أكدت سعادة السيدة كلاوديا رويس ماسيو ساليناس وزيرة خارجية المكسيك، أهمية الزيارة التاريخية التي قام بها فخامة الرئيس انريكي بينيا نيتو لدولة قطر، وجولته بعدة دول خليجية، شهدت توقيع أكثر من 50 اتفاقية، وأن هذه الجولة تفتح آفاقاً، لإقامة حوار أكثر استدامة، مع بلدان ذات أهمية خاصة في منطقة الشرق الأوسط.
ونوهت في حوار مع "الشرق" إلى حرص القيادتين في قطر والمكسيك على متابعة نتائج الزيارة، لافتة إلى توجيهات سمو الأمير وفخامة الرئيس، بتشكيل فريق لمتابعة الاتفاقيات التي جرى التوقيع عليها خلال الزيارة، حيث جرى التوقيع على اتفاقيات لتعزيز التعاون في المجالات الثقافية، والفنية، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الطاقة، واتفاقية تعاون في مجال التعليم، واتفاقية للتعاون في مجال الرياضة، واتفاقية للتعاون والتبادل الإخباري، بين وكالة الأنباء القطرية ووكالة الأنباء المكسيكية، ومذكرة تفاهم بين اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وبرومكسيكو، وخطاب نوايا بين مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ووزارة الخارجية المكسيكية.
وأكدت أهمية الدور الإقليمي الذي تقوم به دولة قطر، والنهضة الاقتصادية التي تشهدها الدوحة، معربة عن أملها في تعزيز علاقات البلدين والاستثمارات المتبادلة، ولوضع المكسيك على خريطة الاستثمارات القطرية. ونوهت وزيرة الخارجية المكسيكية بما لمسه الجانب المكسيكي من حرص قطري، على تعزيز علاقات التعاون بين البلدين، مشيرة إلى زيارة سمو الأمير إلى المكسيك في نوفمبر الماضي، فلأول مرة يقوم حاكم قطر بزيارة المكسيك، وحققت زيارة سموه نتائج مهمة، حيث جرى التشاور والتنسيق بين القيادتين حول العلاقات الثنائية، والعلاقات العربية ـ اللاتينية، والقضايا السياسية محور الاهتمام المشترك، خصوصاً في ضوء الدور الإقليمي الذي تقوم به دولة قطر، كما شهدت الزيارة التوقيع على عدة اتفاقيات لتعزيز التعاون، وجرى في زيارة الرئيس للدوحة استكمال وضع الأسس لإطلاق شراكة اقتصادية واعدة بين البلدين.
وقالت: إن واحداً من الأسباب التي لها أهمية شخصية عند الرئيس انريكي بينيا نيتو في تعزيز العلاقات مع قطر، هو الآلية والنمو الذي تتمتع به قطر، وما تشكله من دور إقليمي ورؤية قطر في ما يتعلق بآفاق الاستثمار. وأكدت الوزيرة ساليناس أهمية تعزيز العلاقات العربية ـ المكسيكية، وأنها كانت هدفاً لهذه الجولة التاريخية، التي قام بها الرئيس في عدد من دول الخليج، وأن علاقات الجانبين تاريخية بكل معنى الكلمة، حيث جرى اكتشاف المكسيك من قبل إسبانيا ما بعد الحكم الإسلامي، وعندما توجهوا إلى هناك نقلوا جزءاً من الثقافة الإسلامية إلى هذه البلاد. كما نوهت إلى دعم المكسيك للقضايا العربية، وفي مقدمتها قضية فلسطين.
وفيما يلي نص الحوار:
كيف تنظرون إلى مسيرة العلاقات القطرية ـ المكسيكية في ضوء زيارة فخامة الرئيس؛ أنريكي بينا نييتو للدوحة؟ خاصة وأنها تأتي بعد زيارة سمو الأمير إلى المكسيك، ما يعكس رغبة القيادتين في التقارب؟
ـ بالفعل، فزيارة سمو الأمير إلى المكسيك في نوفمبر، كانت مهمة للغاية، فلأول مرة يقوم حاكم قطر بزيارة المكسيك، وحققت زيارة سموه نتائج مهمة، حيث جرى التشاور، والتنسيق بين القيادتين حول العلاقات الثنائية، والعلاقات العربية ـ اللاتينية، والقضايا السياسية محور الاهتمام المشترك، خصوصاً في نشوء الدور الإقليمي الذي تقوم به دولة قطر، كما شهدت الزيارة التوقيع على مذكرات للتفاهم بين البلدين؛ في عدة مجدالات من شأنها أن تعزز تعاون البلدين في المجال المصرفي، وفي الاستثمار والتكنولوجيا، والتعاون الاقتصادي، والشباب والرياضة، والنقل الجوي، وهناك اتفاقية تعزز التعاون الفني بين حكومة دولة قطر، وحكومة الولايات المتحدة المكسيكية، التي تهدف إلى التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية، والفنية، والصناعة، والتعدين، والطاقة، والزراعة، والاتصالات، والمواصلات، والتشييد، والعمل، والسياحة، والثقافة، والتعليم، والعلوم والتكنولوجيا، وغيرها.
واليوم، فإن زيارة الرئيس بينيا إلى قطر تعطي أهمية من قبل الزعيمين، وتسلط الضوء لأهمية تقريب العلاقات، وبناء فرص نمو مشتركة. ونحن حريصون على تعزيز التعاون مع قطر، وهناك ميزات فريدة تتميز بها دولة قطر على المستوى العالمي، مما يدفع المكسيك إلى التمسك بتعزيز العلاقات بين البلدين، حيث تطمح المكسيك لأن تكون شريكاً يمكن الاعتماد عليه بالنسبة لدولة قطر.
فرص واعدة
ما الذي ركزت عليه القمة القطرية ـ المكسيكية، وما أبرز القضايا التي تهتم بها المكسيك في علاقاتها مع قطر؟
ـ إن أحد الأسباب التي لها أهمية شخصية عند الرئيس، في تقارب العلاقات مع قطر، هو الآلية والنمو الذي تتمتع به قطر، وما تشكله من دور إقليمي، ورؤية قطر في ما يتعلق بآفاق الاستثمار، وفي التقارب والتعاون، وفي زيادة التجارة، ويوجد مناطق محددة، حيث إنه في لقاء الرئيس والأمير، تحدثا حول فرص قطاع الطاقة، وقطاع البنية التحتية، والتعاون في مجالات التعليم، والشباب، وأملوا علينا أن نتابع بشكل دقيق، حتى يكون لدينا نتائج في وقت قصير، ومن أجل هذا سيشكل فريق خاص لمتابعة، وتنظيم الاتفاقيات، التي وقعت في هذه الزيارة.. وهي اتفاقيات مهمة للغاية، وتؤسس لشراكة مستقبلية واعدة بين البلدين، فقد تم التوقيع على اتفاقية تعاون في المجالات: الثقافية والفنية، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الطاقة، واتفاقية تعاون في مجال التعليم، واتفاقية للتعاون في مجال الرياضة، واتفاقية للتعاون والتبادل الإخباري، بين وكالة الأنباء القطرية ووكالة الأنباء المكسيكية، ومذكرة تفاهم بين اللجنة العليا للمشاريع والإرث وبرومكسيكو وخطاب نوايا بين مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ووزارة الخارجية المكسيكية، فضلاً عن اتفاقيات تعاون بين بنك بانكو ميكست، وكل من بنك قطر الوطني، والبنك التجاري، وبنك الدوحة.
ما الفرص الاستثمارية التي كشفت عنها اللقاءات رفيعة المستوى بين الجانبين، وما المشروعات الاقتصادية التي يمكن أن تشكل نواة ارتكاز، لشراكة طويلة الأمد بين قطر والمكسيك؟
نحن من خلال هذا الفريق الذي سيشكل لمتابعة الاتفاقيات التي وقعت ستعمل حكومتا البلدين مع رجال الأعمال، وواحدة من الأوجه المميزة للزيارة مرافقة الرئيس وفد من رجال الاعمال المميزين من المكسيك، وقد حدد العديد من الفرص بشكل خاص مثل قطاع الطاقة والبنى التحتية والقطاع السياحي والتجارة لبعض المواد مثل الاغذية الزراعية والفولاذ ومجموعة أخرى من المواد.
مناخ مشجع للاستثمار
ماذا عن مناخ الاستثمار في المكسيك وآفاقه أمام رؤوس الأموال القطرية والمشاريع القطرية في المكسيك؟
أعتقد أننا في مرحلة تقارب وتربطنا أكثر من 40 عاما من العلاقات الدبلوماسية، واليوم من خلال التحولات التي عززها الرئيس المكسيكي ودفع بها الى الامام من أجل الانفتاح وتعزيز قطاع الأعمال القوي ومن أجل ديناميكية النمو وقرار تشجيع استثمارات الدول الخليجية التي زرناها، ومنها قطر، في المكسيك وتوجد فرصة كبيرة لتطوير العلاقات المتنامية وتقريب وجهات النظر بين البلدين والمزيد من التعارف المتبادل وأيضا من أجل المزيد من الرخاء في جميع البلدان.
والمكسيك تعتبر وجهة مفضلة للاستثمار، حيث تعد جسرا بين أمريكا اللاتينية وأمريكا الشمالية، والبلاد تنعم بالاستقرار الاقتصادي فضلا عن النظام المالي القوي والنمو الاقتصادي المتقدم، وحقيقة فان هذه الزيارت التي قام بها الرئيس المكسيكي لدولة قطر ولمنطقة الخليج شكلت فرصة لكي يعرّف بالمكسيك بشكل افضل والتعريف بفرص الاستثمار التي تقدمها من اجل خلق مناخ استثماري وتجاري وتبادل وجهات النظر والتعاون، وعلاوة على ذلك قدومه مع وفد من رجال الاعمال الذي بدوره تواصل مع رجال الاعمال في البلدان التي زارها، وقيامهم بشكل مشترك بتحديد مجالات استثمارية والتبادل التجاري وبالذات هذه الطريقة التي تدعو الى نمو وتزايد هذه العلاقات، وهذه الزيارة هي لتسليط الضوء على المكسيك وللتعريف بما نقدمه ولفتح قنوات التواصل بين رجال الاعمال.
لقد تم فتح العديد من القطاعات في المكسيك امام المستثمرين الاجانب ومنها قطاع المواصلات اللاسلكية وقطاع الطاقة، والآن نعمل على مجال الطاقة النظيفة وهو قطاع يمكنه أن يستقبل الاستثمارات الخارجية وخصوصا القطرية.
إرادة التعاون
بين الدوحة ومكسيكوسيتي وبين الخليج العربي والمكسيك عموما آلاف الكيلومترات كيف يمكن اختصار المسافات وإحداث تقارب بين الجانبين في ضوء نتائج الجولة الرئاسية بمنطقة الخليج؟
كانت جولة الرئيس في المنطقة وزيارته للدوحة تاريخية ولاول مرة رئيس مكسيكي يزور قطر والامارات وثاني زيارة يقوم بها للسعودية والكويت البلدين منذ 40 سنة وقد كانت زيارة تاريخية تسعى الى تقريب روابط الاستثمار والتعاون والتجارة، وأيضا من أجل أن تعرف دول الخليج التحول الذي يحصل في المكسيك وهذا التحول يحصل بدفع من قبل الرئيس المكسسيكي وفرص الاستثمار المتعددة وكل المميزات التي تجعلها بوابة لامريكا الشمالية وامريكا اللاتينية والكاريبي تقدم لهذه الدول التي هي في طور النمو وعندهم رؤية في النمو والتطور وقدرة ظاهرة على الاستثمار.
وفي القرن 21 المسافة أقل اهمية من التكنولوجيا وارادة التعاون وهذه الزيارة كان لها هدف مقابل لزيارة أمير قطر في نوفمبر الى المكسيك وهي متابعة لهذه الزيارة من خلال الاطار التشريعي لعلاقاتنا وتعزيزها وتوليد تقارب وتفاهم وايجاد فرص عديدة للاستثمار والتبادل والتجاري والتعاون في مجالات متعددة وواحد من القضايا التي لها اهمية بارزة للامير والرئيس المكسيكي هي السعي والبحث لمزيد من الاتصال والتقارب في المجال الجوي بين البلدين من أجل توطيد وتقريب العلاقات وتقليل المسافات بين البلدين. فالمسافة الجغرافية التي تفصل بين قطر والمكسيك لن تكون عائقا امام تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
50 اتفاقية
كيف تنظرون إلى علاقة المكسيك بالعالم العربي وأهمية التعاون العربي مع دول أمريكا اللاتينية؟
في البداية المكسيك والعالم العربي بشكل عام يوجد بينهما تشابه كثير والجدير بالذكر انه يوجد تأثير كبير في القيم والفن لهذه المنطقة في المكسيك لاننا نحن جرى اكتشاف بلادنا من قبل إسبانيا، واسبانيا بدورها كانت تحت السيطرة خلال قرون كثيرة وتحت الحكم الاسلامي وفي هذا الاتجاه فان المستكشفين الاسبان جلبوا الى المكسيك العديد من هذه الثقافة ويلاحظ ان هذا واضح في الطعام واللغة وفي الفن وفي الفنون اليدوية، ولكن هذه الزيارة التي وقعت فيها العديد من الاتفاقيات مع العديد من الدول التي زرناها حيث وقعنا اكثر من 50 اتفاقية تعاون مشتركة في العديد من المجالات ومنها في التربية والتعليم والثقافة والسياحة والاستثمار والطاقة والصحة والرياضة وهذه الاتفاقيات هي أداة من أجل توطيد الروابط لمزيد من التقارب المشترك.
ومن أجل إيجاد فرص مشتركة وهذا بدوره سيسمح لنا في تعزيز العلاقات مع جميع الدول التي زرناها.
دعم لفلسطين
للمكسيك مواقف من الصراع العربي الاسرائيلي ودعم القضية الفلسطينية فما هي ثوابت السياسة الخارجية إزاء فلسطين؟
المكسيك تمتلك رؤية لمساندة إقامة دولتين من خلال حدود آمنة وذات مصداقية وعلاوة على ذلك المكسيك لها عادة في مساندة الشعب الفلسطيني داخل إطار الأمم المتحدة ونحن صوتنا لصالح ضم فلسطين كمراقب، ومؤخرا نحن صوتنا لقرار من أجل رفع علم فلسطين في منظمة الامم المتحدة وفي هذا الاتجاه نحن لدينا الرغبة والاعتقاد في اقامة دولتين لكي يسود السلام والمحبة.
ويوجد لدينا علاقات تقارب وصداقة مع فلسطين واسرائيل وفي اطار الامم المتحدة تكلمنا في سبيل اقامة دولتين بحدود آمنة وذات مصداقية.
تقارب أمريكي مكسيكي
دائما ما ينظر الى المكسيك ودول أمريكا اللاتينية على انها الحديقة الخلفية للولايات المتحدة فما الذي تأملونه في علاقاتكم مع واشنطن؟
لدينا علاقات مستمرة مع الولايات المتحدة الامريكية في عدة مجالات وعلاقة وثيقة جدا ونحن أكبر شريك تجاري لها ونتبادل ونتاجر بشكل يومي في كل دقيقة بمليون دولار. ولدينا سكان متبادلون بين الطرفين ومندمجون داخل المجتمعين المكسيكي والامريكي وعلى الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي لدينا علاقات مميزة وهي علاقة ايجابية بين حكومة البلدين وان المكسيكيين المقيمين في أمريكا مندمجون جدا في المجتمع الامريكي.
ونشاهد بعضنا البعض كشركاء مهمين في هذا الجزء من القارة الأمريكية وتربطنا رؤية مشتركة في النمو المتبادل والمساعدة المتبادلة وهناك اعتراف وإشادة بجهود الجالية المكسيكية في الولايات المتحدة الأمريكية في تطوير البلد والمساهمة في نموه.
http://www.al-sharq.com/news/details/399026#.VqXqoZrJyM8