إسرائيل والبرازيل.. السلاح والزراعة والتكنولوجيا أهم مجالات التعاون

الأربعاء, 06 آذار/مارس 2019 13:40

02/03/2019
قالت الحكومة الإسرائيلية إن الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو سيزور إسرائيل قبل أيام من انتخابات التاسع من أبريل فيما يمثل دفعة محتملة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليميني مثله.

واستضاف بولسونارو، الذي تولى الرئاسة في يناير الماضى، نتنياهو وأبدى رغبته في نقل سفارة البرازيل إلى القدس، لكنه لم يحدد موعدا لذلك. ويثير احتمال نقل السفارة، كما فعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسفارة بلاده، قلق شركات التصدير البرازيلية التي تخشى خسارة أسواق عربية كبيرة للحوم الحلال.

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن بولسونارو سيزور إسرائيل بين يوم 31 مارس و4 أبريل، لكن العلاقات بين إسرائيل والبرازيل ليست وليدة اليوم، بل لديهما علاقات دبلوماسية متواصلة منذ إعلان تأسيس إسرائيل في 15 مايو 1948، كما تمتلك البلدان علاقات سياسية وتجارية، ولدى إسرائيل سفارة في برازيليا، وقنصلية في ساو باولو، كما تمتلك البرازيل سفارة في تل أبيب.

وتعود العلاقات بين البلين إلى عام 1949 عندما اعترفت البرازيل رسميا بإسرائيل، وفي عام 1951 أقاما ممثليات دبلوماسية في تل أبيب وفي العاصمة البرازيلية ريو دي جانيرو، وكان دافيد شالتئيل أول سفير إسرائيلي لدى البرازيل. وفي عام 1973 تم نقل السفارة الإسرائيلية إلى برازيليا.

علاقات متنوعة

تقدم اسرائيل للبرازيل منذ سنوات الستينيات مساعدات كثيرة في مجالات الري ومكافحة التصحر في المناطق الجافة شمالي شرق البلاد، وتعتبر المساعدات الإسرائيلية اليوم في هذا المجال ومجالات أخرى هي الأساس الاقتصادي الذي تعتمد عليه شركات التكنولوجيا الإسرائيلية العاملة في البرازيل.

وتشير تقارير إسرائيلية إلى أنه خلال فترة الديكتاتورية العسكرية في البرازيل، تراجع معدل التعاون الثنائي بين البلدين، لكن العلاقات الثقافية ظلت قوية، حيث واصل الفنانون البرازيليون رحلاتهم إلى إسرائيل، بل وأثروا بشكل كبير على الموسيقى هناك.

خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تزايدات الزيارات المتبادلة بين المسؤولين الإسرائيليين ونظرائهم البرازيليين، وكانت قمة هذه الزيارات عندما زار الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز البرازيل في نوفمبر من 2009، وزيارة الرئيس البرازيلي، لولا داسيلفا لإسرائيل في مارس 2010.

شهدت تلك الزيارة المتبادلة التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون المشترك في مجالات التعليم والزيارة والصحة والبحث العلمي والتكنولوجي، والانتاج السينمائي والصناعة والضرائب والقضاء. وفي عام 2007 كانت إسرائيل أول دولة من خارج أمريكا الجنوبية توقع على اتفاقية منطقة تجارة حرة مع كتلة المركوسور، التي تكشل البرازيل جزءا منها، وفي 2010 صادق البرلمان البرازيلي بالإجماع على اتفاق منطقة التجارة الحرة الذي دخل حيز التنفيذ على الفور وساهم في تعزيز التبادل التجاري الثنائي بين البلدين.

في بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أغلقت القنصليات الإسرائيلية في ريو دي جانيرو وسان باولو، لأسباب تتعلق بالميزانية الخاصة بوزارة الخارجية الإسرائيلية، وفي عام 2010 تم إعادة فتح القنصلية الإسرائيلية في سان باولو.

ويولي قسم التجارة الخارجية في وزارة الاقتصاد والصناعة الإسرائيلية اهتماما خاصا بالبرازيل، حيث تعمل هناك ملحقيتان تجاريتان، بهدف تعزيز الشراكة الاستراتيجية في مجال الاقتصاد.

وبلغ حجم التعاملات الاقتصادية بين إسرائيل والبرازيل في 2008 حوالي مليار و500 مليون دولار، فيما عملت في ذلك العام نحو 150 شركة إسرائيلية في البرازيل، بينهم 42 شركة في مجال التكنولوجيا الزراعية، و42 في مجال الاتصالات نحو 24 شركة في مجالات الأمن، و17 شركة في مجالات الأجهزة الطبية، فيما زار 30 ألف سائح برازيلي إسرائيل.

في عام 2009، بدأت شركة الطيران الإسرائيلية "العال" في تسيير رحلات جوية بشكل منتظم من تل أبيب إلى سان باولو، لكنها توقفت مرة أخرى عام 2011 بسبب حسابات اقتصادية خاصة بالشركة.

منذ نهاية عام 2015، بدأ توتر في العلاقات بين البلدين على خلفية رفض البرازيل تعيين السفير، داني دايان، سفيرا لإسرائيل في البرازيل، بسبب خلفيته الاستيطانية، لكن بعد أيام من اختيار جايير بولسونارو رئيسا للبرازيل، أعلن نيته نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس المحتلة.

في 28 ديسمبر 2018، زار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، البرازيل، في أول زيارة من نوعها بمناسبة أداء الرئيس المنتخب اليمين الدستورية، والتقى هناك الرئيس الجديد ووزراء الخارجية والدفاع والمالية. وقال مكتب نتنياهو إن الرئيس البرازيلي تلقى دعوة لزيارة إسرائيل وتم الاتفاق معه على تقوية التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والأمنية والري والزراعة والتكنولوجيا ومجالات أخرى.

من ناحية أخرى

وعلى الرغم من المزاعم الإسرائيلية بتوتر العلاقات بين الجانبين إبان فترة الحكم العسكري للبرازيل في الفترة من 1964 - 1986، إلا أن وثائق مسربة تكشف عن علاقات عسكرية وتعاون سري بين الجانبين، ففي وثيقة سرية وصفت السفارة الإسرائيلية في البرازيل الانقلاب الذي حدث عام 1964 بأنه تم تنفيذه بشكل رائع، وفي وثيقة صادرة عن وزارة الخارجية الإسرائيلية يعود تاريخها إلى 16 يونيو 1965، تتمنى إسرائيل أن يطول حكم النظام العسكري في البرازيل.

وفي وثيقة أخرى يعود تاريخها إلى عام 1967، عرضت إسرائيل تهجير العرب إلى البرازيل، فيما تكشف وثيقة أخرى عن توقيع اتفاق للتعاون في مجالات الطاقة النووية المدنية بين إسرائيل والبرازيل عام 1975، لكن هذا الاتفاق سبقه اتصالات أخرى كشفت عنها وثيقة أخرى يعود تاريخها إلى عام 1974، تطلب إسرائيل خلالها من الجانب البرازيلي إصدار تأشيرات سفر لعلماء النووي الإسرائيليين
https://www.elbalad.news/3723264

قراءة 658 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)