صدر مؤخرا للباحث محسن منجيد كتاب تحت عنوان "أزمة النموذج التنموي في أمريكا اللاتينية"، وهو محاولة لفهم أسباب تعدد تجارب التنمية الاقتصادية والاجتماعية ولتسليط الضوء على مختلف المراحل التي قطعتها دول أمريكا اللاتينية بحثا عن نموذج تنموي مناسب لشعوبها.
وقد جاء الكتاب مقسما إلى فصلين، يعرض الأول لنماذج التنمية الاقتصادية في أمريكا اللاتينية بينما يهتم الثاني بتطور السياسات العمومية الاجتماعية، وقد اعتمد الباحث على معطيات إحصائية اقتصادية واجتماعية متعددة صنفها في 12 جدولا توضيحيا.
ففي الجانب الاقتصادي انتقل د. محسن منجيد من عرض التجارب الموجهة من طرف الدولة بداية القرن العشرين كالاعتماد على التصدر والتصنيع لتعويض الواردات إلى التجارب الإصلاحية التي ميزت مطلع تمانينات القرن الماضي ثم تجارب الاندماجات الاقتصادية الجهوية، ليتوقف عند تجربة النموذج التنموي المختلط التي ميزت مطلع الألفية الثالثة مع توسع موجة المد اليساري في الأنظمة السياسية بأمريكا اللاتينية.
وعلى مستوى السياسات الاجتماعية، يعرض الكتاب مظاهر الأزمة الاجتماعية العميقة والمتمثلة في الفقر والهشاشة والبطالة وضعف الدخل الفردي رغم المجهودات المسجلة على مستوى السياسات الاجتماعية وتطور الانفاق العمومي الاجتماعي، كما يقدم الباحث أهم برامج الدعم المالي المشروط التي ميزت المنطقة على المستوى العالمي.
ويخلص الباحث إلى أن الاحتجاجات الاجتماعية الكبرى التي عرفتها المنطقة خلال سنتي 2019 و2020 تعتبر مؤشرا على دخول المنطقة في مرحلة من البحث عن نموذج تنموي جديدة بعد فشل النماذج السابقة، ولعل النموذج القادم في أمريكا اللاتينية سيعتمد بالضرورة على تدخل أكبر للدولة في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، وعلى إدراج معايير جديدة وعلى رأسها الحكامة المؤسساتية.
وتجدر الإشارة إلى أن الباحث محسن منجيد دكتور في العلاقات الدولية متخصص في شؤون أمريكا اللاتينية وأستاذ زائر بجامعة محمد الخامس بالرباط، صدر له كتاب سنة 2012 حول علاقات المغرب مع دول أمريكا اللاتينية، وينسق منذ 2013 التقرير السياسي السنوي لأمريكا اللاتينية الذي ينشر على موقع مرصد أمريكا اللاتينية www.marsadamericalatina.com