نفوذ فنزويلا آخذ في التراجع

الإثنين, 09 كانون1/ديسمبر 2013 10:04

في نهاية الأسبوع الماضي، خسرت الحكومة الفنزويلية حليفًا جديدًا محتملًا في المنطقة عندما حلت المرشحة اليسارية زيومارا كاسترو، زوجة الرئيس الهندوراسي الراحل مانويل زيالا الذي كان مدعومًا من فنزويلا، ثانية بفارق كبير في الانتخابات الرئاسية في هندوراس, حسب النتائج الرسمية، حيث فاز مرشح يمين الوسط، جوان أورلاندو هيرنانديز، بفارق يزيد على خمس نقاط مئوية.
وعلى الرغم أن كاسترو رفضت النتائج، فقد أكد المراقبون الدوليون انتصار هيرنانديز، حتى أوثق حلفاء فنزويلا، رئيس نيكاراجوا دانيل أورتيجا، هنأ هيرنانديز بالفوز.
كما أنه قبل أسابيع، أخفقت رئيسة الأرجنتين كريستينا فيرنانديز دي كيرشنر، والتي كانت تعتبر من المقربين لزعيم فنزويلا الراحل تشافيز، في الفوز بأغلبية برلمانية كبيرة في الانتخابات التشريعية، مما يعني أنها لن تتمكن من تغيير الدستور والبقاء في السلطة لفترة ثالثة.
جدير بالذكر أن فيرنانديز عادت في نهاية نوفمبر الماضي من إجازة طبية استمرت شهرًا، وظهرت في رسالة مصورة إلى جانب جرو صغير أطلق عليه اسم سيمون، نسبة إلى بطل الاستقلال الفنزويلي الراحل سيمون بوليفارد، وقالت إنه أهدي إليها من شقيق تشافيز.
بيد أنهوبغض النظر عن هذه الإيماءة الودية الرمزية، فإن حكومة فيرنانديز الشعبوية المنهكة ماليًا لديها آمال ضئيلة في الحصول على مساعدات من فنزويلا كما كان الوضع بين عامي 2005 و2008, بل على العكس، يبدو أن فرنانديز,بعدهزيمتهاالانتخابية،تتجه في مسار معاكس تمامًانحو اليمين.
في الأسبوع الماضي، توصلت حكومتها إلى اتفاق يقضي بتعويض شركة النفط الإسبانية العملاقة ريبسول, والتي كانت قد صادرت أصولها في الأرجنتين عام 2012 وهددت بعدم دفع سنت واحد لها, كماستقوم بسداد الأرجنتين، التي كانت تصف عمليات المصادرة هذه بأنها استعادةلسيادتها الوطنية، ما يربو على خمسة مليارات دولار نظير الاستحواذ.
وفي تغيير آخر للمسار السياسي، تسارع فيرنانديز للتفاوض مع صندوق النقد الدولي, الذي يتخذ من واشنطن مقراً له, لإصلاح علاقات الأرجنتين المتضررة مع المقرضين الدوليين، بعد أن دأبت فيرنانديز خلال الأعوام الأخيرة على توجيه انتقادات لاذعة للصندوق، مثلها مثل تشافيز.
أما في أمريكا الوسطى والكاريبي، رفعت مؤسسة بتروكاريبي الفنزويلية، التي تقدم نفطًا مدعومًا للدول الصديقة، الدفعات النقدية التي تطلبها من الدول الأعضاء من خمسين إلى ستين في المئة، وستزيد أيضاً أسعار الفائدة على الديون النفطية طويلة الأجل, مما دفع جواتيمالا إلى إعلان انسحابها من بتروكاريبي, معللة ذلك بأن شروط الدفع لم تعد جاذبة كما كانت.
جدير بالإشارة أنه في بداية العام الجاري خسرت فنزويلا حليفًا محتملًا آخر بفوز رئيس باراجواي هوراسيو كارتيز، المنتمي إلى يمين الوسط، في انتخابات الرئاسة في بلاده.
ومن المتوقع أن يستمر تراجع النفوذ الاقتصادي والسياسي لفنزويلا في أمريكا اللاتينية. وبقدر ما حاول تشافيز، ومن بعده مادورو، إخفاء هذه الحقيقة بشعاراتهم الأيديولوجية، فإن اشتراكية القرن الحادي والعشرين, ليست سوى خطة سلطوية قائمة على شراء الأصوات، لم تجد نفعًا في فنزويلا إلا عندما وصلت أسعار النفط إلى أعلى مستوى لها.
بيد أن أسعار النفط تراجعت، ونضبت خزينة مادورو من الأموال التي تمنح للفوز بالأصوات، وهوت احتياطات النقد الأجنبي الفنزويلية من 42 مليار دولار في 2008 إلى 20 ملياراً الآن.
أندريس أوبنهايمر
ترجمة/ الإسلام اليوم
http://www.islamtoday.net/albasheer/artshow-15-193837.htm

قراءة 1429 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)