هل خان فيدل كاسترو.. صديقه تشي غيفارا ؟

الخميس, 30 نيسان/أبريل 2015 08:07

هل خان فيدل كاسترو صديقه تشي غيفارا ؟.. سؤال يطرحه اليساريون بقوة.. ويطرحه المتآمرون على اليسار الثوري.. لكن ايضا يطرحه المؤرخون بشكل اكثر دقة بعد اعوام من البحث والتقصي.
الصحفي الكوبي المخضرم ألبرتو مولر يقول أن زعيم الثورة الكوبية فيدل كاسترو "خان" إرنستو تشي جيفارا قبل مقتله في بوليفيا، حيث "تخلى" كاسترو عن الثائر الأرجنتيني. وضمن مولر كتابه (بلا اتصال مع مانيلا) أن مانيلا هي الاسم الحركي لكوبا. وذلك خلال لقاء مع وكالة الانباء الاسبانية قبل أيام من تدشين معرض بوينوس أيرس الدولي للكتاب ونشر كتابه (تشي جيفارا. أساوي وأنا على قيد الحياة أكثر مني ميتا).
وعنوان الكتاب مقتبس من الجملة التي تفوه بها تشي جيفارا حين تم كشف موقعه بمنطقة لا إيجويرا البوليفية، وتشف عن غريزة البقاء لدى الثائر في مقابل الأوامر الصادرة من كاسترو بتجنب القبض عليه حيا، وهو مثال آخر على "الخلافات العميقة" بين الاثنين في 1967.
كما أوضح مؤلف الكتاب أنه كانت هناك وحدة ثورية في هافانا جاهزة للذهاب وإنقاذ جيفارا، إلا أن "فيدل لم يعط الأوامر قط بالإنقاذ" وترك الأخير يواجه مصيره منفردا. وتم قتل التشي رميا بالرصاص في التاسع من أكتوبر/تشرين أول بمنطقة لا إيجويرا البوليفية. وقال مولر "توفي بطريقة مؤسفة. بدون دواء الربو، بدون حذاء بل جوارب، بدون ماء، بدون طعام، وبدون حلفاء".
ومن أجل معرفة تفاصيل سحب كاسترو دعمه عن تشي جيفارا، يحمل الكاتب قارئه إلى ما يعتبره مربط الفرس، وهو المؤتمر الأفروآسيوي الذي انعقد في الجزائر عام 1965. ويرى الكاتب أن الخطاب الذي ألقاه جيفارا خلال المؤتمر كان بمثابة "قطع للعلاقة بين التشي والاتحاد السوفييتي ما أثر على علاقة الأول بفيدل".
فقد انتقد جيفارا السوفييت متهما إياهم، بشكل غير مباشر، بـ"التورط في الاستغلال الإمبريالي" للولايات المتحدة، بينما كان فيدل كاسترو يسعى لإبرام اتفاقات تعاون عسكري مع الكرملين. ووفقا لمولر، فإن التباعد بين الاثنين اتسع بمرور الوقت، وازدادت حدته بالانسحاب من الكونغو الذي اتفق عليه كاسترو دون علم تشي وانتهى بإرساله لبوليفيا وهو الأمر الذي كان "انتحارا حتميا". ويؤكد الصحفي أنه سيسأل كاسترو إذا قابله "لماذا بوليفيا؟".
ويوضح "كان موقف تشي معاكسا لمصالح فيدل، لقد بات جيفارا عقبة بالنسبة للثورة الكوبية، حصوة في الحذاء". كما اتفق مولر مع عدد من المؤرخين وكاتبي سيرة التشي، حيث رأى أن جيفارا "كان يرغب في الذهاب إلى الأرجنتين، إلى بلاده، لتحريرها"، وأنهم "في هافانا ابتدعوا له بوليفيا".
بالمثل، اكتشف مولر أن كاسترو كان قد اعترف قبل عامين أن بوليفيا "لم تكن في ظروف مواتية للعمل الثوري" وأن الفلاحين لم يكونوا بحاجة للثورة لأنهم كانوا ملاكا للأراضي بفضل تعديل زراعي.
ورغم ذلك، قرر كاسترو إرسال جيفارا ثم قطع بعدها بأشهر الاتصال مع لاباز، ما زاد من عزلة الثوار وأساء وضعهم أكثر. وأبرز "اعتقد أن التشي علم بالخيانة قبل مقتله". وبدا مولر مقتنعا أيضا بأنه بمرور الوقت سيتكفل التاريخ "بالفصل بين ثورة التشي وثورة فيدل"، مدافعا عن أن الأول كان "أكثر نقاء" و"بذل حياته من أجل مبدأ" وقتل "بمعنويات عالية".
http://www.wasitt.net/index.php/news/6119-2015-04-30-02-13-25.html

 
قراءة 9081 مرات
قيم الموضوع
(2 أصوات)