قال تقرير لموقع "ذا هيل" الأمريكي إنبدأت في فقدان مكانتها في أمريكا اللاتينية، حيث بدأت بعض الدول الرئيسة في المنطقة إعادة تقييم علاقاتها مع بكين لصالح تعزيز تعاونها مع الولايات المتحدة.
وهذا الأسبوع، أعلنت المكسيك عن نيتها مراجعة سياستها التعريفية تجاه الصين، ما يعني إغلاق الباب الخلفي للوصول إلى الأسواق الأمريكية. وفي الوقت نفسه، شهدت المنطقة صفقة ضخمة، حيث سيطرت مجموعة استثمارية أمريكية على موانئ رئيسة بالقرب من قناة بنما.
وفي تصريح لافت، قالت الرئيسة المكسيكية، كلوديا شينباوم، إن بلادها تسعى إلى الحد من وارداتها من آسيا، مشيرة إلى أن المكسيك ستمنح الأولوية للدول التي ترتبط معها باتفاقيات تجارية، معتبرة أن المكسيك لا تملك أي معاهدات تجارية مع الصين.
هذا التحول في السياسة يعد خطوة كبيرة في وقت كان فيه التعاون التجاري بين المكسيك والصين في أوجه.
ففي عام 2023، أنفقت المكسيك 4.6 مليار دولار على شراء سيارات مصنعة في الصين، وهو مبلغ تجاوز بكثير الـ4.4 مليار دولار التي خصصتها لشراء سيارات أمريكية.
لكن الوضع تغير الآن، فالمكسيك لا تراجع سياستها التجارية فحسب، بل تسعى أيضًا لتعزيز التعاون الأمني مع الولايات المتحدة. وفي تحول مهم آخر، بعد 40 عامًا من المحاولات الفاشلة، نجحت إدارة ترامب في تقديم تاجر المخدرات المكسيكي سيئ السمعة، كارو كوينتيرو، إلى العدالة بفضل التعاون الأمني المتجدد مع المكسيك، وفق التقرير.
وإلى الجنوب، كانت شركة "سي كيه هاتشينسون" الصينية، التي تتخذ من هونغ كونغ مقرًا لها، قد سيطرت على موانئ بالبوا وسان كريستوبال في بنما. لكن هذا الوضع تغيّر الآن، فقد قامت شركة "بلاك روك" الأمريكية بتوحيد جهودها في عملية شراء ضخمة، مما أسفر عن استحواذها على 90% من شركة موانئ بنما، التي تدير المرافق الحيوية في كل من طرفي قناة بنما، في المحيط الهادئ والأطلسي.
كما استحوذت "بلاك روك" على 80% من ملكية 43 ميناء تديرها هاتشينسون في 23 دولة. وتعتبر هذه الموانئ ذات أهمية استراتيجية في مجالي التجارة والأمن، والآن أصبحت تحت سيطرة شركة أمريكية.
وفي تطور لافت آخر، أنهت بنما مشاركتها في مبادرة الحزام والطريق الصينية، لتكون بذلك أول دولة تتخذ هذه الخطوة، على الرغم من أنه من المتوقع أن تتبعها دول أخرى في المستقبل القريب.
وقد تكون هذه التطورات بداية لمرحلة جديدة من التحولات في السياسة الخارجية لأمريكا اللاتينية، حيث بدأ الاتجاه يميل بشكل متزايد نحو التقارب مع الولايات المتحدة بدلاً من الصين. فقد كانت الصين لعقودٍ تسعى إلى توسيع نفوذها في المنطقة من خلال بناء مشاريع ضخمة، والاستحواذ على المعادن الاستراتيجية، وبناء محطات للأقمار الصناعية، غير أن هذه الاستراتيجية بدأت في مواجهة تحديات جديدة، خاصة في ضوء التغيرات التي تشهدها السياسة في بعض دول المنطقة.
هذا التحول في العلاقات السياسية يشير إلى أن الولايات المتحدة قد بدأت في استعادة نفوذها المفقود في المنطقة، وهو ما يتجلى في صفقة شراء موانئ بنما الأخيرة. فاستثمارات الولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية، سواء عبر تعزيز التعاون الأمني أو عبر التفاعلات الاقتصادية، تقدم فرصًا حيوية لتجديد العلاقات مع دول المنطقة.
09/03/2025
https://www.eremnews.com/news/world/vt9gvpn