هافانا: تواجه كوبا حركة مقاومة للاصلاحات التي اطلقها الرئيس راوول كاسترو عن طريق "لزوم الجمود"، في ما يشكل "ثورة مضادة" تتعارض مصالحها مع مصالح حركة الانشقاق السياسي التقليدية، برأي العديد من المحللين الذين قابلتهم وكالة فرانس برس.
وقال رافايل هرنانديز مدير مجلة تيماس، المجلة الرسمية الوحيدة التي تطرح بشكل صريح مشكلات اجتماعية وسياسية واقتصادية، ان هؤلاء المقاومين الجدد هم "بيروقراطيون يعارضون التغيير بدون اثارة صخب، ولكن باقامتهم عقبات في وجه تطبيق الاصلاحات، ببقائهم مكتوفي الايدي".
وقال استيبان موراليس المسؤول السابق في جامعة هافانا ان "كل من يتصدى لعملية الاصلاحات هذه يصبح حكما مضادا للثورة، وهو معارض حقيقي"، مستخدما التعبير الذي اطلقه فيدل كاسترو في مراحل الثورة الاولى للاشارة الى اي خصم لسياسته.
وقال الدبلوماسي السابق والجامعي كارلوس الثوغاراي انه "في هذا القطاع الذي يلزم الجمود، نجد عددا من البيروقراطيين و+حديثي النعمة+ الفاسدين الذي استفادوا من عجز النظام عن بسط سيطرة فعلية في النموذج المركزي الذي فرض في السنوات الماضية".
غير ان هذه الفئة تضم ايضا برأيه "اولئك الذين لا يوافقون على الاصلاحات لاسباب عقائدية، وهم اليوم ضمن المجتمع المدني وهم كثر" مشيرا في الوقت نفسه الى انهم لا يستحقون تسمية "المعارضين" لانهم "ليس لديهم اي مشروع سياسي".
وقال استيبان موراليس ان الذين يعرقلون عملية الاصلاح "موجودون ايضا في صفوف الحزب (الحزب الشيوعي الكوبي، الحزب الوحيد والطاغي الحضور على جميع مستويات النظام) بما في ذلك احيانا في مناصب مسؤولية هامة".
ولا يتوقف الرئيس راوول كاسترو منذ ان اطلق في 2008 عملية "تحديث" النموذج الاقتصادي الكوبي المتقادم، عن التنديد ب"البيروقراطية" والدعوة الى "تغيير في العقلية".
لكن كارلوس الثوغاراي يرى انه "من الصعب ان نتصور المسؤولين عن كوارث السياسة الاقتصادية منذ خمسين عاما يغيرون عقليتهم بين ليلة وضحاها.
ولفت الصحافي راوول غارثيس الى ان "ظهور علاقات اقتصادية جديدة غير ممكن بدون ظهور علاقات اجتماعية جديدة في عملية متزامنة من الافعال وردود الافعال".
واوضح ارتورو لوبيث-ليفي الباحث في جامعة دنفر في الولايات المتحدة ان القطاع المعرقل "لا يقتصر على فئة عمرية او طبقة اجتماعية".
واضاف انه "حتى لو كان هؤلاء المحافظون المعارضون للاصلاحات والمعارضون التقليديون يغذون الاستقطاب السياسي بدفع الطرف الاخر اليه، الا انه ليس هناك اي قواسم مشتركة بينهما ولا يمكن تصور تعاون صريح بينهما".
ويرى المحللون الاربعة ان المعارضة التقليدية التي تندد بها السلطات باعتبارها مجموعة من "المرتزقة" تعاني من ضعف بنيوي يكمن في عدم امتلاكها مشروعا سياسيا عمليا.
وقال ارتورو لوبيث-ليفي ان "الجولات الخارجية الاخيرة التي قام بها عدد من هؤلاء المعارضين اظهرت ان المعارضة الكوبية ايضا بحاجة الى +تحديث+".
واعتبر ان المواقف التي اتخذتها مؤخرا المدونة الالكترونية يواني سانشيز او غييرمو فارينياس الحائز جائزة ساخاروف لحرية التفكير "كانت تحديدا تنديدا بالنظام ونقدا اكثر مما هي اقتراحات".
وقال "ليس من المفاجئ ان يكونوا غير موجودين عمليا في المعادلة السياسية الداخلية بلزومهم هذا السلوك، مقرا في المقابل بان النظام "لم يترك مجالا لمعارضة نزيهة" منذ خمسين عاما.
وقال رافايل هرنانديز ان هذه "المعارضة الموالية" التي "روجت لبدائل سياسية بدون ان تحارب الحكومة" موجودة رغم كل شيء مؤكدا انه "من بين ناشطي الحزب ال769318 هناك العديد من المنشقين المثبتين انما الموالين".
الفجر
01/08/2013
http://new.elfagr.org/Detail.aspx?nwsId=395767&secid=7&vid=2#