باسيل افتتح مؤتمر الطاقة الاغترابية في حضور رئيس البرازيل

الثلاثاء, 29 تشرين2/نوفمبر 2016 09:37

افتتح وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مؤتمر الطاقة الاغترابية الاول لقارة أميركا اللاتينية الذي تنظمه وزارة الخارجية والمغتربين، في حضور رئيس جمهورية البرازيل ميشال تامر، وزير السياحة ميشال فرعون، حاكم ولاية ساو باولو جيرالدو الكمين، رئيس مجلس النواب الفيديرالي رودريغو مايا، وزير الخارجية خوسيه سييرا، وعدد من الوزراء والنواب البرازيليين ومن دول أميركا اللاتينية المتحدرين من أصل لبناني وأكثر من الف شخصية لبنانية حققت النجاحات والانجازات.

بعد النشيدين اللبناني والبرازيلي، ألقى الوزير باسيل كلمة قال فيها: "احضر بينكم في المؤتمر الاقليمي الثاني للطاقات الاغترابية والأول في اميركا اللاتينية، وأحمل معي رسالتين من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون: رسالة أولى هي المودة والتقدير لرئيس هذه البلاد العظيمة، فخامة الرئيس، وجودكم في هذا المنصب الرفيع دليل إضافي على الطاقات التي يختزنها الانتشار اللبناني.

والرسالة الثانية هي تحية أب إلى أبنائه الملايين المنتشرين في أميركا اللاتينية.
لم أكن لأقول إني سأحصل على هذا الشرف المزدوج يوما، ولكن يمكنني الآن أن اترك هذا المنصب مرتاح الضمير وقد أصبح في إمكانكم بعد اليوم، حمل هذه المهمة عني: مهمة ربط المنتشرين ببعضهم وبالوطن.
فأنتم أحبائي اللبنانيين، حملتم الوطن حلما في فكركم، ونبض حب في قلبكم، ودمعة حنين في عيونكم، وحبة تراب في حقائبكم.
سافرتم، تقودكم إرادة صلبة كجبال صنين، وعزيمة راسخة كسنديان حرمون، وجبهة شامخة كأرز بشري، وعبرتم محيطات وقارات".

اضاف: "تعثرتم أحيانا ولكن ما فشلتم وقوتكم غيرت وجه لبنان وحافظت عليه كيانا بين الأمم، وحيثما وطئتم، أعزاء حللتم ووجدتم أهلا وأحبة. نثرتم بذور النجاح ممزوجة بطيب ينضح من عتيق الحضارات وأثمرتم كائنا لبنانيا فريدا بخلطته، فريدا باندماجه، وفريدا بتألقه.

قيل لكم إن الوطن نسيكم وأن الدولة أقفلت الملفات،
قيل لكم إن لا أمل في وطن مولد للأزمات.
قيل لكم إن الجغرافيا وأدت التاريخ ودفنت وطن الرسالة فأصبح فكرة تائهة بلا عنوان قيل لكم إنكم باغترابكم اضحيتم كالمهجرين واصبحتم ورقة طائرة بلا جذور،.
وأنا فقلت لكم أنكم أبناء جنس مميز، دما وجينا، وتنتمون إلى رابطة إنسانية فريدة هي "اللبنانية"، وأنكم فخرنا وأجمل ما حدث في حياة وطننا وأنكم قصص نجاح لا أتوقف عن سردها لأولادي ومشاركتها مع أجيال وطني.

وأقول لكم اليوم إن وطنكم لا يمكن الجغرافيا ان تحصره أوالظروف أن تحاصره، فتاريخه عابر للقارات، وحضارته رابطة للثقافات، وفكره ناشر للمعرفة واسمه مرادف للصمود; وطن حدوده العالم، ولا افق له سوى نجاحاتكم.

وطن قوي بثبات أبنائه في ترابه وهم حرروا أرضه من وصي ومحتل وحموا حدوده من طغيان وإرهاب، وناضلوا ربع قرن لفرض إرادتهم برئيس يمثلهم. افتخروا يا لبنانيين فأنتم أبناء شعب قهر إسرائيل التي لا تقهر، وكسر "داعش" التي خرقت كل دفاعات العالم، وغلب المستحيل بإيصال حلم الوطن إلى سدة الدولة".

وتابع: "نحن وإياكم فتحنا الملفات ولم يبق من حلم ممنوع علينا وأفق مسكر أمامنا، فكان لنا قانون استعادة الجنسية، لا منة من أحد، ولا مكرمة، بل حق مقدس مكرس معمد بتضحياتكم، قانون مستحق بفضل لبنانيتكم؛ فأرجوكم الحفاظ عليها، وإكمال ما بدأناه، إذ لا معنى لنضالنا للبقاء في لبنان إن لم تستعيدوا أنتم جنسيتكم وتعيدوا ارتباطكم بلبنان، لغة وهوية وزيارة. جئناكم إلى البرازيل، اليوم، نبحث عن لبنان في ما بينكم، ننبش لبنان وهويته في أوراق أجدادكم، نطلب إليكم أن تستعيدوا جنسيتكم اللبنانية، فيستعيد لبنان معكم أبناءه ويسترجع هويته ويحافظ على أرضه ويحمي شعبه المقيم بشعبه الأصيل. أنتم أصالة لبنان، أرجوكم أن تكونوا جنود الجنسية فتستعيدونها وتبحثون عن كل مستحق لها. لا حياة للبنان من دونكم، لا بقاء للبنان من دون جذوركم، لا هوية للبنان من دون جنسيتكم".

وقال: "أنا ابن عائلة انتشرت في نيوزيلندا وأوستراليا والولايات المتحدة والمكسيك والإكوادور وكولومبيا والبرازيل، لي خال له أولاد وأحفاد في البرازيل، وأقرباء آخرون وجدنا بعضهم، واستعادوا جنسيتهم من تلقاء ذاتهم، ولم نجد البعض الآخر. أطلب منكم مساعدتنا في البحث عن كل فرد من أصل لبناني، ليأتي إلى سفارتنا أو قنصليتنا أو قنصلنا الفخري أو الموقع الإلكتروني لوزارتنا ويسجل نفسه لاستعادة جنسيته".

وأضاف: "احملوا معنا الرسالة وتحملوا معنا مشاريع وزارة الخارجية والمغتربين، ليس بالمال بل بالجهد، فيكون لنا اتحادات غرف التجارة و جمعيات الصناعيين و اتحاد الأطباء اللبنانيين في العالم.
ويكون لنا حي للمغتربين، وفيه البيت اللبناني - البرازيلي الذي بدأناه، ومتحف للمغتربين،وتعالوا ندخل معا في تطبيق Lebanon connect لجمع المعلومات ووصل اللبنانيين ببعضهم من مختلف الإختصاصات والدول كافة.
وتعالوا "نشتري لبناني" و"نستثمر لنبقى".

وتابع: "أنتم صمام أمان الاقتصاد اللبناني عبر تحويلاتكم ومعظمها استهلاك عائلي وعطاء من دون مقابل، فحقكم علينا أن نبادلكم العطاء وأن نؤسس للصندوق الاغترابي ليعود بالنفع عليكم وعلى الوطن في ظل الفرص الاقتصادية الكبيرة في لبنان، من ثروات طبيعية مكتشفة وكنوز بشرية رائدة، وهكذا يكون اقتصادنا مصونا لبنانيا ويكون محميا بالاستثمار لا بالاستدانة".

وأضاف: "لقد انتخبنا رئيسا صنعناه في لبنان، وأعدنا إرساء مبدأ الشراكة الميثاقية الحقيقية، ونجهد لاستكمالها بإرادة اللبنانيين، فيكون لنا قانون انتخاب جديد يرسي الاستقرار الفعلي ويقود إلى انتخابات نعمل لأن تبدأوا تدريجا بالمشاركة فيها، الكترونيا وباختيار نواب للانتشار".

وتوجه الى المغتربين: "تبقى لبنانيتكم هي الأهم، فهي تلك الموروثات والمكتسبات التي لا يحدها زمان أو مكان أو طائفة أو مذهب أو عرق أو معتقد.
لبنانيتكم هي العلامة المطبوعة فيكم والفارقة، وهي وراء كل عمل عظيم لشعب عظيم في بلد عظيم، بصماتها جلية، وسجلها متقدم في نجاحات العالم، يضاف إليه اليوم سطر مؤتمرنا يدون على صفحات أميركا اللاتينية.
لبنانيتكم ليست قليلة عدديا، وهي أكثرية نخبوية، والأهم أنها قدر وهي خيار، ولا خيار لنا غيرها.
لا خيار لنا سوى "لبنان"، فلو خيروني بين الأرض والسماء، لاخترت والله لبنان،
ولو خيروني بين الإسلام والمسيحية، لاخترت، قسما، اللبنانية،
ولو خيروني بين الشرق والغرب، لاخترت فعلا متوسطية لبنان،
ولو خيروني بين الجمال والنجاح، لاخترت حقا إبداع اللبنانيين،
ولو خيروني بين الموت والحياة، لما اخترت الحياة من دون لبنان.
لبنان، يا من اخترت له حرقة قلب وعصرة فكر وعطاء حياة. بكى الأولاد اشتياقا لوالد والأم حسرة على ولد، والمناضل يبكي دما ولا يكتفي لبنان.
أيها الفينيقيون، أيها البحارة، أيها اللبنانيون، يا أبناء اللبنانية،
أنتم لم تعبروا طرقات أو مسارات مرسومة، أنتم صنعتموها ورسمتموها في سعيكم نحو العلى فجبلتم مع التعب والصمود والنجاح وكنتم أبناء الإنسانية حقا. أبناء رحيل كنتم وعنوانكم ظل لبنان.
يا أبناء اللبنانية، لبنانيون أنتم أولا ولاتينيون ثانيا، وعظمة لبنانيتكم أن جذورها تمتد من أرض لبنان إلى أعماق أميركا اللاتينية، وفرادة لبنانيتكم أنها لا تتناقض مع لاتينيتكم بل تكملها، فتكونوا لاتينيين لبنانيين، لا فرق، ما دمتم تحملون لبنان في قلبكم ودمكم وتبشروا برسالته نجاحا. عودوا إلى لبنان دون أن تتركوا أرض اللاتين، تعودون زيارة أو تعودون لغة أو تعودون جنسية أو تعودون استثمارا. المهم أن تعودوا ويعود إلى لبنان أصله وفصله ويعود لكم نصفكم وأصلكم".
وقال: "أود أن أشكر من حضر وشارك، وبالأخص فخامة الرئيس، ومن استضاف وبالأخص حاكم ولاية ساو باولو، ومن نظم، وبالأخص السفير والقنصل، وكل من أعطى من وقته وماله لإنجاز اللقاء في تاريخه، فيكون لقاؤنا للتاريخ، ونكرره سنويا حفاظا على تاريخنا.
إن مؤتمرنا الإقليمي المقبل هو في شباط في جنوب إفريقيا، أما مؤتمرنا المركزي السنوي الرابع (LDE) فهو كالعادة في الرابع والخامس والسادس من شهر أيار 2017 في بيروت، ونحن ننتظركم مع رئيسنا، راعي المؤتمر وأب جميع اللبنانيين. رئيسنا هو "بي الكل" وأنتم "أبناء لبنان" فإلى اللقاء على أرض لبنان".
مداخلات
ثم كانت كلمات لكل من الرئيس تامر، رئيس البرلمان ، وزير الخارجية سييرا وحاكم ولاية ساو باولو أشادت ب"دور الجالية اللبنانية والوجود اللبناني الفاعل والمؤثر في الحياة والمجتمع البرازيلي على كل الاصعدة من السياسة الى التجارة والطب والثقافة والفن والصناعة". وركزت الكلمات على "أهمية العلاقة بين لبنان والبرازيل".
وكانت كلمة لرئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمة افرام دعا فيها كل مغترب الى "استرجاع جنسيته اللبنانية"، مشيرا الى "اننا نشهد اليوم في لبنان تغييرات، فالخطوات التي تقوم بها وزارة الخارجية والوزير باسيل والتي تبناها الرئيس ميشال عون، إنما هي لاستنهاض الاغتراب اللبناني ورفعه الى اعلى المستويات"، وقال: "نحن نعدكم انكم ستفتخرون بلبنان كما نحن نفخر بكم."
لقاء الجالية
ومساء، شارك وزير الخارجية والوفد المرافق في مأدبة عشاء اقامها على شرفه رئيس مكتب المؤسسة المارونية للانتشار في ساو باولو ميلاد خوري، وشارك فيها الوزير فرعون وعدد كبير من أبناء الجالية.
باسيل
وألقى الوزير باسيل كلمة اعتبر فيها ان موضوع استعادة الجنسية اللبنانية "في حاجة الى جهد وطني شامل، وعلينا ان نفكر كيف سندخل الى منزل كل لبناني مغترب ونخبره انه اصبح لديه إمكان استعادة جنسيته. لقد بدأنا اليوم إنما فرحتنا الحقيقية تتحقق حين نرى اننا استطعنا ان نسجل عشرات الآلاف من اللبنانيين. ان التحدي الذي ينتظرنا هو ان نقول لكل مغترب ان استعادتنا لجنسيتنا امر يشكل مدعاة فخر لنا". وقال:" حين اقر قانون استعادة الجنسية طرح سؤال كبير في داخل المجلس النيابي، والكثير من النواب الذين ساروا به قالوا؛ فلنرى الى اين سيصلون بهذا القانون؟، هنا تقع المسؤولية على عاتقنا جميعا، ماذا سنستطيع ان نفعل بهذا القانون؟ وما هي قدرتنا من اجل الوصول الى المغتربين؟ هذه مسؤوليتنا جميعا، وعلينا ان ننخرط في هذا الجهد والا سنفشل، وحينها سنكون لا نعرف كيف نضطلع بمسؤولياتنا الوطنية كما يجب".
ولفت الى انه "اذا لم نستطع الوصول في البرازيل الى نتيجة فذلك يعني اننا لن نصل الى أي نتيجة في العالم".
وتابع: " اذا اردنا ان نخرج من " خرافة" تقول ان عددنا في العالم هو 14 مليون شخص، وتحويل هذا الامر الى حقيقة يكون ذلك من خلال حمل هؤلاء للجنسية اللبنانية والافتخار بها".
وقال: "أعطينا مهلة 10 سنوات لتطبيق قانون استعادة الجنسية، بقي منها 9 سنين، لم نستطع القيام بالكثير خلال هذه السنة، لقد بدأنا اليوم ونأمل ان نلتقي سنويا لتقويم عملنا وما حققناه، نحن كوزارة الخارجية ووزارة الداخلية ووزارة السياحة والكنيسة والجامع والمؤسسة المارونية للانتشار، نأمل ان نلتقي سنويا ونكمل تصميمنا كي نصل في النهاية الى هدفنا الا وهو الحفاظ على لبنان وهويته. جنسيتنا هويتنا وهي هوية لبنان".
فرعون
بدوره لفت الوزير فرعون الى أن زيارته البرازيل ومشاركته في مؤتمر "الطاقة الاغترابية" بدعوة من وزارة الخارجية والمغتربين، هدفه إطلاق مشروع "أنا" في أميركا اللاتينية والتسويق له، بهدف تحويل لبنان الى مقصد لجميع المتحدرين من أصل لبناني، وعددهم بالملايين، ليقوموا بزيارة حج أقله لمرة واحدة في حياتهم، كمثل حج المسيحيين الى مراكز عبادتهم في الفاتيكان أو لورد أو غيرهما، أو حج المسلمين الى مكة المكرمة والمزارات الدينية الأخرى، ضمن برامج سياحية منظمة وبأسعار مخفضة".
وقال:" انها محطة على باب عهد جديد وفيه أمل جديد، ان مشروع الاغتراب مشروع أساسي للحكومة، ونأمل ان تتألف بسرعة نظرا الى المشاكل الكثيرة التي نواجهها".
وكانت كلمات ترحيب لكل من اسعد فرنجيه الذي طالب الوزير باسيل بأن "يكون هناك نواب في البرلمان اللبناني يمثلون الانتشار اللبناني"، وميلاد خوري الذي عرض لاعمال المؤسسة المارونية في ساو باولو، ولافرام الذي دعا "كل مغترب الى التسجيل واستعادة جنسيته".
وفي الختام تسلم الوزير باسيل درعا تكريمية من المؤسسة.
المصدر
http://nna-leb.gov.lb/ar/show-news/256838/

قراءة 1194 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)