلمانية لأمريكا اللاتينية يبرز تصميم المملكة على إعطاء زخم جديد لعلاقات الصداقة والتعاون التي تجمعها مع بلدان المنطقة، مشيرا إلى ان البرلمانيين المغاربة سيتعين عليهم حضور مختلف الجلسات العمومية لبرلمان الأنديز، حيث تتمتع المملكة بوضع الشريك المتقدم.
وأطلع المسؤولين البرلمانيين الكولومبيين على أحدث تطورات قضية الوحدة الترابية للمملكة بعد انعقاد المائدة المستديرة الثانية، مثمنا موقف الكونغرس الكولومبي الداعم للوحدة الترابية للمغرب والمبادرة المغربية للحكم الذاتي باعتبارها حلا سلميا للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.
من جهتها، شددت السيدة الوهابي على ضرورة الاستفادة من تخليد الذكرى ال 40 لإقامة العلاقات المغربية الكولومبية من أجل إعطاء دفعة جديدة للتعاون الثنائي في المجالات التشريعية والاقتصادية والتجارية، التي تبقى برأيها دون مستوى العلاقات الممتازة بين الرباط وبوغوتا.
وطالبت في هذا الإطار المؤسسات التشريعية بالبلدين بإعداد مخطط عمل مشترك في المجالات ذات الاهتمام المشترك كحقوق الانسان وتسوية النزاعات والهجرة ومكافحة العنف ضد المرأة.
وسلطت الضوء على اهمية الديبلوماسية البرلمانية في التقارب بين الشعوب والثقافات، مقترحة تكثيف تبادل التجارب الناجحة في المجالات التشريعية والاقتصادية والاجتماعية.
من جهته، قدم السيد عبد المولى لمحة عن الاختصاصات التي خولها دستور 2011 للبرلمان المغربي، مسلطا الضوء على ارادة المؤسسة التشريعية المغربية في تعزيز التعاون مع نظيرتها الكولومبية في مختلف المجالات.
كما شدد على ضرورة استفادة البلدين من الفرص الضخمة للتعاون في مجالات مختلفة كالمبادلات التجارية والبنيات التحتية، معتبرا ان البلدين، بالنظر إلى موقعيهما الجغرافييْن، يمكنهما ان يشكلا نموذجا ناجحا للتعاون جنوب-جنوب.
وفي كلمة بالمناسبة، أبدى السيد تشاكون الاهتمام الدائم لكولومبيا ومختلف مكونات الكونغرس الكولومبي بالعمل على تعزيز التعاون مع المغرب، مبرزا إعجابه بالإصلاحات التي باشرها المغرب في العديد من المجالات تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وهي الاصلاحات التي مكنت من وضع المملكة على سكة الحداثة والديمقراطية والتنمية.
وثمن تطابق وجهات نظر البلدين حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، مجددا التأكيد على استعداد مختلف مكونات مجلس النواب الكولومبي للمساهمة في تعزيز التعاون مع المملكة في مختلف المجالات.
وشدد رئيسا لجنتي العلاقات الخارجية بمجلسيْ الكونغرس الكولومبي على الأهمية التي يوليها برلمان بلادهما لتعزيز علاقات الصداقة والتعاون مع المملكة، داعييْن الى الاستفادة من الذكرى ال 40 لإقامة العلاقات الديبلوماسية من أجل إبرام اتفاقات تعاون ثنائية.
وأبديا التزام الكونغرس الكولومبي بالمساهمة في توطيد التعاون بين المغرب وكولومبيا لجعله نموذجا لبلدان الجنوب، وأعربا عن رغبة بلادهما في الاستفادة من تجارب المغرب في مجال الطاقات النظيفة والبنيات التحتية المينائية.
كما أعربا عن إعجابهما بمستوى التنمية التي حققها المغرب في مختلف المجالات، داعييْن الى إلغاء التأشيرات بين البلدين من أجل تعزيز تدفق السياح والتعارف بين الشعبين المغربي والكولومبي.
وأكد العديد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ الكولومبيين الذين حضروا هذه اللقاءات ضرورة الاستفادة من الموقع الجيواستراتيجي للبلدين من اجل تعزيز حضورهما بأسواق القارة الافريقية ومنطقة أمريكا اللاتينية ودعوا الى فتح خط بحري بين ميناء "طنجة ميد" و"كارتاخين دي إينديس" لتعزيز المبادلات التجارية بيت البلدين من جهة، وبين أمريكا اللاتينية وافريقيا من جهة اخرى.
مباحثات ببوغوتا حول سبل تعزيز التعاون بين البرلمان المغربي وبرلمان الأنديز
تمحورت مباحثات أجراها أمس الثلاثاء ببوغوتا وفد برلماني مغربي ورئيس برلمان الأنديز، هوغو كيروز فاييخو، حول سبل تعزيز علاقات الشراكة والتعاون بين البرلمان المغربي وبرلمان الأنديز.
كما تركزت هذه المباحثات، التي جرت بحضور سفيرة المغرب بكولومبيا، السيدة فريدة لوداية، حول آفاق التعاون بين المؤسستين التشريعيتين من خلال تحديد مشاريع ملموسة لا تنحصر في المجالات التي تدخل في نطاق اختصاص الهيئات التشريعية، بل تشمل أيضا قطاعات اخرى كالسياحة والطاقات المتجددة والتربية.
وفي كلمة خلال هذه المباحثات، التي تندرج في إطار مشاركة المغرب في الدورة العادية لبرلمان الأنديز (26-28 مارس) حيث تتمتع المملكة بوضع الشريك المتقدم، شدد نائب رئيس مجلس المستشارين، عبد القادر سلامة، الذي يترأس وفدا يضم أمين المجلس، احمد لخريف، وزهور الوهابي وسمير عبد المولى، عضوي مجلس المستشارين، على الأهمية التي توليها المملكة لتكثيف علاقات تعاونها مع برلمان الأنديز من خلال تبادل التجارب في مختلف المجالات ذات العلاقة بالعمل التشريعي.
وأبدى السيد سلامة بالمناسبة رغبة مختلف مكونات البرلمان المغربي بغرفتيه في المزيد من تعزيز العلاقات مع برلمان الأنديز من خلال استكشاف فرص الشراكة التي تعود بالفائدة على الجانبين.
وذكر بأن البرلمان المغربي انخرط منذ فترة طويلة في سياسة الانفتاح على مختلف المنتديات البرلمانية الإقليمية والقارية عبر العالم على الخصوص بالعالم العربي وافريقيا وأمريكا اللاتينية من أجل المساهمة في تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين المغرب والمجموعات الإقليمية.
وقال إن البرلمان المغربي يحضر باستمرار المنتديات البرلمانية الإقليمية والقارية والدولية، مضيفا أن هذه الزيارة ترمي إلى تبادل التجارب في مجالات تهم العمل البرلماني وكذا التشريعات المتعلقة بحقوق الانسان والمرأة والطفل.
وأبرز أن هذه الزيارة تشكل مناسبة لإبراز التقدم الذي حققته المملكة في مختلف المجالات، داعيا إلى الاستفادة من القيم المشتركة التي يتقاسمها المغرب ودول الانديز من أجل تفعيل مشاريع تعاون متعددة الأشكال.
كما شدد نائب رئيس مجلس المستشارين على الأهمية التي توليها المملكة لتعزيز حضورها بالمنتديات الدولية والإقليمية من أجل الدفاع عن المصالح العليا للمملكة وفضح مزاعم وأكاذيب أعداء الوحدة الترابية للمغرب.
وثمن في هذا السياق دعم برلمان الأنديز للمبادرة المغربية للحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية، ووصف هذا الموقف ب "المكتسب الهام من أجل القضية الوطنية".
كما طالب بإعداد اتفاقات جديدة من أجل تعزيز التعاون بين الطرفين مقترحا على أعضاء برلمان الأنديز التفكير في عقد واحدة من دورات برلمانهم المقبلة بالمغرب.
من جهته، وصف السيد لخريف ب "الهام للغاية" هذا اللقاء الذي يندرج في إطار تفعيل اتفاق التعاون المبرم بين البرلمان المغربي وبرلمان الانديز، مضيفا أن زيارة الوفد البرلماني المغربي ترمي إلى إرساء "خارطة طريق" وتنسيق العمل مع برلمان الانديز ليس فقط على مستوى المجالات التي تندرج في إطار الاختصاصات التقليدية للهيئات التشريعية وإنما أيضا على المستوى الاقتصادي والاجتماعي لخدمة مصالح الشعبين المغربي والأنديزي.
وأشاد بدعم برلمان الأنديز للوحدة الترابية للمملكة، مضيفا أن هذا الموقف "الشهم" من شأنه دعم المغرب في جهوده الرامية إلى إيجاد حل سلمي لهذا النزاع المفتعل الذي عمر لأزيد من 40 سنة والذي يهدد الاستقرار بالمنطقة.
وأبرز في هذا السياق أهمية الديبلوماسية البرلمانية، موضحا أن المغرب عزز حضوره داخل مختلف المنتديات البرلمانية بأمريكا اللاتينية كبرلمان أمريكا الوسطى (بارلاسين) ومنتدى رؤساء ورئيسات المؤسسات التشريعية بأمريكا الوسطى ومنطقة الكاريبي (فوبريل) وبرلمان أمريكا اللاتينية والكاريبي (بارلاتينو) ومنطقة الاندماج لدول أمريكا الوسطى (سيكا).
وأوضح أمين مجلس المستشارين أن هذا "الحضور القوي للبرلمان المغربي في المنتديات البرلمانية بمنطقة أمريكا اللاتينية سيعطي زخما جديدا للتعاون جنوب-جنوب الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس أهمية خاصة".
وتابع أن المغرب يلعب "دورا هاما" في مجال التعاون جنوب-جنوب بفضل موقعه الجغرافي الاستراتيجي وهو ما يجعل المملكة همزة وصل بين أمريكا اللاتينية والعالم العربي وافريقيا.
وأبدى هوغو كيروز فاييخو، الذي كان رفقة أعضاء مكتب برلمان الأنديز، الرغبة القوية لهذه الهيئة التشريعية الإقليمية في تعزيز وتنويع العلاقات مع المغرب وتبادل التجارب بين المملكة وبلدان الأنديز، مبرزا الأهمية التي تكتسيها زيارة الوفد البرلماني المغربي لتعزيز التعاون بين الطرفين.
كما شدد على القيمة المضافة التي يكتسيها منح المغرب وضع الشريك المتقدم لدى برلمان الأنديز بالنظر الى التجربة المتقدمة للمملكة في المجال التشريعي.
وقال رئيس برلمان الأنديز "لدينا الكثير لتعلمه من تجربة المغرب على الخصوص في ما يتعلق بتمثيلية المنظمات النقابية وأرباب الاعمال داخل البرلمان"، مثمنا الدينامية التي يعرفها المغرب في مجالات مختلفة.
وذكر أن مشاركة أعضاء الوفد البرلماني المغربي في أشغال مختلف لجان برلمان الانديز كفيلة بإغناء النقاشات وتمكين بلدان الأنديز من الاستفادة من تجربة المغرب في مختلف المجالات.
من جهته، اعتبر الأمين العام لبرلمان الأنديز، إدواردو تشيليكينغا مازون، أن مشاركة الوفد البرلماني المغربي في الدورة العادية لهذه الهيئة التشريعية الإقليمية تشكل لبنة جديدة في التعاون بين الجانبين.
وأوضح أن مشروع إنشاء منتدى افريقي-أمريكي لاتيني، الذي كان محور مباحثات بين رئيس مجلس المستشارين، السيد حكيم بنشماش، ووفد من برلمان الأنديز في دجنبر الماضي بالرباط، قطع عدة أشواط في أفق اعتماد الميثاق التأسيسي لهذه البنية الجديدة.
واضاف أن هذا المنتدى سيشكل فضاء للحوار والتقارب والتنسيق بين البرلمانات الافريقية ونظيراتها بأمريكا اللاتينية والكاريبي حول قضايا تهم التعاون بين القارتين.
ويسعى برلمان الأنديز، الذي يتشكل من 25 عضوا منتخبا بمعدل خمسة برلمانيين من كل دولة (بوليفيا وكولومبيا والإكوادور والبيرو والشيلي)، إلى تنسيق التشريعات وتسريع الإندماج بين دول هذا التجمع.