ففي أماكن كثيرة من الأرض يوجد مسلمون، ولكنهم يعيشون على الهامش...! ما بين جهل بالدين وعدم معرفة بأصوله وتعاليمه... وقلة امكانات في جميع الوجوه اللازمة لإقامة الدين... فلا تعليم ولا دعوة ولا مؤسسات دينية ترعاهم.
وما بين من يضطهد في دينه ويتعرض إلى الإبادة والتطهير العرقي والتهجير، يتعرضون لكافة صنوف الإذلال في دينهم وأنفسهم، ويمنعون من أداء شعائرهم وعباداتهم... كل ذلك في محاولة للقضاء على الإسلام... لكن هيهات هيهات... هؤلاء المسلمون يحتاجون منا إلى الكثير والكثير من الدعم المادي والمعنوي حتى يثبتوا على دينهم... وقبل ذلك يجب أن نتعرف عليهم... وهذه نماذج لمسلمين يعيشون على الهامش.
واقع المسلمين ومشكلاتهم:
بدأ تنظيم المجتمع الإسلامي في هندوراس منذ عدة سنوات.. بإنشاء جمعية هندوراس الإسلامية التي أعدت مشروعاً لإنشاء أول مركز إسلامي في العاصمة «تجيو سجاليا» يضم مسجداً جامعاً ومدرسة إسلامية وقاعات للندوات والمحاضرات ومكتبة إسلامية.. كما أسست الجمعية صندوقاً للوقف الإسلامي؛ للإنفاق من عائده على المشروعات الإسلامية وفي مقدمتها مشروع إنشاء المركز الإسلامي في العاصمة.. وقد أشارت بعض التقارير الإسلامية.. أن المسلمين في هندوراس يحتاجون إلى دعم مالى لإنشاء مؤسساتهم الإسلامية.
ويوجد في هندوراس ثلاثة نواد إسلامية مؤجرة حتى تتمكن الأقلية المسلمة من أداء شعائر دينها بصورة جماعية.. وتوجد هذه النوادي في العاصمة وبعض المدن الأخرى.. وقد بدأت الجمعية الإسلامية في هندوراس إجراء اتصالات مع المؤسسات الإسلامية في جواتيمالا والسلفادور ونيكاراجوا.. لتنسيق العمل الإسلامي في هذه المنطقة من العالم.. وإنشاء أول مجلس إسلامي أعلى في اميركا الوسطى.
ومن أهم الإنجازات التي حققها المسلمون في هندوراس.. حصولهم على موافقة السلطات بمنح المسلمين كل يوم جمعة اجازة من أعمالهم لتأدية صلاة الجمعة.. وإنشاء مدرسة إسلامية لتحفيظ القرآن الكريم، ويقوم بالتدريس في هذه المدرسة والتي يوجد بالعاصمة بعض المتطوعين من أبناء الأقلية المسلمة في هندوراس.
وتقوم جمعية هندوراس الإسلامية بدور مهم في التعريف بالإسلام ونشر هدايات الدين الإسلامي الحنيف.. والعمل على جذب الأفارقة لاعتناق الإسلام باعتبار أن أجدادهم من المسلمين الذين أجبروا على التخلي عن عقيدتهم.. كما تسعى الجمعية إلى نشر الوثائق الإسلامية التي عثر عليها هناك اخيراً وترجمتها إلى اللغتين الأسبانية والإنجليزية.
إن المسلمين في هندوراس متعطشون للنهل من المعارف الإسلامية الصحيحة.. وفي حاجة إلى الدعم من المؤسسات الإسلامية العالمية حتى يتمكنوا من إبراز هويتهم العقائدية وإقامة المساجد والمدارس الإسلامية.
عقبات تعترض الجالية المسلمة
إن المتأمل لأوضاع المسلمين في هندوراس، والمتتبع لأحوالهم، والراصد لتاريخهم يدرك حجم المشكلات التي يعانون منها وينتظر أجيالهم القادمة أضعافها، وإذا لم يأخذوا بأسباب علاجها وتخفيف أخطارها، وتنوع هذه المشكلات وعمقها وتراكمها يزيد من المخاطر على هوية المسلمين ومستقبل أجيالهم القادمة من أبنائهم، ومن الوافدين من الدول العربية والإسلامية.
هذا مما يدفعنا إلى دق ناقوس الخطر في نعش المراكز والمنظمات الإسلامية بدول اميركا اللاتينية، التي حملت ظلمًا وسفاحًا- شعار خدمة الأقليات المسلمة في هذه البلاد؛ في الوقت الذي نجد فيه الجالية المسلمة في هندوراس تكاد أن تنقرض تمامًا، ولا يبقى لها أي أثر يذكر على خريطة دول أميركا الجنوبية؛ بحيث لا تتوافر على أدنى حد من استمرار نور الإسلام، والمتجلي في الكتب الإسلامية، والمساجد والمدارس والمراكز الإسلامية والمشايخ والدعاة إلى الله، وهذا غير متوافر بأي حال من الأحوال ولاحول ولا قوة إلا بالله.
25/07/2013
جريدة الرأي
http://www.alraimedia.com/ArticlePrint.aspx?id=452992