المغرب جسر للتعاون بين العالم العربي وأمريكا اللاتينية

الإثنين, 22 تشرين1/أكتوير 2018 16:41

18/10/2018
شهد معهد الدراسات الإسبانية البرتغالية، بشراكة مع مجلس العلاقات العربية مع أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي (كارلاك) على امتداد ثلاثة أيام، انعقاد المؤتمر الدولي حول الشراكة بين العالم العربي وأمريكا اللاتينية والكاريبي: دينامية متجددة..المغرب جسر للتعاون مع أمريكا اللاتينية وبوابة نحو إفريقيا"، بمشاركة مجموعة من الخبراء السياسيين والسفراء والأساتذة الباحثين من بلدان الشرق الأوسط و العالم العربي وأمريكا اللاتينية.


وقد أبرز اللقاء الميكانيزمات التي من المفروض أن تجعل من المغرب حلقة وصل بين العالم العربي وإفريقيا من جهة، وبلدان أمريكا اللاتينية والكاريبي من جهة ثانية.


وأكد المشاركون في المؤتمر أن المغرب يتميز على باقي جيرانه في شمال إفريقيا والعالم العربي بكونه يقع على ضفة البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي وبإمكان بلدان أمريكا اللاتينية أن تعتمد على هذا الموقع من أجل الوصول إلى القارة الإفريقية، وبالتالي خلق تبادلات تجارية مع بلدان المنطقة. وفي هذا الصدد عبر العديد من المسؤولين اللاتينيين عن اهتمامهم بفكرة خلق منطقة تجارية حرة بمدينة طنجة، من شأنها أن تكون مركزا للتبادل التجري بين بلدان أمريكا اللاتينية مع دول الشرق الأوسط وإفريقيا جنوب الصحراء.


وقد أشار الخبراء الاقتصاديون المغاربة المشاركون في المؤتمر أن حجم المبادلات التجارية بين الدول اللاتينية ككل والمغرب لا ترقى لمستوى الإهتمام الذي توليه الدبلوماسية المغربية لهذه المنطقة من القارة الأمريكية. إذ أنه باستثناء البرازيل والأرجنتين، اللذان يقسم معهما المغرب مبادلات تجارية بمستوى لابأس به، تبقى نسبة المبادلات مع باقي دول المنطقة متراوحة بين الضعيفة والمنعدمة.


كما أوضح المتدخلون في نفس السياق أن المغرب يقتصر في علاقاته على دول السوق المشتركة الجنوبية المعروف بتجمع الميركوسور، والذي يضم البرازيل والأرجنتين والأوروغواي والباراغواي، حيث تصل نسبة المبادلات مع هذا التكثل التجاري اللاتينية 79 في المئة من مجموع المبادلات التجارية المغربية مع أمريكا اللاتينية. مبرزين أهمية البرازيل الذي يعتبر أول زبون للمغرب في المنطقة، حيث يعتبر الوجهة التاسعة للصادرات المغربية سنة 2016، كما أن نسبة المبادلات التجارية بين البلدين في اطراد مستمر خلال سنة 2017.


وفي هذا الخصوص دعا الخبراء والباحثون الاقتصاديون المغاربة إلى تكثيف المفاوضات بين المغرب ودول تجمع الميركوسور بخصوص التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة بين الطرفين، مبرزين النتائج الإيجابية التي ستتمخض عن الاتفاقية والأثر الإيجابي لها على اقتصاد الطرفين. الميركوسور الذي يضم 250 ملیون نسمة مع ناتج محلي إجمالي یبلغ تریلیون دولار أمریكي، أو نحو 76 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في القارة.


كما أبرز المشاركون العوائق اللوجستية التي تؤثر سلبا على المبادلات التجارية بين بلدان أمريكا اللاتينية ودول الشرق الأوسط والقارة الإفريقية، حيث أن انعدام المواصلات الجوية والبحرية لا تشجع على ربط علاقات تجارية بين المنطقتين. حيث أن الخط الوحيد الموجود يربط بين الدار البيضاء وساو باولو البرازيلية. في حين أن أي مبادلات تجارية عن طريق المواصلات البحرية تمر بالضرورة عبر الموانئ الأوربية.


من جهة أخرى لم يفت المشاركين في المؤتمر الدولي المذكور التطرق لقمة الدول العربية ودول أمريكا اللاتينية (أسبا)، معتبرين أن المشاكل السياسية التي تمخضت عن الأزمة السياسية التي تمر منها فنزويلا، وهي نفس الأسباب التي كانت وراء إلغاء القمة الخامسة التي كان من المقر التي يتم عقدها بالعاصمة الفنزويلية كاراكاس. ودعا المسئولون إلى تجاوز العوائق السياسية من أجل إعادة إحياء قمة الأسبا، حتى يتسنى لهذه الأخيرة أن تحقق الأهداف المتوخاة منها، وخلق التجانس والتعاون الاقتصادي بين الدول العربية ودول أمريكا اللاتينية.

 

 

 

طالب جامعي باحث في العلاقات بين المغرب وأمريكا اللاتينية
جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء

قراءة 724 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)