حيث رفضت الأرجنتين والبرازيل التوقيع على بيان الدول 12 الذي يطالب بالرد الحاسم على دمشق لاستعمالها السلاح النووي.
ومع بدء وصول قوى يسارية الى الحكم في أمريكا اللاتينية مع بداية العقد الماضي، بدأت أمريكا اللاتينية ترسم لنفسها مسارا مختلفا في السياسة الخارجية بعيدا عن تبعيتها للولايات المتحدة كما كان يحدث في الماضي.
وشكل الربيع العربي منعطفا في الاختلاف بين الطرفين، حيث تبنت دول أمريكا اللاتينية وعلى رأسها البرازيل القوة الإقليمة الكبرى مواقف ضد واشنطن في ملفات مثل ليبيا ومصر. ويتكرر الأمر نفسه في الملف السوري، حيث أعلنت البرازيل والأرجنتين التي تمثل أمريكا اللاتينية في قمة العشرين التي جرت الأسبوع الماضي موقفا معارضا ضد ضرب سوريا. ورفضت البرازيل الرضوخ للضغوطات الأمريكية التي طالبتها بالتوقيع على بيان الدول 12 التي طالبت برد صارم وحازم ضد نظام بشار الأسد بسبب استعماله المفترض الأسلحة الكيماوية يوم 21 أغسطس/آب في الغوطة.
وعكست البرازيل والأرجنتين رأي وموقف أغلب دول أمريكا اللاتينية باستثناء كولومبيا التي تستمر في تأييد السياسية الخارجية الأمريكية. وتبنى بعض الدول مواقف متطرفة للغاية تجاه واشنطن في الملف السوري وعلى رأسها بوليفيا وفنزويلا والإكوادور. وتعتبر أمريكا اللاتينية الدولة المنطقة الأكثر معارضة في العالم لواشنطن بشأن ضرب سوريا مقارنة مع مناطق وتكثلات أخرى.
ويشكل الربيع العربي بكل حلقاته وآخرها الملف السوري المنعطف الحقيقي لابتعاد الولايات دول أمريكا اللاتينية عن السياسة الخارجية الأمريكية. فمن جهة، لم تعد واشنطن تراهن على كسب أصوات المنطقة إدراكا منها أن الفشل ينتظرها، ومن جهة أخرى، تعمل دول المنطقة على بلورة مواقف خاصة بها وحلفاء جدد في الساحة الدولية.
وعمليا، وطيلة قضايا الربيع العربي في المنتديات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة، ابتعدت أمريكا اللاتينية عن واشنطن واقتربت من المحور الصيني-الروسي خاصة وأن البرازيل هي عضو في مجموعة دول البريكس التي تضم علاوة على الدول الثلاث كل من الهند وجنوب إفريقيا. وبهذا كانت مواقف برازيليا وبوينوس أيرس مطابقة لموسكو وبريتوريا وبكين ونيودهلي في قمة سان بتسبورغ الروسية خلال نهاية الأسبوع الماضي.
مدريد-القدس العربي من حسين مجدوبي
http://www.alquds.co.uk/?p=82892