تجارب البيرو والأرجنتين والشام في ملتقى التراث العمراني الوطني

الأربعاء, 03 كانون1/ديسمبر 2014 08:46


أكد في المشاركون الجلسة العلمية الأولى لليوم الثاني لفعاليات ملتقى التراث العمراني الرابع بمنطقة عسير الذي ترعاه “المواطن الكترونيا ” ، أن الاستقرار الأمني والسياسي في المملكة ساهم فيما تشهده من نهضة حضارية ومشاريع حديثة في مجال التراث العمراني، مشيرين إلى أعمال الدمار التي لحقت بالعديد من منظومة التراث العمراني السوري جراء الأحداث الراهنة منذ عام 2011م.
ووصف الدكتور فواز كيالي من سوريا ما حدث بالجريمة المنكرة بحق الإنسانية والتاريخ والحضارة، لاسيما أن سوريا عامة ومدينة حلب خاصة تملك تراث تاريخي إسلامي هام، لافتا إلى أن الجامع الأموي كان قد طاله التدمير والتخريب والنهب، أبرزها مئذنته، وما يحويه الجامع من مقتنيات هامة لا تقدر بثمن.
كما شملت الجلسة عدد من التجارب الناجحة في مجال تأهيل وتطوير التراث العمراني على مستوى دولي، أدارها الدكتور صالح بن علي الهذلول من جامعة الملك سعود، بمشاركة كل من: نائب وزير ثقافة جمهوية البيرو الدكتور لويس كاستينو وأمين محافظة الطائف المهندس محمد المخرج والدكتور فابيو جارمنتيري من الإرجنتين، بجانب الدكتور فواز كيالي من سوريا.
بدوره، استعرض نائب وزير ثقافة جمهورية البيرو تجربة الجمهورية التقنية في توثيق مواقع التراث العمراني، معرجاً على ما تمتلكه البيرو من أماكن ومواقع أثرية تعود لآلاف السنين، أبرزها طريق الإنكا الذي سجل في قائمة التراث العالمي لمنطقة الأمم المتحدة ” اليونسكو” في يونيو 2014م بفضل الجهود المشتركة من قبل البيرو وبوليفيا والإكواردور وتشيلي وكولومبيا والإرجنتين، لافتا إلي أن الدول الخمس بدأت في تصميم مشروع “فاباق نيان” بهدف المحافظة على قيمته الطبيعة.
وشدد على أن عمليات التوثيق كانت العامل الأول للمحافظة والإهتمام بالمواقع التراثية، بجانب الصور الفوتوغرافية .
من جهته، تناول الدكتور فابيو جارمنتيري تجربة إدارة التراث العمراني الإرجنتيني في القرن الـ 19 وال 20 وعلاقتها بالتعليم، وقال: “الحفاظ على التراث العمراني في أمريكا اللاتينية أتى متأخر بسبب الحروب التي مرت بها المنطقة، ولكن بعد ذلك تسارعت أعمال الحفاظ في الفترة مابعد 1900م وقد أدى ذلك إلى تبادل الآراء والخبرات التي جعلت الأرجنتين بمثابة البوتقة في هذا المجال”.
ونوه بأهمية التصاميم العمرانية التي كان من أسبابها حركة زيارات الوفود الخارجية، خاصة في مرحلة الإستعمار التي مرت بها البلاد، حيث أدت الى تشكيل تصاميم طبيعة ومختلفة، أدت بدورها الى طابع عمراني جديد.
وتابع: “أن التراث وطبيعة العمران بالارجنتين تأثر بالموديلات الأوربية، مما أثر ذلك في ثقافة البلد مابين القرن 19 و 20″، مؤكدا في الوقت نفسه أن الأوربيون سيطر في تراثهم العمراني المسار الغربي بسبب تأثرهم بالأحقاب السابقة، . وأن الحداثة اللاتينية أتت في الثلاثين عاما الأخيرة بحركة متسارعة.
وأردف قائلا: “أيضاً في الثمانينيات بدأت المدن بالحركة العمرانية الحديثة منطلقة من البعد الجغرافي والتاريخي والأثري للأرجنيتن، وفي التسعينيات بدأ هناك ربط بين المواقع التاريخية والتطور الإقتصادي وإعادة عمليات البناء والتطوير ليس في المنازل القديمة، بل قد عملت الدولة في وضع قانون أيضاً للحفاظ على المواقع الأثرية والتاريخية”.
أما أمين محافظة الطائف المهندس محمد المخرج فقد ركز على تجربة الأمانة في تطوير وسط مدينة الطائف “المنطقة التاريخية”، مستعرضا مراحل التطوير التي إنطلقت بها أمانة الطائف بعد توجيه رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان وجوب أعمال التطوير والمحافظة على المنطقة التاريخية وسط المحافظة، موضحا العديد من الأهداف التي إستوجبت المحافظة على تلك المنطقة التاريخية.
وذكر أن تجربة أمانة الطائف في إعادة التراث العمراني تُعتبر نموذجية بحكم أن الأهالي من مُلاك العقارات وأصحاب المحال التجارية تعاونوا وتجاوبوا وشاركوا في مشروع تطوير المنطقة التاريخية بوسط المحافظة.
ولفت إلى أن مراحل التطوير التي مرت بها المنطقة حسب أولوية المكان وأهميته، وكان من ضمن ذلك مشروع تطوير ساحة مسجد عبدالله بن عباس الذي يعتبر ذو مكانة وقيمة تراثية وتاريخية وعدد من الساحات الأخرى منها ساحة السوق وساحة التراث وساحة الذهب، مضيفا أن أمانة الطائف شرعت في تطوير واجهات المحلات ومعالجتها مع مراعاة وجود مواقف في المنطقة التاريخية.
ولم يخف وجود معوقات تواجه الأمانة في سرعة إنجاز المشروع، منها إزدحام وسط الطائف، وعدم السماح بالعمل في كل الاوقات، وعدم تجاوب بعض شركات الخدمات في إزالة المعوقات.
الجلسة الثانية
أكد مستشار منظمة اليونسكو دانيل بيني في الجلسة العلمية الثانية بعنوان “جدة التاريخية كمثال” على أن سلامة خطوات المملكة دفعت المنظمة لتسجيل منطقة جدة التاريخية ضمن المواقع العالمية، ممتدحا سلامة خطوات الترميم والحفاظ على هوية المنطقة، مؤكدا في الوقت ذاته أنه واثق بقدرات المملكة على مزيد من الاهتمام بمنطقة جدة وباقي المواقع.
وجاء ذلك في الجلسة العلمية الثانية التي أدارها المشرف العام على مركز التراث العمراني الوطني الدكتور مشاري النعيم.
و لفت مدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة مكة المكرمة محمد العمري على أن منطقة جدة التاريخية ستكون في مقدمة المستفيدين من إنشاء شركة الضيافة السعودية التراثية، وأن هناك عدد من الشركات ورجال الأعمال قد أبدوا تجاوبا كبيرا للمساهمة في الأعمال التطويرية المقبلة، موكدا أن هناك جهود كبيرة في هذا الشأن يقودها أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله ويشترك فيها رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان ومحافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد وأمين جدة هاني أبوراس والعديد من الشركاء.
وأضاف أن الاعتراف بجدة التاريخية ما هو إلا دافع للتطوير وليس الوقوف والاكتفاء بما تم.
المشاركون الآخرون كان لهم عرض تجارب في سبيل تطوير جدة التاريخية، وكيفية تفعيل دور القطاع الخاص في المشاركة في إعادة الناس لحياتهم القديم
02/12/2014
http://www.almowaten.net/?p=263411

 

قراءة 1049 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)