الاطفال في غواتيمالا فريسة سهلة للجريمة المنظمة

الأربعاء, 26 حزيران/يونيو 2013 17:48

انهت هذه الشابة البالغة العشرين قبل فترة قصيرة عقوبة بالسجن ثلاث سنوات  بعد ادانتها بتهمة ابتزاز اموال. وقصتها شبيهة بقصص الاف القصر في البلاد الذين يجندون طوعا او خلاف ذلك في صفوف عصابات تعيث فسادا في شمال اميركا الوسطى.
وهي تروي لوكالة فرانس برس “عندما كنت ضمن +باريو-18+ (احدى هذه العصابات)  لم تكن لدي احلام ولا مستقبل كنت اعيش اللحظة الراهنة  لان هناك لا تعرف ان كان النهار سيشرق عليك في اليوم التالي”.
كانت في السابعة عشرة عندما اوقفت وهي تبتز تاجرا وتهدده بالقتل. وتؤكد الشابة التي تستخدم اسما مستعارا “لو لم يتم توقيفي لكنت لا ازال في العصابة او قد قتلت”.
عمليات ابتزاز التجار المضطرين الى دفع مبلغ اسبوعي او شهري لعصابات اجرامية، ظاهرة منتشرة في هذه المنطقة (غواتيمالا وهندوراس وسالفادور وهي من اعنف دول العالم). وتوضح “في حال عدم قبولهم او عدم استجابتهم (للتهديد) او عدم دفعهم، يقدمون على قتلهم. ويفعلون ذلك احيانا حتى لو دفعوا”.
وتواصل قائلة “يوم السبت كان مخصصا للحسابات. كنت اتداول بحوالى 90 الف كيتزال (8900 يورو) في الاسبوع. كنت اوزع الكوكايين والماريجوانا. كنت اشتري مسدسات من عيار 9 ملم والكثير من رشاشات كلاشينكوف واخفيها”.
شبت اندريا في ضاحية العاصمة الجنوبية وهي معقل باريو-18  التي تتنازع السيطرة عليها مع مارا سالفاتروتشا. وكانت والدتها حارسة مبنى بينها والدها كان فنيا ميكانيكيا يسرف في شرب الكحول.
ويقول المسؤول في الرئاسة انركي ليال المكلف الرفاه الاجتماعي “الشباب في غواتيمالا فريسة سهلة للمجرمين. 95 % من مرتكبي الجنح الشباب فقراء من دون اي تربية ومن عائلات مفككة.  وتجعل منهم العصابات ذراعها للجريمة المنظمة”.
ثمة نحو 820 طفلا او مراهقا محتجزين في اربع مراكز للقصر من بينهم 17 % بتهمة القتل. هذا العدد يشكل زيادة نسبته 150 % مقارنة بارقام العام 2008.
تقول اندريا باسف “السجون مليئة. البعض يخرج منها مثلي انا لكن عدد الذين يدخلونها اكبر بكثير. ثمة الكثير من الاطفال الذين يسهل التلاعب بهم ولديهم حاجات كبيرة. وفي مقابل 100 كيتزال (10 يورو) هم مستعدون للقيام باي شيء”.
ممثل اليونيسيف في غواتيمالا السويدي كريستيان سكوغ  يشدد على  انه “من الاسهل على العصابات اقناع الاطفال الفقراء الذين لا يذهبون الى المدرسة وليس لديهم اي افق” في بلد يعاني فيه 50 % من الاطفال دون سن الخامسة من سوء تغذية مزمن وحيث مراهقان من كل ثلاثة لا يذهبان الى المدرسة.
في شاط/فبراير صور طفل في الثانية عشرة بواسطة كاميرا مراقبة وهو يردي قتيلا سائق سيارة اجرة برصاصتين في الرأس. وقبل شهر قتل مراهق في الرابعة عشرة امرأتين وطفلا في غرب العاصمة.
ويرى ليل ان التحدي يكمن في توفير التربية للشباب المسجونين. اندريا انهت دراستها الثانوية خلال سنوات سجنها لكنها واجهت مثل الكثير من الاشخاص الاخرين ، جفاء  المجتمع لدى خروجها من السجن.
وخلافا للكثير من افراد العصابات جسمها ليس مكسوا بالاوشام الا ان نفسيتها لا تزال متأثرة “افراد العصابة الجدد والجيران وسائق الحافلات ينظرون الي بريبة. وانا اخفي ماضي على الاشخاص الذين لا يعرفونني”.
تنسب 50 جريمة قتل سنيا الى قصر في هذا البلد البالغ عدد سكانه 14 مليون نسمة والذي كان معدل جرائم القتل فيه  في العام 2011، بحدود 38,5 جريمة لكل مئة الف نسمة. وبين كانون الثاني/يناير وحزيران/يونيو من السنة الراهنة اوقف 889 قاصرا من اوساط الجريمة المنظمة  على ما يفيد وزير الداخلية ماوريسيو لوبيث.
البعض الذي يتهم زعماء العصابات بتجنيد قصر لانهم يواجهون عقوبة بالسجن اقصاها ست سنوات، يقترح ان يحاكم القصر على اساس انهم بالغون.
لكن سكوغ يقول “هذا يشكل انتهاكا للاتفاقات الدولية لحماية الطفولة. الحل لا يمكن في معاقبتهم جنائيا بل اعادة تأهيلهم لتوفير الفرص لهؤلاء الشباب”.
الزمن
26/06/2013
http://www.azamn.com/hay/?p=8191

قراءة 1155 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)