في حجرة مكتظة في القصر الرئاسي في برازيليا مع لافتة خلفها مكتوب عليها: "نهاية البؤس هي مجرد بداية"، وقَّعت رئيسة البرازيل ديلما روسيف، على ما قالت: إنه كان وثيقة مميزة للغاية الشهر الماضي.
كان قرارا بصرف إضافي يبلغ 773 مليون ريال برازيلي (395 مليون دولار) هذا العام لصالح 2.5 مليون من فقراء البرازيل، لإكمال ما يتلقوه تحت برنامج الشؤون الاجتماعية الرئيس للدولة، أو ما يسمى ببرنامج دعم الأسرة أو "بولسا فاميليا".
"البرازيل تطوي صفحة حاسمة في تاريخنا الطويل من الإقصاء الاجتماعي"، هذا ما تقوله السيدة روسيف، التي كانت تنتمي سابقا للماركسيين المشاركين في حرب العصابات، وأصبحت تكنوقراطية وعضوا في حزب العمال يسار الوسط، مضيفة أنه "في هذه الصفحة، مكتوب أن 2.5 مليون برازيلي إضافي سيتم انتشالهم من الفقر المدقع".
برنامج دعم الأسرة البرازيلية نسب له الفضل لوقت طويل، كونه واحدا من أكثر البرامج فاعلية على مستوى العالم، حيث تدعي الحكومة أنها انتشلت 22 مليون شخص من الفقر المدقع، خلال العامين الماضيين، علاوة على إسهام البرنامج في خلق عشر سنوات من النمو الاقتصادي.
يبحث الاشتراكيون في البرازيل الآن عن شديدي الفقر الذين ما زالوا خارج النظام. هذه الأبحاث هي جزء من خطة: "برازيل بدون بؤس".
برنامج دعم الأسرة هذا الذي بدأه لويز لولا دا سيلفا سلف السيدة روسيف في المنصب عام 2003، وحّد برامج الحوالات النقدية السابقة، التي تتضمن "بولسا إسكولا" الذي كان يهدف إلى إلحاق الأطفال بالمدرسة، إضافة إلى منافع دعم غذائية، ووسع المخطط ليشمل ملايين الفقراء الذين كانوا محرومين سابقا.
برنامج دعم الأسرة، الذي تستفيد منه اليوم 13.9 مليون أسرة موجه لمن هم "في فقر مدقع"، الذين يحصلون على 70 ريالا برازيليا للفرد شهريا، ولـ "الفقراء" الذين يحصلون على ما بين 70.01 ريال و140 ريالا للفرد شهريا.
لتلقي الراتب الشهري، على العائلات أن تأتي بالأطفال لفحص طبي منتظم، وعليها أن تثبت أنهم يذهبون إلى المدرسة.
يقول النقاد: إن البرنامج مكلف، حيث بلغت قيمته العام الماضي 10.7 مليار ريال آخذين عليه خلق ثقافة من التواكل.
لكن أنصاره يقولون: إنه يكلف مقدارا ضئيلا من إجمالي الناتج المحلي مقابل نتائج ملموسة.
في الأعوام العشر التي ستلي 2011، ستنخفض نسبة من هم في فقر مدقع من 14 في المائة إلى 4.2 في المائة. وسيرتفع دخل الـ 20 في المائة الفقراء سبع مرات أسرع من الأغنياء خلال الفترة نفسها.
تحاول روسيف أن تساعد هؤلاء القابعين في فقر مدقع والمقدر عددهم بـ 700 ألف.
وتقول: "علينا أن نعثر عليهم. ليس على الدولة أن تنتظرهم حتى يأتوا ويقرعوا أبوابها".
من موقع الاقتصادية
15/03/2013