تواصلت أشغال المهرجان الأول للسينما اللاتينية بالرباط بعرض الشريط المكسيكي “إين إيل أومبليغو ديل ثييلو” (في سرة السماء… منكوبون في أكبر مدينة في العالم” الذي تجري معظم لقطاته على سطح إحدى العمارات.
ويحكي الشريط، الذي عرض في إطار المهرجان الأول للسينما اللاتينية الذي ينظمه معهد ثيربانتيس بتعاون مع عدد من سفارات بلدان أمريكا الجنوبية المشاركة ما بين 9 و18 أبريل الجاري، عن فتاة تدعى آندريا تشتغل إطارا في إحدى الشركات ومنظف يدعى غوالبيرطو، يعلقان خلال نهاية أسبوع في سطح العمارة التي يشتغلان بها وستكون هذه فترة الغرق في بحر من الإسمنت والزجاج، كافية كي يعيدا النظر في حياتهما وفي معايير القيم التي تتحكم في كل منهما.
وأخرج الشريط كاتب السيناريو والمخرج المكسيكي كارلوس غوميس أوليفير، الذي أنجز دراساته في المركز الجامعي للدراسات السينمائية، حيث تخصص في كتابة السيناريو والإخراج، واشتغل في ميدان التلفزيون الثقافي، وفي عام 1995 حصل على شهادة التقدير في المباراة الوطنية الثالثة للسيناريو والأفلام القصيرة.
وفي حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، قال خوان أندريس أوردونييز، سفير المكسيك في المغرب، إن الصناعة السينمائية تتطور بشكل تصاعدي في بلدان أمريكا اللاتينية مع تفاوت بين بلد وآخر، ووجود بصمة كل جنس سينمائي على الآخر.
وفي معرض حديثه عن تاريخ السينما اللاتينية المعاصرة، أكد على الدور الذي لعبته الحرب العالمية الثانية في النهوض بالسينما، خاصة في ما يتعلق بالسينما المكسيكية تتلوها الأرجنتينية ثم البرازيلية.
وقال إن التيمة الأساسية للسينما المكسيكية، التي تجاوزت حدودها لتصل إلى المغرب، “حيث يوجد بعض المسنين في مدينة تطوان، الذين يذكرونها إلى الآن”، هي تناول الأوضاع الاجتماعية للطبقات الشعبية وربطها بعلاقة التضامن حينا والصراع أحيانا كثيرة مع الطبقات العليا، مضيفا أن مرحلة أربعينات وخمسينات القرن الماضي كانت تعرف ب”المرحلة الذهبية” بالنسبة للسينما المكسيكية.
وتحدث مخرج الفيلم عن خاصية أخرى ميزت السينما المكسيكية هي كون بعض الأفلام تناولت بعض المجتمعات المحلية الزراعية ولقاءها بالثقافة الحضرية الجديدة، معتبرا أن هذه المواضيع يتم تناولها في كل الأنواع السينمائية.
وخلال حديثه عن المخرجين الذين أعلوا من شأن السينما المكسيكية حاليا ورفعوا من مستواها، أشار إلى أليخاندرو كونثاليس إينياريتو الذي حصل على الأوسكار وألفونسو كوارون وغييرمو ديل طورو وغيرهم، موضحا أن ميزة هذا الجيل هو كونه “جيلا محليا عبر إلى العالمية”.
يشار إلى أن المكسيك ينتج حاليا معدلا سنويا من الأفلام يقارب المائة، وفي 2013 بلغ الإنتاج 167 شريطا مطولا فيما بلغ 170 فيلما مطولا في 2014.
للتذكير فإن المهرجان الأول للسينما اللاتينية ،الذي افتتح يوم الأربعاء الماضي بعرض فليم كولومبي مطول معنون ب “لوس بياخيس ديل بيينطو” (أسفار الريح)، يتواصل يوميا بعرض فيلم من بلد لاتيني، وهي على التوالي “طاكسي بارا تريس” (الشيلي) و”كاسادينترو” (البيرو) و”إيل أولتيمو صولدادو” (بناما) و”كرانتشو” (الأرجنتين) و”لا مونتانيا” (جمهورية الدومينيك) و”إيل دياريو دي بوكارامانغا” (فنزويلا) و”امبيين لا يوفيا” (إسبانيا).
http://www.ahdath.info/?p=66220