03/09/2020
أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مجددا عن رفضها توقيع اتفاقية التجارة بين الاتحاد الأوروبي والسوق المشتركة لأمريكا الجنوبية "ميركوسور" في ضوء استمرار إزالة الغابات المطيرة، وفقا لـ"الألمانية".
وبحسب مشاركين في اجتماع قادة الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي في برلين، قالت ميركل أمس، "إنها في ظل الظروف الحالية لا يمكن أن تتخيل أن التوقيع سيكون إشارة جيدة".
وأضافت المستشارة أنها "تؤيد روح الاتفاقية ونيتها، لكن يتعين التفاوض بشأن حماية المناخ والبيئة حتى الربيع المقبل، عقب إجراء المراجعة القانونية والترجمة الخاصة بالاتفاقية"، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن الوضع في أوروبا سيظل مع ذلك صعبا في ضوء الموقف الأساسي الذي يتبناه عديد من الدول في هذا الشأن.
وكان كارستن لينيمان نائب الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي، أكد في تصريحات صحافية أخيرا أنه لا يجب التشكيك في الاتفاقية، وإذا فشل الاتحاد الأوروبي في الاتفاق التفاوضي، فإن دول أمريكا الجنوبية ستتجه بشكل متزايد إلى الصين، محذرا الأوساط الاقتصادية الألمانية من عواقب عدم التوقيع على الاتفاقية.
وتعثر التصديق على اتفاقية الاتحاد الأوروبي مع البرازيل والأرجنتين وباراجواي وأوروجواي بسبب الجدل الدائر في الاتحاد حول تجريف الغابات المطيرة في البرازيل.
ويسعى الاتحاد الأوروبي ودول أمريكا الجنوبية الأربع عبر هذا الاتفاق إلى تأسيس أكبر منطقة تجارة حرة في العالم.
وتساور المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل شكوك كبيرة إزاء تطبيق الاتفاقية التجارية بين الاتحاد الأوروبي وتجمع السوق المشتركة لدول أمريكا الجنوبية، في ضوء الوضع في منطقة الأمازون.
وقال شتيفن زايبرت المتحدث باسم الحكومة الألمانية في برلين، نهاية أغسطس "إن الحكومة الألمانية تتابع ببالغ القلق إزالة الغابات وتهديدات تعرضها للحرق، وفي هذا السياق تبرز تساؤلات جدية حول إذا ما كان تطبيق الاتفاقية بالروح المقصودة سيكون مضمونا في الوقت الحالي.. ننظر إلى الوضع بتشكك".
وذكر المتحدث أن هناك "من منظور اليوم، تشككا كبيرا حول إذا ما كان يمكن تطبيق الاتفاقية على النحو المنشود بالنظر إلى التطورات الحالية والخسائر الفادحة للغابات التي يجب أن نأسف لها".
وأوضح زايبرت أن تدقيق الإجراءات القانونية جار في الوقت الحالي وسيجرى تقديمه إلى مجلس الاتحاد الأوروبي للتصويت عليه وبدء عملية التصديق. وقال "بالطبع تجب ملاحظة إذا ما كانت الشروط الإطارية للتوقيع مستوفاة على طول هذا المسار بالكامل، وتلتزم الحكومة الألمانية بروح اتفاقية التجارة الحرة ومقاصدها، والآن يتعين النظر بعناية في هذا الاتفاق، وهنا تطرح الأسئلة نفسها".
يذكر أن المعهد الوطني لأبحاث الفضاء، الذي يحلل بيانات الأقمار الاصطناعية كشف عن أكثر من 20.473 ألف حريق بين 16 تموز (يوليو) الماضي، و15 آب (أغسطس)، وفي الأيام الـ15 الأولى من الشهر الماضي، وحده، كان هناك أكثر من 15 ألف حريق، ويمثل هذا انخفاضا ضئيلا بنسبة 8 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019.
وفي مثل هذا الوقت من العام الماضي لم يكن هناك حظر على عمليات الحرق، ولم ترسل الحكومة الجيش للانضمام إلى عمليات مكافحة النيران. وفي 16 تموز (يوليو) حظرت الحكومة البرازيلية حرق الأراضي في منطقة الأمازون وفي منطقة بانتانال، أكبر مستنقعات في العالم لمدة 120 يوما.
المصدر
https://www.aleqt.com/2020/09/03/article_1912176.html