طباعة هذه الصفحة

ألمانيا تزاحم الاقتصادات الكبرى في أمريكا اللاتينية .. والأعين على «الذهب الأبيض»

الخميس, 02 شباط/فبراير 2023 09:31

تعتزم ألمانيا -كما الاتحاد الأوروبي- مزاحمة الصين التي تنشط على نطاق واسع في إفريقيا وأمريكا اللاتينية، وتنافس الولايات المتحدة، ولا سيما أن المنطقة غنية بالمواد الأولية والمعادن النادرة والليثيوم الذي يوصف بـ"الذهب الأبيض" والمهم لقطاع الطاقة المتجددة.



ومع انطلاق رحلة المستشار الألماني أولاف شولتس إلى أمريكا الجنوبية أمس، دعت أوساط اقتصادية ألمانية إلى إعطاء الأولوية لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية مع القارة.



واستهل شولتس جولته بزيارة العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس أمس، تليها تشيلي اليوم، ثم زيارة تستغرق يومين للبرازيل، حيث يلتقي الرئيس اليساري الجديد لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.



وقال بيتر أدريان، رئيس اتحاد غرف الصناعة والتجارة الألمانية، في تصريحات أمس، "إن دول أمريكا الجنوبية تطلع بدور مهم في استخراج مستدام للمواد الخام والطاقة".



وأضاف أن "تلك الدول ستساعد أيضا على تنويع سلاسل التوريد وأسواق المبيعات في ألمانيا"، وفقا لـ"الألمانية".



تنشط الشركات الألمانية في البرازيل، على سبيل المثال، منذ عقود، ويوجد أكثر من ألف شركة ألمانية في أمريكا الجنوبية، بما في ذلك شركات كبرى مثل "مرسيدس-بنز" و"فولكسفاجن" و"تيسنكروب" و"باسف" و"باير" و"مان".



وقال أدريان "إن البقاء في المنافسة يتطلب إبرام اتفاقيات تعاون، حيث يجب التصديق على الاتفاقية بين الاتحاد الأوروبي وميركوسور، التي تم التفاوض عليها بالكامل بالفعل، وكذلك الاتفاقات مع المكسيك وتشيلي".



وأوضح أدريان أن اتفاقية التجارة بين أوروبا ومجموعة ميركوسور -البرازيل والأرجنتين وباراجواي وأوروجواي- من شأنها أن تؤسس أكبر منطقة تجارة حرة في العالم يقطنها نحو 780 مليون شخص، مؤكدا أنه تم الاتفاق عليها من حيث المبدأ في 2019، لكن عملية التصديق توقفت وسط مخاوف بيئية، تحديدا فيما يتعلق بتدمير غابات الأمازون المطيرة في البرازيل.



وتقول الحكومة الألمانية "إنها ترى أن جولة شولتس في أمريكا اللاتينية وسيلة لتحريك عملية التصديق".



وقال زيجفريد روسفورم، رئيس اتحاد الصناعات "تتيح اتفاقية التجارة الحرة للأوساط التجارية مزيدا من الفرص المتنوعة في الأسواق العالمية لتقليل التبعيات لطرف واحد".



وقرر شولتس توسيع العلاقات الدولية لألمانيا في إطار سياسة "نقطة التحول" التي تنتهجها برلين على خلفية الحرب الروسية في أوكرانيا، من أجل تجنب أي تبعية جديدة لدول بمفردها مثل روسيا ووارداتها من الغاز في الماضي. لذلك زار المستشار آسيا ثلاث مرات وقام برحلة طويلة إلى إفريقيا. تجدر الإشارة إلى أن مدينة ساو باولو البرازيلية هي أكبر موقع أعمال ألماني خارج ألمانيا.



ولفت مصدر في الحكومة الألمانية إلى أن الدول الثلاث تعد من "الشركاء المهمين جدا" للاقتصاد الألماني الأول في أوروبا، ولا سيما أنها غنية بالمواد الأولية والمعادن النادرة والليثيوم، الذي يوصف بـ"الذهب الأبيض" والمهم في مجال التحول البيئي، إذ يستخدم في أنظمة الطاقة الشمسية.



وتأتي الزيارة في حين تبحث الشركات الألمانية عن فرص جديدة في الخارج بعد تعرضها لصدمة على الصعيد الاقتصادي جراء الحرب، وبينما يرتفع منسوب القلق بسبب الاعتماد الكبير تجاريا على الصين.



وقال روبرتو جولارت مينيزيس من مركز العلاقات الدولية في جامعة برازيليا "إن ألمانيا إحدى أبرز دول الاتحاد الأوروبي المستثمرة في البرازيل". وطورت تشيلي، شريكة دول "ميركوسور"، اتفاقها في مجال التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي أخيرا، وينبغي أن تخفض معظم الرسوم الجمركية.



وتنشط الصين على نطاق واسع في إفريقيا كما في أمريكا اللاتينية، حيث تنافس الولايات المتحدة والأوروبيين. وتعتزم ألمانيا كما الاتحاد الأوروبي مزاحمتها. وقال المصدر الحكومي الألماني عينه "يجب أن نكون أفضل منهم ببساطة".



وأكد أن ألمانيا "ترددت" سابقا في المشاركة في استخراج الليثيوم، إذ إنه "أمر حساس" اجتماعيا وبيئيا، "لم نعد قادرين على عيش هذه الرفاهية إذا أردنا حقا الاتكال على أنفسنا والتمتع بمصادر إمداد خاصة بنا".



وأدرجت قضية البيئة على جدول أعمال شولتس. فبعد فوز لولا في الانتخابات في 30 أكتوبر، أعلنت ألمانيا -ثاني أكبر ممول لحماية غابات الأمازون بعد النرويج- أنها مستعدة لاستئناف مساعداتها المالية الضخمة، المعلقة منذ 2019.



وتنتظر برلين من زيارة شولتس للدول الثلاث في أمريكا اللاتينية ضمان دعمها في مواجهة روسيا، وتعد أنه "من المهم جدا شرح موقفها والتغلب على الدعاية الروسية".

 29 يناير 2023

https://www.aleqt.com/2023/01/28/article_2480801.html

قراءة 197 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)