اسرائيل توجه أنظارها إلى أمريكا اللاتينية

الإثنين, 07 كانون2/يناير 2019 14:24

06/01/2019
نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن العلاقات الجديدة التي تسعى إسرائيل إلى تعزيزها مع دول أمريكا اللاتينية.

وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الكثير من البرازيليين نزلوا إلى الشوارع يوم تنصيب جايير بولسونارو رئيسا للبلاد. وقد كان بين الحشود مجموعة من اليهود الأرثوذكس، وتحت الزي الأسود اليهودي ارتدى أحدهم قميص المنتخب الوطني البرازيلي كتب عليه عدد 18 في إشارة إلى قائمة بولسونارو الانتخابية.

وأمام قصر بلاناوتو، لوّح الكثير من المؤيدين للرئيس الجديد بالأعلام البرازيلية وبعض الأعلام الإسرائيلية أيضا، الأمر الذي يوحي بأن إسرائيل عادت لتنشط مرة أخرى على الساحة الدولية بعد سنوات من العزلة.

وأوردت الصحيفة أن بولسونارو قال في الخطاب الذي ألقاه في المجلس الوطني البرازيلي: "نحن نقدر الأسرة ونحترم الأديان وتقاليدنا اليهودية المسيحية". في الأثناء، كانت الراحة والغبطة بادية على ملامح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي سافر إلى البرازيل قبل خمس أيام من تنصيب بولسونارو، حيث زار تمثال المسيح الفادي ولعب كرة القدم على شاطئ كوباكابانا. وتجدر الإشارة إلى أن "التقاليد اليهودية المسيحية" مصطلح مركزي في المجتمعات الإنجيلية، الأمر الذي يفسّر الدعم القوي الذي تقدمه بعض الدول لإسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي ينتظر انتخابات شهر آذار/ مارس القادم، قوله إن: "ليس لدينا أصدقاء في جميع أنحاء العالم أفضل من المجتمع الإنجيلي، الذي ليس لديه بدوره صديق أفضل في العالم من إسرائيل". ويبدو أن نتنياهو يحتاج إلى دعم الرئيس البرازيلي بولسونارو والجماعات اليهودية الأرثوذكسية، كما قيل إن رئيس البرازيل قبل دعوة لزيارة إسرائيل قبل بضعة أسابيع من الانتخابات المذكورة.

وذكرت الصحيفة أن العلاقات التي تجمع بين البرازيل وإسرائيل ليست نتاج سياسة عقلانية لدولة ذات سلطة أو تحفيزا للتعاون الدولي، وإنما هي ثمار الإيديولوجيات والأعراف والقيم. فنحن نعيش في حقبة زمنية محافظة ودينية بامتياز، وهويات تتسرب بين أولئك الذين يحددّون هذه الاستراتيجيات الديبلوماسية. كما أن النظام الجديد من التحالفات داخل أمريكا اللاتينية وخارجها بصدد التشكل، وقد أصبح واضحا منذ بداية هذه السنة.

وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تحاول الانفتاح على دول أمريكا اللاتينية، ولعل ذلك ما أكدته جولة نتنياهو في المنطقة التي شملت كلا من الأرجنتين وكولومبيا والمكسيك خلال شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، ليكون بذلك أول رئيس حكومة إسرائيلي يزور أمريكا اللاتينية. ونظرا لطبيعة الزيارة والظروف التي حدثت فيها، أصبحت البرازيل من الدول المقرّبة وتجمعها علاقات استثنائية بإسرائيل.

وفي ظل تبني الدولتين الاقتصادات التكميلية، سلّط الرئيس البرازيلي ورئيس الوزراء الإسرائيلي الضوء على فرص التعاون بينهما على المستوى الاقتصادي؛ حيث تقدم إسرائيل آخر تطورات عمليات الريّ والشركات الناشئة والتكنولوجيا المتقدمة، في حين تقدم البرازيل، ثامن اقتصاد عالمي، الأغذية والفولاذ.

ونوّهت الصحيفة بأن عمل المخابرات الإسرائيلية على مواجهة الجريمة والإرهاب في البرازيل وفي جميع أنحاء المنطقة، يعد من ملامح التعاون بين إسرائيل ودول أمريكا اللاتينية. وعلى الرغم من أن خطابات بعض قادة البرازيل السابقين تشبّعت بضرورة عدم التدخل الخارجي وإرساء مبدأ السيادة، إلا أنهم كانوا من أكثر الأطراف التي ألحقت الضرر بدولهم.

وفي الختام، بينت الصحيفة أن منطقة أمريكا اللاتينية لم تكن تعيش فيما مضى عصر العولمة مثل الذي تعيش على وقعه اليوم. كما أن هذه الدول لا تتمتع بنفوذ كبير إلا في بعض الأنشطة غير القانونية، على غرار الجريمة المنظمة والإرهاب والاتجار بالمخدرات. إلى جانب ذلك، إن أمريكا اللاتينية بعيدة عن "منطقة السلام" التي تروج لها دعاية مجموعة الدول اللاتينية والكاريبي.
https://arabi21.com

قراءة 689 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)