احتفت كوبا بمرور 58 عاما على إرسال أول بعثة طبية في تاريخها خارج حدودها إلى الجزائر، بعد خطاب لرئيسها فيدال كاسترو أنذاك دعا فيه الكوبيين إلى المساهمة في علاج الجزائريين لتعويض رحيل مهني الصحة الفرنسيين.

وأرسلت كوبا في 23 ماي 1963، فريقا طبيا مكونا من 54 عاملا في المجال الصحي إلى الجزائر على متن طائرة كوبية قديمة من شركة “كوبانا دي أفياسيون” أقلت 29 طبيباً عاماً و4 أطباء أسنان و14 ممرضاً و7 تقنيين صحيين.

وقبل إيفاد كوبا لأطبائها وصل رئيس الحكومة في ذلك الوقت أحمد بن بلة، إلى نيويورك للمشاركة في حفل انضمام الجزائر إلى الأمم المتحدة.

و في اليوم التالي استقل بن بلة الطائرة متوجهاً إلى الجزيرة الكاريبية، وكان في استقباله في مطار خوسيه مارتي الدولي في هافانا، القائد العام للثورة الكوبية، فيدل كاسترو.

بعد ساعات قليلة من زيارة بن بلة، ألقى الرئيس الكوبي خطاباً في افتتاح مدرسة بلايا خيرون للطب في هافانا، وطرح فكرة إرسال لواء طبي لمساعدة الجزائر، التي عانت بعد الاستقلال من رحيل جماعي للأطباء الفرنسيين، والذي أدى إلى نقص كبير في الكوادر الصحية في الجزائر.

ووجه كاسترو خطابه إلى الكوادر الصحية في بلاده قائلا “كان معظم الأطباء في الجزائر فرنسيين وقد غادر الكثير منهم البلاد، هناك الملايين من الجزائريين وقد تركهم الاستعمار مع الكثير من الأمراض، وأن عدد سكان الجزائر يزيد عن عدد سكان كوبا بـ 4 ملايين لكن لديهم فقط ثلث الأطباء لدينا – بل أقل…. لهذا السبب أخبرت الطلاب أننا بحاجة إلى 50 طبيبًا كمتطوعين للذهاب إلى الجزائر.

وكان لكلمات كاسترو صدى كبير وتلقت استجابة فورية من العديد من الأطباء الذين أبدوا استعدادهم للذهاب ومساعدة الجزائريين وهكذا بدأت أول رحلة تضامنية طبية كوبا لتقديم خدماتها خارج حدود الجزيرة.

24/05/2021
https://www.echoroukonline.com/