تعتبر منطقة أمريكا اللاتينية مركزية في أجندة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، حيث سيحاول استعادة نفوذ واشنطن المهدد بسياسة سلفه دونالد ترامب وبالنفوذ المتصاعد لكل من روسيا والصين.
ويعتبر جو بايدن خبيرا في شؤون أمريكا اللاتينية، فقد زارها 16 مرة إبان توليه منصب نائب الرئيس الأسبق باراك أوباما ولعب دورا رئيسيا في التفاوض مع رؤساء يساريين في فنزويلا والبرازيل وبوليفيا، وأساسا في التفاهم مع كوبا، قبل تراجع ترامب عن هذه السياسة. وكان ترامب قد تبنى سياسة متشددة ضد عدد من دول المنطقة بسبب وجود اليسار في الحكومات كما الحال في فنزويلا ثم بوليفيا.
ويصل بايدن الى البيت الأبيض في ظل تغيرات كبيرة أبرزها عودة اليسار إلى السلطة في كل من بوليفيا والأرجنتين وكذلك المكسيك مع لوبيث أوبرادور الذي يعتبر أول رئيس يساري في هذا البلد الجار للولايات المتحدة. كما تشهد الحكومات المحافظة الشعبوية التي أيدت ترامب تراجعا كبيرا وخاصة حالة البرازيل مع بولسنارو الذي فق الكثير من شعبيته وقد لا يفوز في الانتخابات المقبلة.
وأبرزت صحافة أمريكا اللاتينية الأهمية التي بدأ يكتسيها الصوت اللاتيني في الانتخابات في الولايات المتحدة سواء الرئاسية أو مجلس النواب والشيوخ والبلديات وبرلمانات الولايات. واعترف بايدن بثقل الصوت اللاتيني لها ركز نسبة هامة نم حلته لاستقطاب هذا الصوت الذي كان رافضا لترامب.
تشهد الحكومات المحافظة الشعبوية التي أيدت ترامب تراجعا كبيرا كما في البرازيل، حيث فقد رئيسها بولسنارو الكثير من شعبيته وقد لا يفوز في الانتخابات المقبلة
وكتب بوريس مونيوث في نيويورك تايمز يوم تنصيب بايدن، الأربعاء الماضي، كيف ينظر الكثير من سكان أمريكا اللاتينية الساكن الجديد للبيت الأبيض، إذ يرونه دعما حقيقيا للديمقراطية بعدما تدهورت جودة الأداء الديمقراطي في مختلف دول المنطقة نتيجة فساد النخبة الليبرالية واليسارية ووصول حكومات شعبوية إلى السلطة. ويذهب مارك فيرنشتين المسؤول عن ملفات أمريكا اللاتينية في عهد إدارة أوباما كيف ستكون الديمقراطية وحقوق الإنسان في صلب همام بايدن بالمنطقة.
ومن جانبه، يرى كارلوس جورنيت، وهو صحافي مشهور في الأرجنتين، أن الرئيس لجمهوري ترك صورة الولايات المتحدة في الحضيض بشأن قضايا مثل حقوق الإنسان والمناخ، والإدارة الجديدة مطالبة ببدل مجهود كبير لتصحيح هذه الصورة.
لكن ما تنتظره دول أمريكا اللاتينية هو اهتمام اقتصادي من طرف واشنطن، إذ تبرز الصحافية المكسيكية غابرييلا فرياس التأثير المرعب لجائحة فيروس كورونا على دول المنطقة بارتفاع البطالة وتفاقم الفقر وضياع سنوات من العمل، وترى في تسهيلات اقتصادية مساعدة للخروج من هذه الأزمة.
وإذا تركت واشنطن أمريكا اللاتينية واستمرت في سياسة ترامب، فقد تفقد المنطقة الى الأبد لصالح الصين في المجال الاقتصادي والاستثمارات والمساعدات ثم روسيا في مجال التسلح، ولعل من علامات القلق لواشنطن هو رهان دول مثل الأرجنتين وفنزويلا ودول أخرى على اللقاح الصيني والروسي بدل الأمريكي.
26/01/2021
https://www.alquds.co.uk/