الأقلية المسلمة في فنزويلا

الأربعاء, 11 شباط/فبراير 2015 11:35

تعرف بدولة البترول بأمريكا الجنوبية، ومعنى اسمها بالأسبانية فينيسيا الصغرى، وذلك بسبب الأكواخ التي كانت حول بحيرة مراكيبو عند اكتشافها مع جزر الهند الغربية، فلقد تصادف أن رأى المكتشفون الأسبان مجموعة من الصيادين الهنود يحترفون الصيد في المياه الضحلة لبحيرة مراكيبو أمام سواحل القارة، ثم استعمر الأسبان فنزويلا في بداية القرن الميلادي السادس عشر، واستمر استعمارهم لها أكثر من ثلاثة قرون، وقامت ضد الحكم الأسباني عدة ثورات بزعامة شمعون بلفار، ثم استقلت البلاد في سنة 1246هـ – 1830م، وذلك بعد أن انفصلت عن جمهورية كولومبيا الكبرى، والتي تكونت سنة 1237هـ – 1821م.
• الموقع:
توجد في شمال أمريكا الجنوبية، وتطل على البحر الكاريبي بساحل يبلغ طوله (3000 كم)، وتنحصر بين دائرتي العرض: الأولى شمالًا، والثانية عشر شمالًا، تحدها من الجنوب البرازيل، وجويانا من الشرق، وكولومبيا من الغرب، والبحر الكاريبي من الشمال، تبلغ مساحتها 9122050 كيلو مترا مربعا، وتتكون من عشرين ولاية، ومجموعة من جزر الأنتيل، وسكانها في سنة 1408هـ – 1988م 18.75 مليون نسمة، والعاصمة كراكاس، وسكانها حوالي 3 ملايين نسمة، ومن أهم مدنها مراكيبو 818 ألف نسمة، وفنسيا 455 ألف نسمة، وباركزيميتو 330 ألف نسمة.
• الأرض:
تنقسم إلى أربعة أقسام: أولها: الأراضي الساحلية المنخفضة في الشمال حول خليج فنزويلا، وبحيرة مراكيبو، ثم السهول الساحلية ودلتا نهر أورينكو، وثانيها: جبال فنزويلا، وتشكل قوسا كبيرا من الأراضي المرتفعة حول السهول الساحلية، ويتجمع فوقها معظم السكان، وثالث الأقسام التضاريسية: سهول نهر أورينكو، وتعريف بسهول اللاتوس، أي إقليم الحشائش المدارية، وهو أهم أنهار فنزويلا، وطوله (1700 ميل) وينحدر واديه نحو الشمال، ورابع الأقسام التضاريسية: مرتفعات جويانا في الجنوب الشرقي، وتنحدر هذه المرتفعات نحو الشمال، وأعلى جبالها يصل إلى 2740 مترًا.
• المناخ:
تنعكس ظروف موقعها وأحوال تضاريسها على مناخها، فرغم كونها بلدا مداريا، إلا أنها تتسم بالتباين في أحوالها المناخية، فيوجد بها طراز مداري رطب، ويتمثل هذا النمط في الأراضي المنخفضة حول سواحلها، وفي سهولها، وأمطار هذا الطراز وفيرة، وهناك طراز معتدل يسود المرتفعات، تنخفض حرارته، وتسقط عليه الأمطار غزيرة في فصل الصيف، وهناك الإقليم البارد، ويسود فوق قمم الجبال، وتنخفض حرارته وتصيب البلاد بعامة أمطار غزيرة.
• السكان:
يتركزون في المناطق المرتفعة خصوصا في الشمال، وتضم هذه المرتفعات حوالي 70% من جملة السكان، ويرجع هذا للظروف المناخية وخصوبة التربة، وحوالي 10% من السكان يعيشون حول بحيرة مراكيبو، وفي حوض نهر أورينكو، و20% من السكان في مناطق الساحل، وحوالي ثلث السكان خليط من الأسبان والهنود الأمريكيين، و70% من جملة السكان من عناصر المستيزو، وأقليات أوروبية، ونسبة ضئيلة من الزنوج، وجماعات من الهنود الأمريكيين، وهؤلاء في عزلة بالمناطق الجبلية.
• النشاط البشري:
يعتبر البترول أهم موارد فنزويلا حاليا، ويسهم بأكثر من نصف دخل البلاد، ويستخرج البترول من منطقة بحيرة مراكيبو من مساحة تغطي 30 ألف ميل مربع، ومن شرقي البلاد من المرتفعات، ورغم هذا لا تزال الزراعة حرفة السكان الأساسية، وتستوعب 75% من جملة مساحة البلاد، وتتركز في السهول الشمالية، وعلى السفوح. وأهم الغلات: الذرة، والأرز، والبن، والكاكاو، والموز، وقصب السكر. وتقدر مساحة المراعي بحوالي ثلث مساحة البلاد. وأهم الحيوانات: الأبقار، والأغنام، والماعز. ولا تتناسب هذه الثروة مع حجم المراعي، وتكثر الغابات بالبلاد، ولم تستغل كلها، ويستخرج الماس، والذهب، والحديد، والفحم، والبوكسيت، وتتمثل الصناعة في الألمونيوم، وصهر الحديد، وصناعة السيارات، والسفن، وصناعة المواد الغذائية والملابس.
• كيف وصل إليها الإسلام؟
كان الوصول الأول مبكرا مع الأسبان، حيث وصلها عدد من المسلمين الأندلسيين، هؤلاء كانوا يخفون إسلامهم سرًّا، بسبب بطش محاكم التفتيش الأسبانية، وتلاشت هذه الموجة نتيجة التحدي والقهر، وكان الوصول الفعلي مع الهجرات الإسلامية الحديثة إلى فنزويلا، ففي القرن الرابع عشر الهجري، وصلتها هجرات من العرب، خصوصا من بلاد الشام، وكانت تضم المسلمين والمسيحيين أغلبهم من بلاد الشام، وهناك أقلية بينهم مهاجرة من بلدان أمريكا الجنوبية والبحر الكاريبي، خصوصا من ترينداد.
• مناطق المسلمين:
تعيش الأقلية المسلمة في عاصمة فنزويلا، فيها حوالي عشرة آلاف مسلم، وينتشر الباقي في حوض نهر أورينكو، وحول بحيرة مراكيبو، وفي مدن مركاي، وبرشلونة، وبلنسية، وحاتورين، أغلب المسلمين من الطبقة المتوسطة، ويعمل معظمهم في التجارة، خصوصا كباعة يتجولون في البلاد، ويقدر عدد المسلمين بحوالي 30.000 مسلم في إحصاء قديم.
• المؤسسات الإسلامية:
توجد في فنزويلا جمعية اللجنة التأسيسية لبناء مسجد فنزويلا، وتأسست في سنة (1388هـ – 1968م)، واستطاعت إنشاء مركز إسلامي في بيت متواضع، وبذلت محاولات عديدة للحصول على قطعة أرض في العاصمة لبناء مركز ومسجد إسلاميين، وتتكون لجنتها التنفيذية من عدد من المسلمين من جنسيات مختلفة جمع الإسلام بينهم، واشترت الجمعية بيتا متواضعا في إحدى ضواحي كراكاس، ويستعمل كمركز إسلامي، ويتكون من طابقين، حول الأول إلى مسجد، والثاني مركز ومدرسة إسلامية، وقاعة للاجتماعات، وافتتح هذا المركز في سنة 1392هـ – 1972م، وأقيمت به صلاة الجمعة منذ افتتاحه، وطالبت الجالية المسلمة بإرسال إمام لمسجدها، كما طالبوا بإرسال عدد من المرشدين والمعلمين، وتعمل الجمعية على تأسيس مدرسة عصرية، ومقبرة، وعنوان المركز الإسلامي في فنزويلا هو: الباريزو / كراكاس، ويأمل أبناء الجالية المسلمة في تأسيس ثلاثة مراكز في غرب وشرق البلاد، ولإمام المركز الإسلامي الفنزويلي نشاط ملموس في نشر الدعوة، وهناك المركز الإسلامي في فلنسيا.
• التحديات:
أهمها الحقد الصليبي الموروث، وذلك منذ محاكم التفتيش الاسبانية، وتسلط البعثات التنصيرية والتي تستغل فقر الأسر المسلمة، ويبرز التحدي فيما تدسه البعثات التنصيرية من التزييف والتحريف في أوساط أبناء الأقلية المسلمة، وساعد في هذا المسيحيون الشرقيون في فنزويلا، ولليهود دورهم في هذا، رغم صغر عددهم؛ لذا فالجالية المسلمة في حاجة إلى الدعم المعنوي لتصمد أمام هذه التحديات، ومن أبرز التحديات: إهمال العالم الإسلامي للأقلية المسلمة.
ومن التحديات: انسلاخ الجيل الصغير عن عقيدته والذوبان في المجتمع الفنزويلي، وقد صاحب هذا حملة تغيير الأسماء، والجيل الحاضر في البلاد يعيش فجوة عميقة، فلا يصله أي قطارات تواصل عن الإسلام، ففي 43 مدينة لا يوجد غير داعية واحد أرسلته رابطة العالم الإسلامي.
ومن التحديات: انعدام الندوات الدينية، وضعف العون المادي.
ومن التحديات: انعدام الكتاب الإسلامي والوسائل السمعية والبصرية.
ومن التحديات: الفقر الديني عند الأغلبية. والخلاصة أن الشباب الإسلامي في فنزويلا في مهب الضياع.
• متطلبات:
من أبرزها: الحاجة الماسة إلى الدعاة الذين يجيدون اللغة الاسبانية، والحاجة إلى المساجد، فلا يوجد غير مسجد واحد في 43 مدينة، ويحتاجون إلى أكثر من مقبرة إسلامية، فالمسلمون يدفنون موتاهم في مقابر المسيحيين.
ومن أهم المتطلبات: تنشيط العمل الإسلامي بين الجالية المسلمة، وجذبهم إلى المشاركة الذاتية.
ومن المتطلبات الحاجة إلى المدارس الإسلامية في مناطق تجمع المسلمين؛ فلا يوجد غير مدرسة إسلامية قرآنية واحدة.
http://www.assakina.com/politics/news-muslims/63185.html#ixzz3RR36CprW

قراءة 1103 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)