الكاريبي يعود ممرا لتهريب المخدرات للولايات المتحدة

الإثنين, 22 تموز/يوليو 2013 14:11

وقدر ويليام براونفيلد، مساعد وزير الخارجية الأمريكي، في أواخر الشهر الماضي أن نحو 9 في المائة من جميع المخدرات التي دخلت الولايات المتحدة بطريقة غير شرعية العام الماضي جاءت عن طريق منطقة الكاريبي، وهي ضعف الكمية التي دخلت بالطريقة نفسها عام 2011.
ويقول خبراء إن هذا الفيض من المخدرات يعود إلى المتاعب المالية والاقتصادية التي تعاني منها المنطقة، وهي متاعب تركت فراغاً في السلطة استغله مهربو المخدرات، بالرغم من تشديد المكسيك قبضتها على العصابات العاملة على أراضيها، وزيادة الإجراءات الأمنية على الحدود الأمريكية. وقال دانيال ساكس، المحلل في شركة كونترول ريسكس الاستشارية: "أصبح الاتجاه الغالب في السنوات الأخيرة هو اعتبار الكاريبي ممراً رئيسياً لتجارة المخدرات". وأضاف: "القوات الأمنية في المنطقة غير مؤهلة بصورة محزنة للاستجابة لهذه التهديدات المتزايدة، خاصة في أجواء الديون التي تعاني منها المنطقة حالياً". وتعاني أكثر دول الكاريبي وطأة ديون هائلة ومتزايدة، وعجزا ماليا عميقا في ميزانياتها، ونموها اقتصادي ضعيف تماماً، الأمر الذي أجبر العديد منها في السنوات الأخيرة على التخلف عن دفع أقساط ديونها. ونتيجة لذلك لجأت حكوماتها إلى تخفيض ميزانياتها، وهي عملية أدت إلى تفاقم البطالة وارتفاع معدل الجريمة. وأقامت عصابات المخدرات العالمية مراكز لعملياتها، إما في الكاريبي وإما دفعت لعصابات محلية لدعمها. وسبب هذا ارتفاعاً في الجرائم العنيفة، صاحبه تدفق الأسلحة والمخدرات إلى منطقة لا تتوافر فيها التجهيزات الكافية للتعامل مع عصابات وكارتيلات عريقة في الإجرام. وقال رونالد ساندرز، الديبلوماسي السابق من جزر أنتيغوا وباربودا، والمعلق على شؤون المنطقة: "إنها مشكلة كبيرة جدا". وكانت منطقة الكاريبي ممراً مهماً لتجارة المخدرات في أمريكا الجنوبية في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي. لكن تحسينات أمنية وزيادة في الدوريات البحرية والرصد الجيد بالرادارات عملت على نقل التهريب إلى أمريكا الوسطى والمكسيك، إلا أن هذا الاتجاه العام يتعرض للانقلاب الآن. ويقارن ساكس ذلك "بتأثير البالون" المنتفخ، بحيث إذا ضغطت على منطقة تهريب المخدرات المنتفخة في المكسيك، أدى ذلك إلى انتفاخ المشكلة في الكاريبي. وأضاف: "ما تعمل عليه الكارتيلات في الأساس هو البحث عن نقاط الضعف، والتطور مع طبيعة العصر". وكانت الجهود الحكومية المبذولة في تضييق الخناق على العصابات عجيبة، لكنها غير فعالة. وقد وصلت الأمور في ترينيداد وتوباغو إلى إعلان حالة الطوارئ بسبب زيادة الجرائم العنيفة التي تفشت فيها، لكن النتيجة كانت فقط انحساراً مؤقتاً في هذه الجرائم.
روبن ويجلزويرث من لندن

الاقتصادية
http://www.aleqt.com/2013/07/22/article_772218.html

قراءة 1168 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)