وحتى عام 1999 حين صرح الرئيس الأمريكي بيل كلينتون أن الولايات المتحدة أخطأت بدعمها للقوات المسلحة الغواتيمالية والتي ساهمت في القتل الوحشي للمدنيين.
ويدعى الجندي المدان جورج سوسا أورانتيس والذي سيواجه الحكم عليه بالسجن عشر سنوات وتجريده من جنسيته الأمريكية ومن ثم تسليمه لدولته.
العجيب ان هذا الجندي وغيره من الجنود المشتركين في المذبحة تدربوا على أيد امريكية وتسلحوا بأسلحة امريكية, بل تذكر الوثائق الأمريكية التي افرج عنها بأنه كانت هناك طائرة امريكية تراقب أجواء قرية ﻻسدوس وقت ارتكاب المذبحة, بل أن احد الجنود المشاركين في المذبحة اختارته المخابرات الأمريكية بعد شهر من ارتكاب المذبحة ليكون مدربا لأحد مدارسها العسكرية في بنما والتي يسميها العامة هناك مدارس الإغتياﻻت والإنقلابات, ومن ثم منحته الحكومة الامريكية ميدالية نظرا لتفانية في الخدمة.
وتحدث المدان سوسا في المحكمة الامريكية عن دوره في المذبحة من قتل واغتصاب وتوقف باكيا حين كان يتحدث عن حمله لطفل في الثالثة من عمره من أجل القائه في بئر وقال" ترددت في القائه بعد ان اخذ الطفل يصرخ بين يدي ولكن ضابطا قريبا مني قال أنها مهمة الرجال .. إرمه .. فرميته.."
وقال ايضا لقد أمرنا بقتل جميع الناس في المكان!
يذكر أنه في وقت سابق تحدث شاهد على المذبحة نجا بأعجوبة من هذه المجزرة بعد ان فقد كل اسرته حين نام مع القتلى وكان طفلا, قال لصحفي: "لقد نجح القتلة في كل شيء ..خطأهم الوحيد انهم تركوني حيا!".
في عام 1979 وعندما بدأت تنتشر أخبار الفظائع التي تجري في غواتيماﻻ, ثار العالم المتحضر وجماعات حقوق الأنسان غضبا على ما يجري, مما اضطر الرئيس الامريكي جيمي كارتر أن يعلن امام الشعب الامريكي قطع كل صلة مع العسكريين في غواتيماﻻ, ولكن ما كشف فيما بعد أنه كان يدعمهم سرا دون وضع الحكومة الأمريكية في الواجهة ,واستمر الرئيس ريغان على نفس سياسته والذي امر الكيان الصهيوني بتقديم السلاح للعسكريين في غواتيماﻻ وأمر أيضا اﻷمير فهد بن عبد العزيز ولي عهد المملكة العربية السعودية آنذاك وعدنان خاشقجي بالتمويل والسلاح أيضا.
ويبقى السؤال هل يأتي أيضا دور العملاء العرب ليلقوا نفس المصير .. ﻻ نستبعد.
الربيع العربي- محمد الوليدي
http://www.al-rabee3.com/news_details.php?news_id=2501