وركزت اعمال الدورة على القضايا المركزية الآنية مثل توسيع التكامل بين قوى اليسار في امريكا اللاتينية والعالم عموما، والازمة الحالية للرأسمالية وتأثيراتها على بلدان القارة. وفي الطاولات المستديرة، التي جرى نقلها مباشرة عبر شبكة ألانترنيت، تم تحليل وسائل عملية التكامل المتعددة، كما نوقشت بوضوح النجاحات والتحديات المستقبلية للتحالفات العديدة القائمة بين بلدان القارة.
وفي تصريح لوسائل الاعلام قال فالتر بومار المنسق التنفيذي للمنتدى: " ان منتدى ساو باولو احد المختبرات التي يتم فيها بلورة الافكار والمؤسسات الضرورية لاندماجنا، الذي يحضا بشعبية كبيرة.ونحن نناضل ضد التكامل، الذي تسعى لفرضه اوساط واسعة من البرجوازية، لأنها تركز، بشكل رئيسي، على التكامل بين الاسواق، وهذا النوع من التكامل يؤدي الى مزيدا من عدم المساواة".
والى جانب مشاريع التنمية المحلية اهتم المشاركون في اعمال المنتدى بعلاقات امريكا اللاتينية مع القارة الافريقية،بلدان الشرق الاوسط، بلدان مجموعة البريكس، الولايات المتحدة، واوربا. وبموازاة الجلسات الرئيسية للمنتدى تم للمرة الثانية تنظيم ملتقى نسوي ناقش تأثير النساء في عملية التكامل المحلي، وقضية التحرر السياسي لنساء امريكا اللاتينية. وفي فعالية المنتدى الختامية تم استذكار الرئيس الفنزويلي الراحل هيغو شافيز، وتم تثمين مساهمته في تحقيق التحولات التقدمية في امريكا اللاتينية.
وفي مساء 31 تموز تعرض لقاء للشبيبة المشاركة في اعمال المنتدى في مكان عام الى هجوم من قبل مجموعات يمينية متطرفة، ولم يؤدي الهجوم الى اصابات جدية، وقامت الشرطة باعتقال بعض المساهمين فيه. ويؤكد فالتربومار ان الهجوم العدواني، جاء في سياق حملة يمنية معادية للمنتدى.
وتأسس منتدى ساو باولو عام 1990 على اثر مبادرة مشتركة للزعيم الكوبي فيدل كاسترو، ورئيس جمهورية البرازيل السابق لولا دي سلفيا، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، والبلدان الاشتراكية السابقة، في وقت كانت فيه قوى اليسار في موقع المدافع عن الذات. وفي لقاء جمع كاسترو ولولا ولدت فكرة انشاء اطار للحوار المفتوح وتبادل وجهات النظر. وفي عام 1990 دعا حزب العمل البرازيلي للاجتماع الاول للملتقى الذي اتخذ من اسم المدينة التي استضافت اجتماعه الاول اسما له. ويضم الملتقى اليوم أكثر من 100 منظمة وحزب وحركة اجتماعية. وفي السنة التي تأسس فيها المنتدى كان الحزب الشيوعي الكوبي، الحزب الوحيد الذي يقود السلطة في بلاده، واليوم تشارك غالبية الاحزاب المنضوية في المنتدى في السلطة في. والتغيير في المشهد السياسي في امريكا اللاتينية انعكس على توجهات المنتدى. ولهذا ركزت الدورات الاخيرة للمنتدى على استكشاف اوجه التشابه بين اطياف واسعة لليسار، وتوثيق العلاقة فيما بينها. وبهذا الخصوص يقول بومار: " ان موقفنا هو دعم الحكومات اليسارية، والعمل على ضمان استمرارها. ونريد دعم مجتمعاتنا لتنفيذ برامج التحولات لتتحرر من الوضع الراهن، ولتسريع عملية التكامل".
وتضمنت كلمة الافتتاح، التي القاها الرئيس البرازيلي السابق لولا دي سلفيا جمل تحذيرية: " يجب علينا ان لا نفقد الصلة بالشعب"، في اشارة منه التظاهرات الجماهيرية في بلاده. واضاف " السلطة شيء سحري، وعندما يصل المرء اليها، يبدو الشعب جميلا وغير عادي، وهذا الواقع لم يعد قائما".
وشكلت مشاركة الرئيس البوليفي ايفو موراليس، لأول مرة في اعمال المنتدى الحدث الابرز فيه، ولم يقدم موراليس في كلمته التحية فقط للمشاركين في جلسات المنتدى، وانما دعاهم لعقد الدورة العشرين في العاصمة البوليفية لاباس. يذكر ان حركة مورايس الاشتراكية انضمت مؤخرا الى المنتدى، كما انضم حديثا اليه ايضا، "المسيرة الوطنية" الكولومبي، حزب الشعب من البيرو، و"جبهة غوازو" من الباراغواي.
الناس
http://al-nnas.com/ARTICLE/RGhweilb/13a0.htm