قيود كورونا تهدم الهدنة السياسية قصيرة الأمد في الأرجنتين

الأربعاء, 15 تموز/يوليو 2020 08:52

 عادت الخصومات السياسية المتأصلة في الأرجنتين للظهور في خضم أشهر من عمليات الإغلاق بسبب وباء فيروس كورونا، بحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.

 

وحتى وقت قريب، كانت عملية الإغلاق المطولة للحد من تفشي كورونا في الأرجنتين تتسم بدرجة كبيرة من التناغم، حيث تكاتفت الفصائل السياسية المتشاحنة بشكل دائم في البلاد لاحتواء انتشار الوباء.


ولكن بعد مرور نحو 4 أشهر من عمليات الإغلاق المتعاقبة، بدأت الانقسامات تظهر في تلك الهدنة غير المستقرة وسط تزايد المطالب بتخفيف تدابير الحجر الصحي.

 

ومع خروج الحالات الجديدة عن نطاق السيطرة، عادت إلى الواجهة الخصومات السياسية القديمة بين أتباع ومنتقدي الرئيس الراحل خوان بيرون وزوجته إيفيتا.

 

فمن ناحية، تكافح الإدارة البيرونية للرئيس ألبرتو فرنانديز من أجل الإبقاء على تدابير الإغلاق الخاصة بمواجهة كورونا بعدما تجاوز عدد الحالات في الأرجنتين عتبة 100 ألف حالة يوم الأحد.

 

ومن ناحية أخرى، كانت المعارضة المتمردة على نحو متزايد، والحركة الشعبية الجريئة تمارس الضغوط من أجل إنهاء قواعد الحجر الصحي.

 

من جهته، عبَّر الرئيس الأرجنتيني عن قلقه من تزايد حدة الانتقاد لعملية الإغلاق في البلاد. وقال في خطاب الأسبوع الماضي، بمناسبة عطلة الاستقلال الوطني: «لا يمكن لمجتمع تحقيق مصيره بين الإهانات والانقسام، حيث الكراهية هي القاسم المشترك».

 

وبينما كان فرنانديز يتحدث، كان الآلاف من الأرجنتينيين يخرجون إلى الشوارع في احتجاج عمَّ البلاد، أدى إلى خلط السخط المحتدم بسبب طول فترة الإغلاق مع الغضب ضد إدارته البيرونية.

 

وتتأجج المشاعر المناهضة لعمليات الإغلاق من قِبَل سلفه ماوريسيو ماكري السياسي المناصر للأعمال والذي خسر محاولته لإعادة انتخابه رئيساً العام الماضي.

 

وقال ماكري في مقطع فيديو نشره على تويتر: «لقد رأينا حكومة حاولت خلال هذا الوباء تقويض حرية التعبير والعدالة واستقلال أجهزة الحكومة والممتلكات الخاصة. لقد أثار ذلك رد فعل بنَّاء وقوياً من جانب المجتمع، الذي احتشد من أجل التعبير عن نفسه ضد هذه الإجراءات».

 

ويعكس هذا الانقسام السياسي التفاوت الحاد بين معدلات الإصابة بفيروس كورونا في منطقة العاصمة بوينس آيرس - التي لا تزال في حالة إغلاق صارمة مع وجود 95% من الحالات النشطة في البلاد - وباقي أنحاء الأرجنتين، حيث سمح احتواء الفيروس بتخفيف القيود.

 

وقال مساعد وزير الصحة للاستراتيجيات الصحية أليخاندرو كوستا: «إن الأرجنتين لها واقعان. الأول هو معظم أرجاء البلاد - حيث أصبح انتقال العدوى تحت السيطرة - والثاني منطقة العاصمة بوينس آيرس».

 

وتخطط بوينس آيرس لإعادة فتح تدريجي اعتباراً من يوم الجمعة، رغم تسجيل المدينة أعلى معدل للإصابة بفيروس كورونا في الأرجنتين بأكثر من 38 ألف حالة.

المصدر

https://www.alroeya.com/

 

قراءة 917 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)
موسومة تحت

البنود ذات الصلة (بواسطة علامة)