العرب في كوبا

الأحد, 19 كانون2/يناير 2014 23:29

من أسبانيا إلى كوبا: التاثير غير  المباشر للثقافه العربيه
نحن الكوبيون معتادين على التعرف على الأثر العربي عندما نرفع بصرنا إلى بعض المباني المعينه في مدننا الرئيسيه أو عندما نتلفظ بكلمة من أصل عربي مثل"المخده" أو الصيغه المعتاده "إنشاءالله". بالرغم من ذلك، لم تنبع أية من تلك التأثيرات من حركة التهجير بين القرن التاسع عشر والعشرين التي جلبت إلى الجزيره آلاف الأشخاص من أصول طبيعيه من الأراضي التي تسمى الآن لبنان، فلسطين، سوريا، مصر والأردن. أما أول فتره لوجود الثقافه العربيه في أغلبية الأرخبيل فقد بدأت بوصول الأسبان أنفسهم عام 1492 وتوسعت على مدار القرون تاركةً طابع واضح في فن المعمار واللغه، ومجالات أخري. لقد نقل المستعمر الأسباني إلى كوبا وإلى أراضي أخرى بأمريكا مجموعه من العوامل التي، نتيجة لثماني قرون من السيطره العربيه الأسلاميه في أسبانيا، وصلت متوحدة بالكامل مع التراث الثقافي للبلاد بواسطة الملوك الكاثوليكيين؛ تلك المظاهر تتضمن الوجود الإنساني: بسبب دخول المسلمين إلى الجزيره الذي تم التعليق عليه بكثره، لكن بدون وثائق كافيه،.
الهجره السريه والإجباريه : المسلمين، العرب والبربر في كوبا خلال القرن السادس عشر والسابع عشر.
ويتوجب علينا نحن المؤرخون أن نضمن التأكيدات عبر مصادر أو وثائق موثوق بها. والعديدون تكهنوا بما دار حول الهجره الشامله للآلآف من المسلمين إلى أمريكا، وهى القضيه التي مازالت لم تبرهن عليها بعد،  ومن المؤكد أن هذا الوجود الأنساني، سواء كان متعدد أم لا، كان فعلاً حقيقياً وليست أرقاماً محدده فقط هى ما تؤكده، بل قوانين لمملكات متعدده أسبانيه عبر القرن السادس عشر التي حذرت من الضرر المتوقع الذي افترضته أسبانيا من دخول سكان من أصل إسلامي إلى مستعمره حديثه بأراضي أمريكيه. هذا الشعب كان من أصول متعدده: بربر من شمال أفريقيا نقلوا بوصفهم عبيداً ومسلمين بنفس الحال أو كخدم للساده الكبار أو للموظفيين من المستويات العاليه اللذين وصلوا إلى المستعمرات الأسبانيه من نصف الكره الأرضيه الغربي.
وبالفعل مع بدايات القرن السادس عشر، أفاد مرسوم ملكي من كارلوس الأول Carlos I من أسبانيا وكارلوس الخامس Carlos V من ألمانيا بمنع دخول العبيد البربر والأشخاص الأحرار المتنصريين حديثاً (المسلمين قديماً) إلى الأراضي المستعمره في أمريكا؛ حيث أكدت على أنهم عبروا بشكل غير قانوني، وحذروا من خطر يحوم في تلك الأراضي وهو ما سماه المرسوم"ملة محمد"، في إشاره إلى الديانه الإسلاميه التي دعا إليها أو التي كانت تدعوا إليها الجماعات المذكوره. وصدر مرسوم أخر أكثر تشدداً-هذه المره بتاريخ  1531 ووجه إلى المكاتب بمبنى التعاقدات بقشتاله Sevilla - ، حيث ذكر ان العبيد البربر البيض لا يمكن أن يعبروا إلى الأندياس الغربيه (يقصد أمريكا) دون تصريح منا، يقصد من المملكه الأسبانيه.
وتأثراً بالوجود المؤقت البربري، أو البربر، في كوبا، أكد الحكيم الكوبي فيرناندو أورتيس Fernando Ortiz في وثيقه ترجع لعام 1568 على وجود عبد يدعى أنتون Anton  ومصنف "كبربري" . وأكد الأنتروبولوجي (علم دراسة طبيعة الانسان) الشهير أنه على الرغم من أن دخول هؤلاء العبيد كان ممنوعاً خوفاً من المعتقدات الإسلاميه التي "من الممكن أن يحملوها معهم" إلا أنه من المؤكد أنهم دخلوا.
من المحتمل أن ذلك الدخول السري والإجباري للإشخاص حاملي الديانه الأسلاميه كان نشطاً خلال القرن السادس عشر، وهو ما تضمنته وثيقه مؤرخه 1596 ومنقوله بواسطه سيسار جارسيا ديل بينو Cesar Garcia del Pino، حيث ربط بين مجموعه من 44 عبداً "مسلماً" أتوا-مع مساجين ومجبرين أسبانيين- على متن السفينه الشراعيه سان أجوستينSan Agustin.  ومن أصول المدن يمكن استنتاج ان هؤلاء الأشخاص كانوا سكان أصليون للأراضي التي تسمى اليوم بالمغرب، الجزائر، مصر وتركيا، وأخريات. والبيانات المتاحه بالقائمه تنبع من مرحله كانت خلالها التقسيمات الإداريه لبعض البلدان العربيه بشمال أفريقيا لا تتوافق مع الحدود الحاليه.
التأثير العربي من خلال فن المعمار الأسباني في كوبا
وهناك إرث مرئي للتأثير العربي بالجزيره وهو المباني المشيده أساساً في القرن السابع عشر، حيث طغت الأشكال والتقنيات لما يسمى بفن المدجن كإنعكاس أو نتيجه لطغيان الفن المعماري الشديد على العصر. هذا الأسلوب المعماري كان ينتهجه المسلمون في ممالك المسيحيين بأسبانيا التي أفتتحوها بالفعل، ويتضمن توظيف متوحد للعديد من العناصر المميزه للفن الإسلامي، أحياناً، بأشكال مسيحيه. وفي حالة كوبا، كان تطبيق هذا الأسلوب ليس محاولة مخططه لأخذ الإنشاءات الخاصه بالمسلمين كنموذج، بل تأثير التقنيات المدجنه في فن المعمار الشعبي الذي تشكل داخله الإنشائيون والفنانيون التشكيليون الأسبان المهاجرين إلى الجزيره في القرن السابع عشر، وكان بينهم عدد من الأندليسيون، ومن المحتمل، بعض المسلمين اللذين أخترقوا المحاذير بالهجره إلى القاره الأمريكيه.
أيضاً، تعبر الإتصالات بين كوبا والأندلس عن تأثير المسلمين في الأجواء الكوبيه، حيث كانت تلك المنطقه الأسبانيه تشكل مناخاً جيداً للفن إسلامي الأصل.
وبالرغم من ذلك، عانت تلك المنشأت ذات الطابع الإسلامي في كوبا من مجموعه من التعديلات التي دفعت Weissويس إلى اختيار مصطلح "شبه المدجن" لتعريف الأسلوب الإنشائي للقرن السابع عشر بالبلاد.
ومن بين العناصر المدجنه لبيوت المهاجرين برزت ساحه البيت، التي لديها سابقه أسبانيه-اسلاميه وهو الوسيله الرئيسيه لإضاءة وتدوير المنزل. ومن بين بيوت القرن السابع عشر ذات الطابع المدجن في إنشائه يجب أن نذكر مباني: تاكون 12Tacon  (المقر الحالي لمتحف الأثار) وأفسيوس 12 Oficios، حيث يوجد مطعم  يقدم وجبات عربيه يدعى "المدينه".
الكلمات التي ظهرت في المنطقه العربيه: وجود كلمات عربيه في اللغه الأسبانيه.
في اللغه الأسبانيه المنطوقه في أمريكا، وخاصة في كوبا، توجد مجموعه من الكلمات ذات الأصل العربي بكميه لا يستهان بها، العديد منها مستخدم في اللغه الأسبانيه منذ العصور الوسطى، وتم دراسة أصولها الجذعيه بواسطة العديد من المتخصصين. Aceite  بالعربيه زيت، تم استخدامها مكتوبه منذ 1251؛ Almohada نبعت من العربي الأسباني كلمة Mohadda ، والتي بدورها جاءت من العربي التقليدي مخده، والتي يرجع أصلها إلى خدّ، بينما كلمة Azulejo ، كلمه تعنى التعرف على الماده التي تغلف بها الحوائط، تنبع من زوليج، التي يرجعها الكوروميناس إلى أصل عربي وكلمة Fanjul تؤكد أنها ترجع للكلمه الأسبانوعربيه Zulayy. وهذه العربيه تذكر اسم أداه مهمّه يستخدمها الصيادون:la tarraya ، وبعد المقارنه وجد أنها ترجع للكلمه العربيه طرحه (شبكه).
أسباب هجرة العرب إلى كوبا وتشكيل المجتمع

إن ظواهر الهجره، بعيداً عن الأسباب الشخصيه التي قد تنطوي عليها، كانت نتيجه لخلل بين الموارد الأنسانيه الأنتاجيه ومستوى الربح في المجتمعات الطارده. هذا الخلل يكمله وجود قطب جاذب يوفر ظروف مغريه للقطاعات الأجتماعيه المتأثره بالدول الطارده: مرتبات أفضل، بنيه تحتيه تقنيه فعاله، مباني بظروف مريحه مقبوله، أمكانيات أعلى للتحرك الأجتماعي ومزايا أخري، وهو ما يبرز رغبات الهجره داخل الأشخاص.  وبدءاً من القرن التاسع عشر، وبفضل تلك المسببات الأولى، أصبحت عمليات الهجره أكثر تكراراً وذات تيارات ثابته.

انطلاقاً من هذا المفهوم يجب أن يوضح مصطلح الهجره من-الهجره إلى الذي منذ القرن التاسع عشر وبقوه أكبر في القرن العشرين، أثر على لبنان، فلسطين، سوريا ودول أخرى تعاملت كدول طارده وكوبا كمجتمع مستقبل للعرب، اللذين تم حصرهم من بين العديد من الأجانب من كل القارات، وحولوا دولتنا، في فترات معينه، إلى أراضي عالمية الطبع بشكل جلي. كما يجب أن يأخذ في الاعتبار مجموعه من العوامل التي أثرت على دولة المنشأ لهؤلاء الأشخاص مما شكل فيما بعد المجتمع العربي في كوبا CAC.  

أسباب الهجره من الشرق الأوسط (القرون التاسع عشر والعشرين)

إن أسباب هجرة العرب من لبنان، فلسطين، سوريا ودول أخرى منذ النصف الثاني للقرن التاسع عشر متعدده، وعلى الرغم من سيطرة المسببات الاقتصاديه عليها، إلا أن عناصر أخرى أثرت على عملية الهجره إلى القاره الأمريكيه.

منذ 1840، دخلت الأسواق الأنجليزيه ومن دول أخرى رأسماليه بشكل حر إلى الأسواق المصريه والسوريه، مما أدى إلى تدهور في المراكز الصناعيه القديمه وتسبب في انهيار صناعة المشغولات اليدويه والأعمال المنزليه بالمنطقه، مما أصاب إمكانياتها في الزياده بالشلل. وأكثر من تضرر بهذه الأزمه، كانوا أصحاب المشغولات اليدويه والعمال الزراعيين، اللذين كانوا أبطال حركة الترحال الأولي ناحيه الضواحي الإقليميه (الشيعه، بالقرب من بيروت، على سبيل المثال) والكثيرين من المارونيين أساساً واللأرثوزوكس-اليونانيين توجهوا ناحية مناطق أخرى بالعالم، من بينها القاره الأمريكيه الطموحه. أيضاً يمكن الشعور بوجود عوامل ضغط ديموغرافيه بمدن جبال لبنان ومحافظات أخرى عربيه محتله.

بالإضافه إلى تلك الأسباب الاقتصاديه، يجب الإشاره إلى الصراع المركزي الدائر في الأراضي العثمانيه بجبال لبنان، الذي واجه حتى 1860 المجتمع المسيحي-الماروني مع حليفه الدرزي ، في صراعات مميزه في البدايه لمحتواها الطبقي القوي ويشوبها مسحه تدخل أوروبي في الشئون الاقتصاديه والسياسيه للإمبراطوريه التركيه. إن النزاع بين الشعوب التي تسببت في وفاة 22.000 شخصاً ينتمون إلى المجتمعات المسيحيه في لبنان ودمشق، و1500 ضحيه درزيه، تزايدت خطورتها مع الاستهلاك الاقتصادي للطبقات الاجتماعيه المختلفه بالمنطقه التي لا تمتلك موقف مميز. وشجعت المجازر على ظهور شعور بعدم الأمان بين الأشخاص المتأثرين اللذين فقدوا عائلات أو أصبحوا عرضه للنهب والإغتيال. هذا العنصر، دون شك، شجع قرار الهجره.

وعوامل أخرى غير اقتصادية عملت أيضاً كمسبب لهجرة السكان العرب: ظلم الأمبراطوريه التركيه، أولاً بزعامة السلطان عبد الحميد الثاني (1876-1909)، عندما اجتازت العديد من الجنسيات غير التركيه فتره سوداء، وبعدها حكومة الثلاثه التي كانت تسمي الشبان الأتراك، اللذين أسسوا مملكة دستوريه وسياسه خلال فتره حكمهم، انحازت إلى حد ما لجانب المجتمعات المسيحيه بالأراضي.

وأوضح الماروني المبجل بطرس داو Butros Dau أن أحد وجهات الهجره المفضله للسوريين واللبنانيين كان وادي النيل، نظراً لأن مرحلة الأزمه في الشرق الأوسط تزامنت مع خطة التحديث الإداري التي طبقها في مصر الخديوي إسماعيل، الذي وظف في نظامه البيروقراطي الخريجين العرب من الكليات المسيحيه-الفرنسيه والقسيسيه –الأمريكيه من بيروت. هكذا بدأ العسكريه في الإداره المدنيه والحربيه المصريه الأطباء، الصيادله وموظفي لبنان وسوريا. لكن موجات الهجره الكبري أتسعت عملياً إلى بلدان كل القارات (الولايات المتحده الأمريكيه وباقي أمريكا، أستراليا، نيوزيلاندا، السنغال وبلدان أخرى) وتوحدت مع هؤلاء اللذين يرغبون في "تحقيق ثروه" والهرب من الظروف الخطيره التي أجبرتهم على خوض الطريق الصعب للهجره.

وتولى اللبنانيون افتتاح المرحله الأمريكيه في مغامرة الهجره العربيه خلال القرن التاسع عشر. في هذا الصدد، كانت الولايات المتحده الأمريكيه، المعروفه باسم أمريكا، هى أكثر الدول ارتياداً. وكان وصول طالب اللهوت أنتونيو فريحه البيشيهلاني Antonio Freiha El-Bechehlani عام 1854 إلى بوسطن بداية الهجره اللبنانيه نحو قارتنا. في 1859، بدأت الهجره اللبنانيه في البرازيل بدخول المهاجر يوسف موسي.

إن حركة المهاجرين العرب تجاه دول بالقاره الأمريكيه تزايدت بوصول الفلسطنيين، السوريين والمصريين، وذلك لذكر الجنسيات الأكثر أهمية من حيث العدد. بالإضافه إلى الولايات المتحده الأمريكيه والبرازيل، كانت وجهات العرب إلى المكسيك، الأرجنتين، تشيلي، كوبا وأمريكا الوسطى؛ ويبرز وجود اللبنانيين في كوستا ريكا والفلسطنيين في هندوراس، السلفادور، نيكاراجوا، جواتيمالا وبيلسي.

وتوجد دول لمن أمريكا اللاتينيه بالمنطقه الشماليه الغربيه لأمريكا الجنوبيه مثل فنزويلا، كولومبيا والإكوادور، تمثل للمهاجرين العرب "الخيار الثاني".

ويرجع هذا التصنيف إلى أن تلك البلاد لم تحظى في البدايه باهتمام العرب مثلما حدث مع الأراضي الأمريكيه، جزر الكاريبي والجانب الأوسط من أمريكا الجنوبيه.

إن المستعمرات الإنجيلزيه القديمه، الفرنسيه أو الهولنديه بالكاريبي كانت أيضاً مضيافه للهجره العربيه تجاه أمريكا خلال القرنيين الأخريين من الألفيه الثانيه. ولذكر مثال وحيد، في كوراثاو Curazao بدأت الهجره الشرقيه في 1914 وحفزتها افتتاح حقل بترول فنزويلي.

خلال الحرب العالميه الأولى (1914-1918)، بدأ الشعب اللبناني بالشعور بفتره الجوع، وهو ما يشكل سبب جديد للهجره. إن دخول تركيا في الصراع مع القوى المركزيه (ألمانيا والنمسا-المجر) انتهى بالحكم الذاتي في جبال لبنان، وهو ما جعلها تُحتل عسكرياً بالعثمانيين، وما تبعه من مراحل القمع والجوع.

في البدايه لم تؤثر العمليات العسكريه بشكل مباشر على الأراضي اللبنانيه، لنقص بعض المنتجات المستورده من أوروبا واستحالة أن يرسل المهاجرين حوالات إلى عائلاتهم بلبنان، لكن في 1915، ظهرت المجاعه الكبري بسبب وباء أثر على كل المزروعات.وكان تطور النزاع الكبير سبباً في زيادة حدة الأزمه والجوع وتسبب في وفاة 100 ألف لبناني تقريباً بنسبة متوفي لكل 6 أشخاص، مما أدى إلى أن العديد من القري أصبحت بدون سكان فعلياً. قال أمين معلوف، عندما أشار إلى تلك الفتره وعلاقتها بالهجره الكثيفه للبنانيين:

.... اليوم، اسمع أحياناً القول بأن المجاعه الكبري لعام الخمسين كانت سبب الهجره، وهو غير صحيح، بالطبع، حيث أن هذه الحركه كانت موجوده منذ العديد من العقود... لكنها تزايدت وانتهزت فرصة الرعب من المجاعه لتعطى سبباً لهؤلاء اللذين كانوا قد ذهبوا لهناك بالفعل، لإخراس الشعور بالذنب أو وخز الضمير.

تذكرت نظيره نمر، التي وصلت لكوبا عام 1920،  عهد حرب راشين Rachiin، شعبها الأصلي، عندما "قايضت منزلاً بقنطار دقيق". هذه المقايضه، عكست الجهود التي بذلها الشعب اللبناني ليتمكن من العيش وسط المجاعه، وهو ما يعضد رأينا في أن الوضع في لبنان بعد الصراع العالمي الأول شدد من الهجره على موجات كبيره، مما غذا بعدد وفير،في حالة كوبا، تشكيل المجتمع العربي في كوبا CAC. بالرغم من ذلك، عانت عملية الهجره التي تسببت فيها الحرب العالميه الأولى من مشكلة النزاع الإنجليزي، التي صعبت نقل المهاجرين واعطاء التصاريح للخروج من اراضيهم الأصليه.

وبعد مرحلة ما بعد الحرب ظلت انجلترا تدير فلسطين، الضفه الشرقيه والعراق، بينما امتدت الوصايه الفرنسيه حتى لبنان وسوريا. وبعد هذه العلامات الحدوديه، تواصلت الهجره اللبنانيه-الفلسطينيه-السوريه والمصريه إلى القاره الأمريكيه.
  
    
  سفارة كوبا في مصر 28-02-2009
  
    
  الهجره في كوبا منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر وحتى العقود الأولى من القرن العشرين

الموجات الأولى من العرب إلى كوبا (الثلث الأخير من القرن التاسع عشر)

عاصرت كوبا، الدوله المتلقيه حيث انتشر المجتمع العربي، العديد من الأنظمه السياسيه المختلفه (الاستعمار الأسباني، حكومة الاحتلال العسكري الأمريكي والجمهوري الخاضع أو الاستعماري الجديد). وكان نظام الاستعمار الأسباني يفضل الهجره الموجهه لتعمير الجزيره بأشخاص بيض، طالما ينحدروا من أماكن مناسبه ويمارسون الديانه المسيحيه. خلال عقود السبعينيات والثمانيات من القرن التاسع عشر تم تحفيز حركة الهجره من أسبانيا القاريه وجزر الكناريا. وأشتغل المهاجرين من شبه الجزيره في التجاره الحضريه أما الكناريون فعملوا بالقطاعات الريفيه. بالرغم من ذلك، خلال تلك الفترة زادت الهجره الأصليه من القاره الأسيويه بما فيهم الشرق الآوسط.

ولم تصل موجات العرب المتواليه خلال 1870 و1898 إلى مستوى أعداد الثلاثة عقود الأولى من القرن العشرين. وكان قيام عدد لا يستهان به من عرب منطقه الشرق الأوسط الذي وصل إلى كوبا أواخر القرن التاسع عشر بالتوجه بسرعه نحو وجهات أخري (خاصة الولايات المتحده الأمريكيه، المكسيك وبعض الدول الأوروبيه) ما يدفع للتفكير في أن الجزيره لم تكن بالنسبة لهم الوجهه المفضله للهجره كما كانت من قبل. بالرغم من ذلك، كان يوجد خلال تلك العقود في كوبا مجموعه من السكان العرب من لبنان، فلسطين وسوريا المستقرين بشكل ثابت.

طبقاً لما أكده إوريدسي تشارون Euridice Charon ، تم تسجيل حوالى ثمانمائة عربي في سجلات دخول المسافرين بميناء الهافانا بين عامي 1869 و1900.

وترجع أقدم الحالات تسجيلاً لمهاجر عربي من الشرق الأوسط في الهافانا إلى عام 1870؛ وهو العثماني خوسيه يابور Jose yabor  . في 1877 دخل البلد بينيتو ألياس Benito Elias ، من أصل دير الأحمر بجبال لبنان. هذه الموجات الأولى كانت تتكون أساساً من مارونيات لبنانيه.

في 1879، وصل إلى بلدنا أنطون فرح، الذي كان يسكن في مدينة بينار ديل ريو Pinar del Rio  حيث جاء بعده أبنه نسيم، الذي أصبح نائب بالبلديه في المدينه. هذان النموذجان الأخيران كونا المؤشرات الأولى للعائلات المهاجره التي مكثت في كوبا وتوحدت مع الحياه السياسيه في البلاد. حتى عقد الثمانينات من القرن التاسع عشر في شارع مونت 248 كان يوجد فندق ينزل فيه الشرقيون اللذين يمروا على الهافانا.

ويقدم نماذج أخري لوصول العرب خلال العقود الأخيره من القرن التاسع عشر اللبنانيين خوسيه سالامي وفيليب إلياس توماس، المولدين في بيتشاري Becharre بلبنان. وتحرينا عن سالامي وتوماس وتأكدنا من أنهم مكثوا بشكل دائم بالبلاد، الأول في مانسانيا والأخر في كابانياس ببينار ديل ريو، وبعدها في بيامو Bayamo. هذان المهاجرين وصلا إلى درجة قائد في حروب الاستقلال الكوبيه.

وعند تحليل أصل الشعوب التي وصل منها المهاجرون خلال القرن التاسع عشر، يتبرهن بالوثائق أن اللبنانين كانوا فلاحيين بالمنطقه المارونيه أساساً. لكن أيضاً في خلال ذلك القرن لاحظنا وجود فلسطنيون من بيلين Belen ومن سانخاك Sanjak الذاتيه بالقدس. يجب أيضاً تقدير وجود السوريين من حمص ومن صافيتا منذ أوائل الهجره العربيه إلى الجزيره.

جميع وثائق الهجره للمهاجرين العرب ولكل المسافرين التابعين للإمبراطوريه التركيه اللذين دخلوا أو خرجوا من الجزيره كانت تدار بواسطة ك. جايوسترا Q.Gasllostra ، القنصل العام الخاضع في كوبا، الذي يعيش في الهافانا ومنذ 1892 وهو يمارس هذه الوظيفه.

وبدأت الجمهورية الخاضعه والإستعماريه الجديده في كوبا بدءاً من 1902، بعدد ضئيل من السكان. وكان النقص السكاني في الأطفال يفرض مستقبل يفتقر إلى القوه العامله التي تستطيع الهجره فقط أن تحل محلها.

أمام هذه الأزمه السكانيه وأمام الحاجه لتحديد إجراءات محدده لتحسين انتشار الأنتاج الذي تمد به رؤوس الأموال الأجنبيه، أصدرت حكومة كوبا مرسوماً هاماً في 12 يونيه 1906: قانون الهجره والاستعمار، الذي أنشأ صندوقاً بمليون بيسو لإستيراد القوه العامله لكي يتم توجيهم إلى الأراضي التي تنازل عنها مالكيها للإستئجار من قبل المهاجرين.

على الرغم من انعدام قانون يذكر أو يشجع بشكل خاص دخول العرب (سواء كانوا مسيحيون أو مسلمون)، أثر عنصر الهجره الأفروأسيوي في الزياده السكانيه الكوبيه في أوائل العقود من القرن العشرين؛ وكان العربي الذي يهاجر إلى كوبا في أوائل فترة الجمهوريه، كانت الدوله توفر له مزايا للعيش والعمل بها باستقرار. أمين معلوف، كتب جمله في خطاب من عمه الجد جبريل م. معلوف، حيث عكس الأهميه التي تمثلها بلدنا لهذا التاجر اللبناني كي يتأخذها وجهته: "هذه الجزيره، حيث أعطنا الفرصه، التقدم، ستتحول إلى أحد النقاط الهامه بالكوكب، مادياً، سياسياً وأخلاقياً".
نظراً لغياب الاحصائيات حول هجرة العرب في الفتره الأخيره من النظام الاستعماري الأسباني، لم توضح الطرق المختلفه التي استخدمت للوصول إلى كوبا في الفتره منذ 1879 وحتى 1906. وتوجد نسبه، كان من المفترض أن تكون قليله، حددها ألياس أيلاند Ellis Island، جزيره من 127 هكتار تقع على بعد نصف ميل من مانهاتن بميناء نيويورك، تستقبل المهاجرين. وبوصفه مهاجراً دخل إلى الأراضي الأمريكيه، من أصل ماتشراتش، جبل لبنان، وبعد 4 سنوات من الإقامه في الولايات المتحده الأمريكيه أبحر إلى كوبا في 1899. كل أعضاء هذا الفرع من عائلة معلوف اللذين وصلوا إلى بلادنا دخلوا بهذه الطريقه.

ولتلخيص وجود العرب في اواخر فترة الاستعمار، يكفي أن نذكر المهاجرين الأوائل اللذين اشتركوا بشكل فعال في جيش التحرير الكوبي، وهو ما نقدره كدليل على عملية تكامل أبطالها أعضاء بالمجتمع الخاص بالبلد المضيف.

بيانات عن المحاربين الخاضعين العرب المولدين في لبنان، فلسطين وسوريا

القطاع الدرجه العسكريه العام المدينه البلد الأسم واللقب
شرقي جندي 1877 أليبو سوريا ألخاندرو حداد
غربي نقيب 1877 دير الأحمر لبناني بينيتو إلياس
غربي نقيب 1897 أبا لبناني نسيم فرح
شرقي ملازم 1879   لبناني خوان منصور
شرقي عميد 1882 بيتشاري لبناني خوسيه سالامي
شرقي رقيب ثان 1883  بيلين فلسطيني خوان عباد
شرقي عميد 1885 بيتشاري لبناني فيليب ألياس توماس
شرقي رقيب ثان 1889 بيلين فلسطيني أجريبن عباد 
شرقي جندي 1889 صافيتا سوريا أوريليو ألياس 
شرقي جندي 1890   سوريا إستيبان حداد
شرقي جندي 1893 حمص سوريا خوان حداد
طبقاً للباحثه جلاديس بيردومو Gladys Perdomo، كان يوجد أيضاً ثوار أخرون من أصل عربي مثل المقدم أرتورو أيميريش Arturo Aulet Aimerich ، النقيب فرانسيكو سيرانو Francisco Aulet Serrano  وأخيه أرتورو Arturo الذي وصل لدرجة مقدم، كلهم ينتمون للدرجه الرابعه من القسم الغربي لجيش التحرير، لكن قلة المعلومات عن العرب المحاربين الخاضعين ومرجعيتهم لم نبرهنها.
          سفارة كوبا في مصر 15-03-2009
          الموجات الكبيره للقرن العشرين (قبل وبعد الحرب العالميه الأولى)
تزايدت الهجره العربيه إلى كوبا بسبب الظروف المحفزه للهجره التي كانت تقدمها كوبا المستعمره الجديده. ومن المصادر متعددة الأهميه كان تقرير الهجره وحركة المسافرين، الذي نشره قطاع الإحصائيات بأمانة الماليه 1902 و1936، والذي قدم البيانات الرقميه الأولى لعدد الأجانب اللذين وصلوا إلى المواني الكوبيه في تلك الفتره. وكان تصنيف العرب في تلك المستندات متعدد الجنسيات وفي بعض الحالات كان هذا التصنيف لا يتفق مع الانتماء العنصري الحقيقي. وبالنسبة لأهدافنا، كانت التسميات المختاره هى: "العرب"، "الأتراك"، "السوريون" و"المصريون".
هذا المصدر، الذي تناولته بمهاره إيوريديسي تشارون Euridice Charon، أتاح، من بين ما أتاح من معلومات أخرى عديده قيمه، معرفة الطرق التي اتبعها العرب قبل وصلوهم للأراضي الكوبيه. وعرّفت، استناداً على الوثيقه المذكوره، طريقين أساسين للدخول: الشرق الأوسط-كوبا وعبر دول القاره الأمريكيه إلى كوبا.
أول مجموعه كانت تتضمن المسافرين اللذين قاموا بالرحله عبر ما يسمى بتركيا الأسيويه (التي تشمل منطقة لبنان، فلسطين وسوريا) وتركيا الأوروبيه. وخلال هذا الطريق عموماً يتم المرور عبر مينائي كورسيجا Corcega ومارسيليا Marsella. بالإضافه إلى أنهم كانوا يدخلون عبر لندن، ألمانيا، إيطاليا من بين دول أخرى، ومن بلدان الأرخبيل (جاميكا، بورتو ريكو وسانتو دومينجو). ومن الملفت أن المواني الأسبانيه، التي كانت محطة توقف إجباريه في الماضي، فقدت سيطرتها على طريق الشرق الأوسط إلى كوبا، وهو ربما يفسر السبب في أن بلادنا حصلت وقتها على استقلالها من المستعمر الأسباني القديم.
أما طريق الدخول عبر القاره الأمريكيه إلى كوبا فكان عن طريق الدول الرئيسيه : المكسيك والولايات المتحده الأمريكيه، بالإضافه أيضاً إلى دول من امريكا الوسطى والجنوبيه.
لم يكن المهاجرين العرب على قدر كبير من الأميه على الرغم من وجود أصول الفلاحين إلى حد ما في تكوينهم الإجتماعي. في الفتره من 1906 وحتى 1913، كان 57% من العرب (3.758) اللذين وصلوا إلى كوبا يعرفون القراءه والكتابه. ومن المحتمل أن يكون تفسير ذلك يرجع بطريقة ما إلى المستوى التعليمي الجيد لهذه المنطقه من الشرق العربي، حيث ازدهرت البعثات المسيحيه الأوروبيه منذ أواسط القرن التاسع عشر.
وكانت الرحله تتم باستخراج وثيقه نافذه من السلطه الإدارية التنفذيه المتناوبه (تركيا، فرنسا وأنجلترا)، بالإضافه إلى نفس الدول المرسله بعد الحصول على الاستقلال. وبعض الوثائق التي كانت ترجع لعصر الحكم العثماني في العالم العربي كانت باللغه التركيه والفرنسيه. وبعض الفلسطنيون اللذين كانوا تحت الحكم البريطاني كانوا يحملون ما يسمى Laissez Passer  أى تصريح السفر، مكتوباً بثلاثة لغات (الأنجليزيه، العربيه والعبريه) بسبب الوجود المسيطر للشعب اليهودي في فلسطين في القرن العشرين.
بعد 1920، أستخرج الأشخاص ذوى الأصول اللبنانيه والسوريه بطاقة هويه مكتوبه باللغه الفرنسيه، حيث، في حاله الأشخاص اللذين لهم جنسيه أولى، يجب أن تكتب الديانه التي يعتنقها المهاجر، وهو ما يتوافق مع الكيان العقائدي الخاص بالمجتمع اللبناني. داخل هذا المستند توجد شهادات ميلاد فلسطينيه، خطابات مواطنه وبطاقات هويه لدولة لبنان الكبرى.
في العقود الأولى للأستعماريه الجديده، كانت هناك دلالات متفرقه على رفض نوعية المهاجرين التي يمثلها العربي، وهو ما ظهر في الصحف مثل الجريده الأقتصاديه، التي صدرت في عام 1914 على النحو التالي:
في الوقت الحالى، شيئاً فشيئاً، يستمر التركي أو العربي أو الفلسطيني أو الماروني أو كما تحلو لهم التسميه في دخول الجزيره. هذا العامل لا يتوافق بأية حال مع البلاد ويجب على حكومتنا أن تتخذ اجراءات لمنع دخولهم: لم يندمجوا مع أية من الأجناس التي تسكن الجمهوريه، يتركوا البلاد متى شاءوا، ليس لديهم أملاك ولا يعملون أية مهنه ولا شركه، يطوفون من مكان لأخر يبيعون الخرده. ما هى الفائده التي نجنيها من وراء هؤلاء الناس؟
ذه المسائله تعكس حملات كره الأجانب من بعض الأشخاص أو الصحفيين بالمجتمع الكوبي الإستعماري الجديد التي ليست بالضرورة تتفق مع موقف الحكومه، وعندما تؤكد على أن العرب بكوبا لم يندمج مع أية "أجناس" أخرى بالبلاد، فهذا يتعارض مع واقع الأحداث.
وحول هذا العصر، وصلنا عدد أولى لتشكيل الجماعه. وأشار جابريل م.معلوف، في خطاب مكتوب في 1912 ومرسل إلى أخيه بطرس، المقيم في لبنان، إلى وجود 6.000 من أبناء العرب في كوبا.
أثناء الحرب العالميه الأولى، قل عدد الموجات المهاجره من الشرق الأوسط، حيث دخل فقط البلاد 794 عربي.
بالرغم من العدد القليل للمهاجرين أثناء أعوام الحرب، إلا أن المجتمع العربي بكوبا قدم في عام 1916 عدداً لا بأس به، بكمية من الجمعيات النفعيه المتكونه والعديد من الشخصيات البارزه ذات أصول شرقيه في التجاره.
إن الجهود المنظمه، الرفاهية البدائيه والتجمعات في منازل متعدده، تعكس التشكيل القوي لمجتمع عربي محدد الملامح ومختلف عن المجتمعات الأخرى التي ترجع أصولها أيضاً للشرق الأوسط العثماني مثل الأرمن واليهود الأسبان.
حتى عام 1920، كنا نحسب في الأحصائيات تسمية "الأتراك"، لكن بعد هذا العام بدأنا نهمل هذا التصنيف، حيث من المحتمل أنه بدءاً من ذلك الوقت، بدأت تسيطر على التصنيف المشار إليه بشكل أساسي وضع الأرمن واليهود الأسبان تحت اسم العرب، بالإضافه إلى أنه في هذا العصر كانت قد بدأت تخصيص بيانات الهجره على اللبنانيين والفلسطنيين.
ومعظم العرب اللذين وصلوا كانوا عزباء وفي سن العمل (14-45عاماً)، بالرغم من أن هجرة الأطفال كانت لا بأس بها أيضا.ً
بعد عام 1931، سجلت الهجره الشرقيه في كوبا عملية نقص وتقطع، حيث أن البلد كانت تعاني من الازمة الاقتصاديه العالميه لعام 1929 ولم تعد تتمتع بالإمكانيات المميزه التي كانت متوفره في العقود السابقه.
ومنذ 1943، تم التعرف على العدد المميز بين الثلاث جنسيات الأكثر تواجداً في المجتمع العربي بكوبا، والذي وصل إلى إجمالي 30.000 مهاجر: 22.500 لبناني (75%)، 4500 فلسطيني (15%) و3000 سوري (10%).
هذا التصنيف للجنسيات يتناقض مع المسجل في تشيلي، حيث يوجد عدد أكبر إلى حد ما من الفلسطينين (51%)، يليه السوريين (30%) وأقليه طبيعيه من لبنان (19%). أما بالنسبة للفلسطينين المقيمين في كوبا، فإن العدد قد قلّ بالمقارنه بالعدد في 1937، العام الذي كان يقدر فيه وجود 5000 ممثلاً عن هذه الجنسيه.
في عقد الأربعنيات من القرن العشرين، كان وصول العرب إلى جزيرتنا قليلاً للغايه.
وأخر موجات الهجره العربيه إلى كوبا كانت خلال الأعوام الأولى من عقد الخمسينيات وكانت تتكون أساساً من مزارعين وتجار من الشيعه بجنوب لبنان، من أصول ترجع لمدن يارون Yarun، بنت خابيل Bint Jbail، نباتي Nabatiye وجنوب Sur، ومدن أخرى.
    سفارة كوبا في مصر 31-03-2009
    سوريون، أتراك أم عرب؟ أرى هنا المعضله: مشكلة التصنيف
كان الهيكل الاداري في تركيا بالشرق الأوسط، أفريقا وأوروبا ينشر بين رعاياه  لقب "تركي" أو "عثماني"، وكان بمثابة نوع من أنواع الجنسيات وحمله العديد من المهاجرين في أوراقهم. تلك السجلات القانونيه كانت تخفى حقيقة الأصل العرقي الذي ينحدر منه المسافر، حيث كان اللبنانيون أنفسهم، وكانوا يشكلوا أغلبية المهاجرين من الشرق الأوسط، لا يكادوا يوصفون بهذه التسميه في احصائيات الهجره، وهو ما يبدو منطقياً لأن لبنان كانت في عقد العشرينيات من القرن العشرين مؤسسه كوحده سياسيه، ذلك عندما وصلت كميه كبيره من سكانها إلى كوبا.
من جانب أخر، أكثر ما وجدنا في السجلات المتعدده التي بحثنا فيها كان المهاجرين العرب المصنفين على أنهم من أصل "سوري"، وهو عنصر بلا شك، يتناسب مع مفهوم جغرافية المنطقه. كانت سوريا أكبر منطقه تاريخيه قبل أن يرسم الاستعمار الأوروبي الحدود التي توضح دولة لبنان أو سوريا، وتتكون من الأراضي التي توجد فيها مصر وتركيا، مما أدى إلى أن يطلق على المولودين في هذه المنطقه اسم سوريون. وزيادة في التعقيد التصنيفي، تقرأ تصنيفات في وثائق السفر أو الأرشيف الخوري مثل "لبنان، سوريا، تركيا الآسيويه"، "نازاريت، سوريا"، "لبنان" و"آسيا الصغرى". 
أصل هذه التعقيدات في الأسماء الجغرافيه يرجع إلى المنظمه السياسيه-الإداريه للإمبراطوريه العثمانيه الموجوده حتى 1918.
كان أخو بطرس، جبريل (جبريل م. معلوف)، كما أشار الكاتب المذكور، ينادي مواطنيه المهاجرين باسم "أبناء العرب"، وفي نفس الوقت كان يعبر عن اشتياقه للبنان. ويرجع السبب في هذا التباين في الأنساب إلى عقلية اللبنانيين بالمنطقه السوريه في عصر الحكم التركي؛ بالنسبة لهم تركيا هى دولتهم، العربيه هى لغتهم، سوريا هى المقاطعه وجبل لبنان هو الوطن.
والتسميه الوحيده التي تبدو مختلفه منذ بدايات القرن العشرين في احصائيات الجمهوريه هى تسمية "المصريين"، نظراً لأن بلد النيل الأسطوري لم يعاني من اية انقسامات في حدوده أثناء الحكم التركي، لذلك، دائماً ما كان يصنف مواطنيه بالتسميه المذكوره.
وأصبح التصنيف أكثر تعقيداً، حيث كانت توجد العديد من التسميات لتصنيف المهاجر العربي: الجنسيه، مكان الإقامه والهويه العرقيه. على سبيل المثال، مواطن من أبوين فلسطنيين وديانته يوناني-أرثوذكسي مولود في جبل لبنان في مقاطعة سوريا بالإمبراطوريه العثمانيه، لكنه مقيم في مصر، ستجده مقيد في سجلات المهاجرين بطرق متعدده.
وهناك عامل أخر يدرس في كل تحليلات المجتمعات العربيه وهو تغيير الاسم واللقب الذي يمر به المسافر فور وصوله إلى البلد المقصود؛ وهو موضوع يكثر التطرق له ربما من باب الفضول. وأدى تعقيد الصوتيات في اللغه العربيه وطريقة كتابة الأسماء إلى ظهور نوع من التشفير في الدول التي تتحدث اللغه الأسبانيه، وصل أحياناً لدرجة التعسف، وأحياناً أخرى مشروط بالترجمه. 
كما توجد حالات بها ألقاب أسبانيه تماماً، مما صعب للغايه التعرف على جنسية أصحابها في السجلات، إلا لو جاءت مع المعلومه بيانات أخرى تؤكد أصلها العربي.
أصل شعوب المهاجرين ومناطق الإستيطان في كوبا
أغلبية أعضاء المجتمع العربي في كوبا ترجع إلى شعوب الكيان المستقل لجبل لبنان، وادي بيقاء ومنطقة جنوب لبنان. وترجع أصول المواطنين الأصليين لما يسمى حالياً بفلسطين إلى الشمال (جاليليا)، ومن مدن بالمنطقه الشرقيه للبلد، المعروفه اليوم باسم الضفه الغربيه. وينحدر السوريون بالجمهوريه الحاليه من الحضر متعدد الأهميه، بينما ينحدر المصريون المسجلون من الاسكندريه، الاسماعليه ومنطقة وادي حلفا. ويظهر المصري المولود في الأسماعليه مسجلاً بأنه يعتنق المارونيه ويمتهن الهندسه، مما يدفعنا للتكهن بأنه أحد الحالات التي تنحدر من عائلات مارونيه متمركزه في بلد النيل وعملت في مجالات غير تجاريه. ماريو أيوب حسين، وصل كوبا  في 1926، وولد في المنطقه المذكوره بمصر.
ومن أفضل الأماكن للإستيطان كانت المناطق الحضريه بالجزيره، المناطق القريبه من التجمعات التجاريه، وشعوب متقدمه في صناعه السكر والنشاط الدواجني.
وأكثر المدن التي مكثوا بها أهميه هي: لا هافانا La Habana، سانتياجو دى كوبا Santiago de Cuba، ووقتها كانت المواني الرئيسيه لوصول العرب.
   سفارة كوبا في مصر 15-04-2009
   إن مستوى تجمعات العرب في كوبا لم يصل إلى مستوى التجمهر المتميز الذي وصل له المجتمع الصيني، خاصة من وجهة النظر حول الطريقه التي صنف بها الكوبيون المجتمع المحيط؛ بالنسبة لسكان العاصمه كانت الجاليه المهاجره الصينيه معروفه باسم "الحي الصيني بهافانا" واليهود كانوا معروفين باسم "تجار شارع مورايا Muralla". وأكد العربي جماعته العربيه بمستوى ثابت إلى حد ما وانضم إلى منطقه بالعاصمه كانت تتصادف مع أحياء قديمه مستعمره.
وكان سكان هافانا في عصر المستعمره العربيه في مونتي Monte يطلقون على اللبنانين، الفلسطينين، السوريين، والأخرين لقب غير صحيح "مسلمون Moros"، وأحياناً بلقب غير لائق على الاطلاق "بولنديون polacos". وكان بعض الكوبيين الاصليين حينذاك يتحدثون عن "السوريين" عندما يشيرون إلى أعضاء المجتمع العربي بكوبا (CAC) .
لكن بدون شك، عرف التاريخيون المنطقه المذكوره بأنها عاصمة المستعمره الرئيسيه للمجتمع العربي بكوبا CAC: حيث تركزوا فيها منذ أعوام السبعينيات وبكل وضوح في أعوام الثمانينيات من القرن التاسع عشر، تركزت البؤر الأوليه من اللبنانيين، الفلسطينين، السوريين وبعدها المصريين.
وعملت المستعمره الرئيسيه العربيه بهافانا بوصفها عاصمة المجتمع العربي؛ حيث تواجد بها الكنائس حيث كانوا يقيم القداس الكهنة اللبنانيين من المله المارونيه ولهذا السبب كان بعض العرب المقيمين بالمحافظات الأخري بالبلاد يذهبون إليها لممارسة الطقوس الأساسيه للمسيحيه (التعميد والزواج).
وفي منطقة مونت Monte، كانت توجد التجاره، المحلات، البنوك، المطاعم، محلات الحلوى والجمعيات التي تعكس النمط العرقي والشكل المرئي من هوية الجاليه المهاجره للجماعه.
كانت توجد مستعمره أخرى هامه هى تيفولي Tivoli، في سانتياجو دى  كوبا Santiago de Cuba. اتخذها الشرقيون كمنطقه مفضله بالمدينه نظراً لكون سانتياجو هي الميناء الثاني من حيث الأهميه، الذي يعمل بالتشريع الجمهوري لأستقبال المهاجرين، بالإضافه إلى انها أحد المدن التي تتميز بأهمية اجتماعيه-اقتصاديه وسياسيه في كوبا، وتشكلت هناك بؤر إقامه عرقيه من أصول عربيه، وتيفولى Tivoli هى حى معروف بوجود مقار للمستعمرات الفرنسيه.      
ويرجع الوجود العربي في تيفولي Tivoli إلى عقود الثمانينيات والتسعينيات بالقرن التاسع عشر وتعضد في بدايات القرن العشرين، وهى الفترة التي تم خلالها في المنطقه انشاء جمعيتين للحفاظ على الثقافه المتولده بالداخل ووحدة المجموعه. وكانت الأسماء الأولى التي اشتهرت بها المستعمره العربيه بتيفولى، في الفتره بين نهايات القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين: لطيف، تريف، سيد، بابون، كريماتي، إلياس أدخوري. ومن الملفت للنظر أنه في حالة بابون (العائله الوحيده ذات أصول فلسطينيه من بين المذكوريين)، وجد مهاجرون يحملون نفس الأسم الأول ويقيمون في دول مجاوره مثل هايتي، وهو ما يعني بالضروره إمكانية وجود سلسله مهاجره من تلك العائله في دول الانديز.
وتوجد مستعمره هامه بالعاصمه الكوبيه كانت تسمى حي سانتا أماليا Santa Amalia. ومع بديات عقود القرن العشرين، تولدت هناك جماعه جديره بالأعتبار إلى حد ما. في هذا  الحي فقط، تأسست جمعيه عربيه تحكمها أراء سكان المستعمره من أعضائها وليس بواسطة المقاطعه أو المحافظه أو البلد. في سانتا أماليا، كان المهاجر العربي معروف بأنشطته في البيع المتجول والتجاره البسيطة؛ في معظمهم لبنانيين وبعضهم شكلوا جانب من الطبقه الأجتماعيه للمجتمع المشار إليه.
وتاكد وجود المجتمع العربي في كوبا بمجموعه عرقيه كبيره تحمل بنيه تحتيه اجتماعيه-ثقافيه محدده وذلك على طول البلاد، من خلال أنشطه اقتصاديه أكسبت نسبة من أعضاءه المكانة الأجتماعيه والنجاح.
         سفارة كوبا في مصر 30-04-2009
مظاهر مهنية  وتركيبة دينية وبنية إجتماعية عائلية  للجالية العربية في كوبا

    لتحليل النمط الإقتصادي الذي يشكل المهاجرين العرب في بلدنا ، يجب أن نتعرف علي المهن التي كانوا يؤدونها عند بدء هجرتهم والأنواع المتعددة للسلع والحرف التي كانوا يمتلكونها .

  لقد ظهر في الإحصائيات الرسمية الكوبية لفترة الهجرة من 1906 إلي 1913 ما يقرب من 29 مهنة معلنة من قبل الشرقيين في الخدمات الجمركية المحلية . كانت أكثرها أعمال الفلاحين والتجار والأجريين ، رغم ظهور أعمال أخري أيضا كالبائعين والنجارين والبناءين والكهنة  والترزية والخياطات والجواهرجية . استمر بعض هذه المهن في الوسط الكوبي ، وبعضها الآخر تضاءل ، مثل مهنة الزراعة .

ورغم أن أغلبية العرب المقيمين في كوبا عملوا بالتجارة ، إلا أن نسبة منهم كانوا ملاك أراض وموظفين وعمالاً وأجريين .

  تطور البيع المتجول كنشاط رئيسي في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن التاسع عشر ، وهي الفترة التي فيها كانت التجارة الثابتة التي يديرها العرب غاية في الندرة ، وهو ما يشير إلي أنهم في هذه الفترة الأولية كان يعملون بالتجارة الرحالة بشكل رئيسي .

  استطاع بعض المهاجرين ، الذين استمروا لفترة زمنية طويلة في بلدان أمريكية مزدهرة قبل انتقالهم لكوبا ، وتمتعوا بامكانيات الاعتماد علي أموالهم من أجل الاستثمار ، أن يؤسسوا تجارة ثابتة ومخازن بسرعة نسبية .

اتسع في سنة 1909 حجم التجارة ، والنسبة الأكبر منها كانت تدور حول النسيج ؛ ومن بين أهم التجار في هافانا  ظهر اسم جابرييل معلوف ، الذي كان يعمل في قطاع التصدير الأكبر ( وهو العمل الذي سيؤديه عرب آخرون في سنوات قادمة).

   تميز أعضاء CAC  ( الجالية العربية بكوبا) بشكل اساسي بتطوير التجارة المرتبطة بالنسيج ، وبالتالي يتذكرهم جزء من السكان الكوبيين .

لقد شكلت التجارة أحد الطرق التي سمحت أخيرا  بدخول أعضاء CAC  في المجتمع الكوبي ، بفضل إقامة علاقات شخصية مع عملاء ذوي سلطات في الجزيرة . بشكل عام ، كان المجتمع يمنحهم الإمتنان ويرحب بكل لطف بالمهاجر العربي لدرجة أن أعضاء الجالية كانوا يصيرون حلقات هامة في بنية الأمة الاجتماعية الاقتصادية  .

 قبل فتح عدة مطاعم عربية في هافانا ، كان المكان الوحيد الذي كان أعضاء CAC   في كل البلد يستطيعون التوجه  إليه للحصول علي منتجات غذائية تقليدية هو قسم التغذية ب"لا فيرداد "، الخاص بمعلوف . وفي سنة 1927 تم انشاء بعض المطاعم .

 انضم العرب داخل البلد لمنظمات تجارية مختلفة وصعدوا تدريجيا للمناصب العالية .

في الخمسينيات من القرن العشرين ، كان يوجد عدد كبير من محلات الأطعمة التقليدية في المستوطنة العربية ب "مونتي" ، بعضها كان ينتسب لمهاجرين مسلمين لبنانيين وصلوا في هذه الفترة . سهّل علي المهاجر وجود هذه المطاعم التقليدية في المستوطنات العربية بكوبا  للحفاظ المستمر علي العادات الغذائية الخاصة بشعبه المولود فيه أمام بلد مختلف تماما في عاداته الغذائية .

لاحظوا كيف غطي نوع النشاط الاقتصادي الخاص بالعرب المهاجرين نسبة تشمل تجارة الاستيراد الكبري ( تجار الحرائر والخردوات ) والتجارة الصغري ( باعة الملابس ، الجواهرجية ،    الوسطاء في الذهب، أصحاب المطاعم العربية التقليدية، الصيادلة ، السماسرة ، الاسكافيون ، ملاك  دكاكين الفرو ومحلات الأثاث) , بالاضافة لمستوردي القمح ، ومربي الماشية وآخرين . كان محلات الذهب ملكا للبنانيين ، بينما في تجارة الأثاث برز  الفلسطينيون  بشكل أساسي .

في الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين ، دخل بعض المهاجرين في الإقتصاد القومي كرجال صناعة وأصحاب ممتكلات كبيرة ، بنوك وأعمال أخري . مع ذلك ، وعلي عكس دول أمريكية أخري، صار رجال الصناعة العرب بكوبا قطاعاً ضئيلاً جداً .

في نهاية الخمسينيات ، كان من الممكن تمييز مجموعة عرب مسيحيين داخل البرجوازية الكبري بالجزيرة.

يمكن بشكل معتدل تفسير الاتجاه المتزايد والعام لشغل أبناء المهاجرين العرب للقطاعات والمهن ذات الطابع العلمي بالراحة المادية لآبائهم التجار والصناع ، فهكذا كانوا يحاولون تأمين مكانة بارزة لذويهم داخل نظاق الطبقات الاجتماعية للبلد المضيف.

بشكل عام ، لم يحدث  في الجالية العربية بكوبا أي نقل للوظائف التجارية للجيل الأول من الأبناء  ، بل سرهم دخول أبنائهم في القطاعات المهنية بالمجتمع الكوبي .

الأبناء في القرن العشرين : جالية المهنيين

   شكّلت الجماعات العربية سواء في كوبا أو في بقية الدول الأمريكية المحيطة نموذجاً لللانصهار المميز: عَمَلَ الآباء بالتجارة والأولاد بالمهن العلمية والثقافة والسياسة .

   منذ  بدايات القرن العشرين ، بدأ دخول التلامذة العرب أو الأبناء لقاعات جامعة هافانا لدراسة المجالات المختلفة ( طب ، صيدلة ، حقوق ، صحافة ، ومجالات أخري ). بهذا المعني ، قد يجب أن نبدأ بهؤلاء المهاجرين الذين وصلوا كوبا أطفالاً أو شباباً ؛ في هذه الحالة كان رائد الحركة نحو المهن الجامعية هو الدكتور خوان ب خوري ، اللبناني ، الذي وصل لكوبا سنة 1904 مع أبويه ؛ وصاروا تجاراً بارزين في سانتياجو دي كوبا.

   واصل أبناء الدكتور خوان ب خوري التقليد الطبي لأبيهم.

تؤكد الدكتورة ماريا دل كارمن أمارو ، التي درست مع مجموعة من أبناء العرب من الجيل الأول ومازال يربطها ببعضهم روابط عملية ، في شهادتها أن :

      "كان الوجود العربي في الطب الكوبي ومازال هاما للغاية . لقد درست مع أبناء لبنانيين : الدكتور ديب ، الذي يعمل الآن معي في كلية كاليكستو جارثيا ؛ الأخوان جبور . تعرفت أيضا علي المسلم عاصف، الذي ترأس لجنة طبية بمجلس محلي بهافانا . أستطيع أن أذكر طبيبا آخر من أصول لبنانية : الدكتور الياس خليل ، عضو في عائلة لبنانية كبيرة وكان مديرا لمركز الأبحاث الطبية . حاليا ، يضم الاتحاد العربي  في منظمة خاصة  كثيرا من أبنائهم  من خريجي الطب" .  

كان هناك أيضا بعض أبناء العرب في الجيل الأول بارزين في مجال الصحافة ، مثل شهيد الثورة فليكس الموسي الجايصي ، الذي كان مشتركا في حملة يخت "جرانما".

مهنة أخري كانت  منتشرة بين أبناء العرب هي المحاماة.
  
    
  سفارة كوبا في مصر 14-05-2009
  
    
  مشاركة الجالية العربية وأولادهم في الحياة السياسية والثورية والثقافية للبلد في القرن العشرين

 شارك المهاجرون العرب وأولادهم الكوبيون في الحياة السياسية للبلد كشكل من أشكال التكامل مع الأمة المضيفة . ووصل بعض المهاجرين العرب لشغل مقاعد في البرلمان الكوبي قبل سنة 1959.

كما وجد سياسيون آخرون من أصل عربي كانوا ممثلين للمجلس من العصر الجمهوري النيو كولونيالي ، مثل ابن اللبناني بريميتيبو رودريجيث رودريجيث .

لعب بعض العرب وعدد هام من أعضاء الجيل الأول وأبناؤهم دوراً ذا مغذي في الكفاح ضد باتيستا كأعضاء لحركة 26 يوليو والدليل الثوري وتجمعات أخري حيث أظهروا سلوكا وطنيا .

ومن الأسماء التي لمعت في المجال الثقافي كان فايد خميس ، الشاعر والفنان التشكيلي الذي ينسب لأب لبناني .

وفي الحقل السياسي لكوبا الاشتراكية المعاصرة يمكن تمييز زعماء من أصل عربي مثل خوان كونتينو اسلام ، رئيس حكومة مدينة هافانا ؛ ميشيل انامورادو دانجر ، السكرتير الأول للحزب الشيوعي بسانتياجو الكوبية ، والدبلوماسيون مثل ايزابيل الليندي كرم و راؤول روا خوري ، ابن راؤول روا والددكتورة أدا خوري . والنماذج المذكورة هي نتاج لعملية التكامل والتساوي في الجالية العربية الكوبية .

لقد تم تشكيل جماعة من المهنيين والسياسيين والفنانين بين أبناء المهاجرين لأن ذلك يوضح كيفية اتجاه أعضاء الجالية العربية الكوبية لمحاولة دفع أبنائهم في الطريق الجامعي، في محاولة تكاملية داخل المجتمع الذي ينتمي إليه هؤلاء كمواطنين حقيقيين . فالمهني من أصل عربي في الجيل الأول، رغم أنه يرتبط بالجماعة التي جاء منها عن طريق أبيه و / أو أمه ، سواء من وجهة النظر التشاركية أو من وجهات أخري ، كما يناسبه في حالته كعربي ، كان ومازال كوبيا ، عضوا كاملا في المجتمع الذي ولد ونشأ فيه والمجتمع الذي اختاره أبواه ليعيشا به .

المزيج الديني للحياة الجماعية .

   شملت الجماعة العربية البشرية المقيمة في كوبا ممثلين لمعظم معتقدات الشرق الأوسط كنموذج للتنوع الديني الجماعي الذي يميز المنطقة . في الكتلة المهاجرة وجدت طوائف متعددة للمسيحية ، مارونية لبنانية ، أرثوذكسية يونانية لبنانية ، فلسطينية وسورية ، بروتستانية وملكية لبنانية ؛ كذلك وجدت الطائفتان الاسلاميتان ( السنة والشيعة) وكان لهم تمثيلا في الحزيرة . بالاضافة إلي أنه هاجر من لبنان أقلية من الدروز .

يتناسب دخول القساوسة المارونيين إلي كوبا منذ أواخر القرن التاسع عشر مبدئيا مع النشاط التبشيري الذي نشره البطريرك إلياس حايك مستغلا الحضور الحديث للمهاجرين المارونيين اللبنانيين في نصف الكرة الأرضية  الأمريكية .

في نهاية عقد الثلاثينيات صارت ادارة المهن الكهنوتية في يد اللبناني مونسينيور خوسيه ك. أراموني ، الذي كان قد وصل لكوبا معينا من قبل روما كزائر حواري للمسيحيين الشرقيين المقيمين في بلدنا .

ومن بين نشاطات أراموني يجب أن نبرز الإجراء الذي قام به سنة 1942 مع بعض شخصيات الجالية العربية الكوبية ، بهدف بناء كنيسة في جبانة كولومبس بالعاصمة من أجل المسيحين اللبنانيين بكوبا .

كان المهاجرون المارونيون هم الأغلبية داخل الجالية العربية الكوبية ؛ وشكلوا 57,6 % من اللبنانيين المستوطنين في كوبا طبقا للدراسة التبيانية التي قمنا بها والمبنية علي أوراق السجلات المؤرشفة في القنصلية اللبنانية بهافانا.

 هناك مجموعة من العناصر قد منعت استقلال المارونية الكوبية واستمرارية عزلتها الدينية لفترات طويلة مثلما حدث في الارجنتين والمكسيك وبلدان أخري أمريكية لاتينية . أولها ،  عدم تطور امكانية تأسيس كنيسة بمسمي ماروني خاص ، نتيجة لوجود كنيسة في العاصمة ، في قلب المستوطنة العربية الرئيسية بهافانا ، حيث كان الكهنة اللبنانيون يقيمون القداس كوكلاء معاونين أو قساوسة مساعدين .

 في المقام الثاني ، لم  ينتج أي تغير في الملامح الطقوسية المارونية من الآباء للأبناء ، فقط سجلوا نماذج منفردة لكوبيين أبناء عرب أعلنوا أنفسهم أعضاء في هذه العقيدة . في بعض الأحوال ، كان أبناء العرب من الجيل الأول يعتنقون في الوقت الحالي الكاثوليكة ، وفي أحوال أخري ، كان يشغل الأغلبية ، لم يلاحظ أنهم يمارسون أي دين .

وكمظهر ثالث من الجدير أن نذكر أن ارسال كهنة للعقيدة المارونية إلي الجزيرة قد تضاءل  سنة 1960، مما أدي لاضعاف الطابع الأخوي للجماعة الدينية ،  عند تجريدها من تعليماتها اللاهوتية . بالإضافة لذلك ، بدأت هذا العام الهجرة ناحية بلدان أخري بها رعاة مارونيون كثيرون ، وتجار في أغلبهم ، وذلك بسبب القوانين الثورية للتأميم ، وهي ما ولدت تضاؤل حساس في الجماعة الدينية .

أما بالنسبة للأقلية المسلمة المستوطنة في كوبا نتيجة الهجرة من الشرق الأوسط ، فلقد تأكدنا أن اللبنانيين السُنّة ترجع أصولهم لبعض القري بوادي البقاع ، وبئر الياس وأماكن قريبة من طرابلس وبيروت ؛ والفلسطينيون ينحدرون من قري بيت حنين وبيت جالا ونابلس وأرورا ورام الله وطرمسايا . أما المصريون السُنّة فكانوا من أبناء الاسكندرية ووداي حلفا .            

وكان المسلمون الشيعة قادمين من ضواحي ريفية من جنوب لبنان . ودخل أغلب أعضاء هذه الجماعة لكوبا في الموجة التي بدأت من 1920 إلي 1931 وفي السنوات الأولي للخمسينيات .

كانت الجالية العربية المسلمة أقل عددا من الجالية المسيحية ولم تتجاوز الثلاثين في المائة. توجد مجموعة من الأسباب لقلة الحضور الاسلامي بين المهاجرين العرب للأمريكيتين وعدم قدرتها علي تكوين جماعة دينية قوية  . في المقام الأول كان المهاجرون المسلمون غير قادرين علي ممارسة تقاليد طقوسهم الدينية في مجتمع مسيحي غربي . بالإضافة لذلك، فمن الهام لمجموعة حديثة الوصول أن تشكل جماعة قوية إن أرادت جذب المهاجرين من ديانات أخري تتعايش معها . إن نقصان القيادة في الجاليات الاسلامية ، بالاضافة لغياب المرشد والمساندة ، أدي إلي ضعفها وإنحدارها السريع. وبين المهاجرين العرب المسلمين كانت النساء قليلات ، وهو ما أدي لضعف احتمالية تكوين عائلات كوسيلة أساسية لنقل النماذج والقيم الثقافية . كل هذه الأسباب حالت دون اندماج المهاجرين المسلمين ومساواتهم في المجتمع الكوبي ، وفي هذا الصدد يتحتم تحليل عملية التطور للمهاجر المسلم داخل الهجرة العربية في كوبا .

كانت الجالية المسلمة عبارة عن مجموعة من الافراد الكثر الذين كانوا يصلون إلي كوبا شبابا وعزابا ،  بإمكانية ضئيلة لنقل مبادئهم الدينية في بلد ذي ثقافة غربية ، وريث للثقافة الاسبانية ، حيث كان ما هو اسلامي تابو بالفعل والاسلام ديانة مجهولة كلية من قبل السكان .

وحتي النقطة التي بحثنا عندها ، لم يستطع المهاجرون العرب المسلمون تشييد مسجد ولا تأسيس جماعة دينية في بلدنا . أما نوع الاسلام الذي مارسه جزء من أتباع هذا الدين في كوبا ، والذي يشار إليه بمصطلح نوعية الانتماء الديني ، فقد كان ذات طابع منزلي وشخصي .
  
    
  سفارة كوبا في مصر 31-05-2009
  
    
  مظاهر اخرى لسلوك المهاجرين الثقافي

حافظ المهاجرون في إطار الحياة العائلية علي مجموعة من العادات الأصيلة الخاصة بثقافتهم الأصلية . ظل العرب متمسكين  بتقاليد المطبخ اللبنانية والفلسطينية والسورية في كوبا ، وذلك ، بنسبة كبيرة ، بفضل وجود مطاعم تقليدية كانت تستورد العناصر الغذائية الضرورية لإعداد الاطباق الخاصة بهم . ومن بين هذه العناصر الغذائية الأساسية كان البرغل ، الضأن ، اللبن ، زيت الزيتون والخبز ، الذي كان عنصراً لا غني عنه في الوجبات اليومية .

   أما الأطباق الرئيسية للمطبخ العربي التي حافظ عليها العرب في كوبا فكانت الكباب ، الحمص ، الكفتة ، محشو الباذنجان ومحاشي أخري انتقلت طريقة إعدادها إلي الابناء والأحفاد ، الذين ما زالوا يحافظون علي هذا التقليد.

  أما الحلوي ، فكان العرب يحصلون عليها من محال الحلويات التي يديرها أبناء بلدهم أو يحضرونها في بيوتهم ، وكانت فطائر وأنواعاً أخري لذيذة من الحلويات الشرقية .

كان بعض العرب يحضرون معهم  الشيشة كجزء من حقيبتهم .

وتعلم اللغة داخل الجالية العربية الكوبية يعتبر عنصر آخر لنضعه في حسباننا عندما نحلل الإنصهار الجماعي ، حيث أن اللغة تعد احد العناصر الرئيسية لنقل الثقافة . وعندما لا ينقل هذا العنصر بطريقة ثابتة إلي الأبناء ، تتلاشي  إمكانية إمتلاك عربة رئيسية خاصة  بثقافة الوطن الأم .

 وأحد المظاهر المتحقق منها في عملية تطور الجالية العربية بكوبا هو التقصير في تعليم اللغة العربية من الآباء للأبناء . ومن بين الأسباب المستنبطة عامة من أقرباء المهاجرين يبرز قلة وقت الأب لهذا التعليم الأساسي ، حيث كان يكرس حياته بالأساس إلي الأعمال التجارية ليضمن إعالة أسرته . ويلاحظ هذا التقصير بشكل أساسي  في البيوت ذات الزواج المختلط ، وهو ما كان يسمح فقط  بتعلم لغة الأم الخلاسية ، وكانت نتيجة محددة .

    في بعض العائلات فقط التي كان الأب والأم  عربيين ، استطاع الأولاد تعلم الحوار بلغة أبائهم .

  حقا أن كل جاليات المهاجرين التي كانت لغتها مختلفة عن الإسبانية لم يتمكنوا بشكل عام من تعليم الأجيال التالية لهم لغة الأب ، إلا أن بعض الجماعات مثل الصينية، حققت ميكانيكية التعليم كفاءة عالية ودائمة ، وهو ما لم  يحدث في اللغة العربية .

عنصر آخر ساهم في عدم انتقال اللغة العربية ، هو الغياب الكبير لصورة الجد أو العجوز من بيوت المهاجر ، حيث أن الجد كان يستطيع  يطبق نظاما فعالا في تعليم اللغة لأحفاده الكوبيين .

ربما كان واحدا من الظروف الأكثر تلاءوما لنقل العربية لمجموعة أقلية هو الوجود سريع الزوال لمدارس للأطفال في عقد الثلاثينيات . والمعلومات حول  عمل هذه المدارس مبهمة جدا ، لكن هناك علامات لعملها خلال الفترة المذكورة . نحسب أن أول مكان في بلدنا قدّم تعليم اللغة العربية  هو ، بشكل محتمل ، الجمعية الفلسطينية العربية بكوبا .

مع ذلك ، صارت حياة مدارس اللغة العربية مبتورة قبل الأوان ، ولأنها لم تزود بالموارد الضرورية  ولم تجد دعماً من الجمعيات ،  لم تحدد كهدف نشر لغة الآباء إلي الجالية الغزيرة من الأبناء . وفي سنة 1943 ، شعر الأسقف عراموني ، مشيرا لأعضاء الجمعية اللبنانية بهافانا ، بالأسي لأن أبناء وطنه لا يتحدثون لغة أجدادهم . صارت الجالية العربية بكوبا بالتدريج لجالية يتعلم أفرادها اللغة الاسبانية لدوافع إستيطانية وليتحدثوا إلي زوجاتهم ، في حالة إن كن كوبيات ، وإلي أولادهم المولودين بالجزيرة . وكانت الصفوة العنصرية الذين شغلوا مناصب إدارية في الجمعيات يتكلمون بالضرورة وبشكل اجباري اللغة الاسبانية ليتفاهموا مع السلطات السياسية للمجتمع المضيف ، وهو ما بقي مبرهناً في الأعراف المجتمعية . بالإضافة لذلك ، يجب أن ندرك أن دوافع الأبناء لتعلم لغة آبائهم المهاجرين كانت ضئيلة ، لأنهم لم يقدروا ( ولا يقدروا الآن أيضا ) الحاجة لمعرفة لغة لن يجدوا المناسبة لممارستها إلا بالكاد .

سيرة التركيبة العائلية للمهاجرين             

هناك عرب لهم نفس اللقب دخلوا إلي كوبا في نفس العقد وبطريقة متدرجة ، وهو ما عزز سير سلسلة الهجرة لجذب أقرباء وأصدقاء .

وقد أثر التنوع العنصري والمكاني  بجزء كبير في الشكل الأولي لجمع  حديثي الوصول . وقد سهّل الإنتماء لجاليات تقليدية ، مرتبطة بإقتصاد وثقافة وطقوس محددة ، إلي تمسكهم خلال بعض العقود  بالزواج فيما بينهم ،  وهي العادة التي كانت تتغير نتيجة إستحالة العثور علي زوجة داخل نفس الجماعة ، وخاصة في الوقت الذي فيه لم تر أجيال الابناء في الزواج القبلي المعني والتقليدية التي توافرت لأسلافهم العرب .

شكّل الزواج في كوبا ، كأساس للتركيبة العائلية ، نواة مرتبطة بتقاليد وملامح ثقافة المهاجر . وكان الزواج القبلي عنصرا مسيطرا في العقود الأولي لعملية الهجرة العربية ، ويمكن أن نصنفه بطريقة مميزة :

1)      زواج قبلي ديني : وهو زواج يتم بين أفراد نفس الجماعة الدينية .

2)       زواج قبلي عنصري : وهو الزواج الذي يتم بين أفراد الجالية العربية الكوبية بدون الإنتماء لنفس الدين أو العائلة .

3)      زواج قبلي عائلي : وهو الزواج المعقد بين ابناء الأعمام باختلاف درجة القرابة .

ومع ذلك ، بداية من 1947 دوّن سجل الأرشيفات الكنسي الذي تم اختياره هبوطا ملحوظاً في نسبة الزواج القبلي وزيادة في الزواج بين العرب والكوبيين ، عند اندماج أعضاء من عنصرين مختلفين لا تربطهما قرابة . وبداية من تطور هذا الاندماج العنصري يبدأ الانصهار وتتشكل جالية عنصرية جديدة ، وهي مجموعة من الأبناء الذين يحملون ضميرا جديدا : كوبيا .  
  
    
  سفارة كوبا في مصر 15-06-2009
 
من الهوية الجماعية إلي الإنصهار : التجمع والصحافة وعناصر فعالة في عملية الإنصهار .

بدأ التكاتف بين المهاجرين بعد أن شعر هؤلاء بتخطي الحاجات الأساسية لمشروع هجرتهم، وهي حاجات مرتبطة بالمعيشة وإكتساب وضع قانوني .

   عبّرت المجتمعات التي أسسها العرب في كوبا عن أهداف متباينة في نظمها الدستورية، والتي كانت تحتشد فيها في بعض الأحيان غايات نافعة ومسلية وتحتوي علي تعليمات. وعلي عكس الجماعات العرقية التي ذكرناها من قبل ، نحسب أن المجتمعات العربية لم تكن مشغولة بإعادة إنتاج ثقافة البلد الأصلي ، إلا في حالات إعادة لم شمل العرب اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين والمصريين ، وآخرين في المجتمع المضيف كوسيلة للتكيف مع الوضع الجديد والحفاظ علي عناصر ثقافتهم ؛ التجمع العربي كان أقرب للطابع المحلي ,

    كما يحدث في جماعات عرقية أخري ، لتحليل العملية التكوينية للمجتمعات العربية في كوبا وسلوك كل نوع من الهيئات يجب إبراز وجود طبقة الصفوة في المناصب الإدارية ، التي يشغلها المهاجرون بوضع إقتصادي بارز ودور واضح داخل الجماعة ، التي تسمح لهم بالاعتماد علي التموين اللازم للتحفيز علي خلق الجمعية .

بدأت عملية تكوين المجتمع العربي الكوبي مع بدايات الفترة الجمهورية النيوكولونيالية.

    تأسست أول جمعيتين عرقيتين لجالية العربية الكوبية في سانتياجو دي كوبا . وكانت أقدمهما تسمي الاتحاد الشرقي ، وتكونت سنة 1994 ، في حي تريفولي .

    أما المجموعة الثانية للمجتمع العربي فتكونت ايضاً في نفس الحي بسانتياجو في الثامن من فبراير سنة 1909 ، وسميت بالجمعية السورية .

    الجمعية العربية الثالثة التي نعرفها كانت جمعية خيرية " الجبل اللبناني" وبدأت عملها في 1916   في ساجوا لا جرلندي .

    الجمعية الأولي المؤسسة في هافانا سميت " التقدم السوري" . رغم اننا لا نعرف بالتحديد عام إنشائها . ربما كانت هي الجمعية الخيرية التي شيدها السوريون في العاصمة . أما رؤساؤها فكانوا التجار اللبنانيين جورج دالي وجابرييل م معلوف .

في هذه المنظمات الأولي لم يحدث اية تفرقة علي اساس جنسية الأعضاء ، حيث أن سوريا لم تكن قد تقسمت لحدودها الحالية . وكان هدف هذه التجمعات يشمل النجدة والمساعدة المتبادلة بين العرب . في هذه الهيئات العرقية حققوا ما لم تستطع ثقافتنا وعاداتنا أن تقدمه لهم : التحدث بلغتهم الأم ، سماع موسيقي علي ذوقهم ، مساعدة ابناء بلدهم أو مناقشة مشاكل سياسية وإجتماعية كانت تحدث في بلدانهم .

جمعيات عربية أنشئت في كوبا بين سنة 1920 و1945

في سنة 1920 أنشئت الجمعية اللبنانية ب مانثانييو ، والتي اعتمدت علي أعضاء رئيسيين تجاوز عددهم الخمسين شخصاً . وفي الثالث من أبريل سنة 1923 تاسست " الشباب اللبناني ب هولجين" لأهداف خيرية .

وفي ديسمبر 1923 تاسست في هافانا جمعية ذات أهداف تعليمية وتسلية ، اسمها " لبنان" بمقر إجتماعي في شارع زولويتا 46

وفي 1927 أنشئت في سييجو دي أفيلا الجمعية اللبنانية ، التي بدأت عملها في 1979 ، وهو العام الذي تحولت فيه لفرع للاتحاد العربي بكوبا الحالي .

وفي مارس 1928 تأسس الاتحاد اللبناني السوري ب بيخوكال ، بمقر اجتماعي في سيسبيديس 80 . وربما كانت واحدة من الجمعيات التي عبرت بشكل أفضل في قانونها العام عن الرغبة في الدفاع عن مصالح الجالية العربية في كوبا والدفاع عن المهاجرين في قمة اللحظات الصعبة.

كان التجمع أيضا يحاول أن يستحوز اللبنانيون والسوريون المقيمون بكوبا علي الموارد ، خاصة لو كانوا أعضاء في جمعياتهم ، وأن يعملوا في وظائف تناسب مهاراتهم وقدراتهم، وهو ما يعكس الاهتمام بالتوجه لفعل الخير .

كان هناك في الاتحاد اللبناني السوري أعضاءا من جازير ، دار كميزيني ، أليبو ومدنا أخري من المنطقة .

وفي أول اجتماع إداري لهذه الجمعية يظهر كرئيس الدكتور موسي يعقوب فليبي / وهو طبيب من بيجوكال ، الذي وصل سنة 1940 لعمدة منتخب بهذا التعبير الخاص بامجلس المحلي
  
    
  سفارة كوبا في مصر 30-06-2009
  
    
  بعد أن استقر الحكم الإنجليزي في الأراضي الفلسطينية ، عادت الأرض إلي حدودها التقليدية ، ففي فترة الولاية التركية كانت الأرض مقسمة إلي ضواحي ومقاطعات . أيضاً ، كما تمت الإشارة ، ظهرت في فترة ما بعد الحرب زيادة كبيرة في هجرة المواطنين الفلسطينيين إلي كوبا ، وهي الظروف التي أدت لحدوث الإمكانية الواقعية للتجمع فيما بينهم ، دون أن يتحتم عليهم الإنضمام بالضرورة للجمعيات اللبنانية والسورية .

ربما لهذه الأسباب تأسست في العاصمة في الثامن عشر من سبتمبر سنة 1929  الجمعية الفلسطينية العربية بكوبا (SPAC) ، وهي هيئة عربية ذات استمرارية عالية في بلدنا . كان رئيسها في الفترات الأولي هو تاجر الملابس ديجنو ورور .

كانت هذه الجمعية تتميز بكونها احدي التجمعات الإجتماعية العربية ذات الثقل لتوجهها الوطني ، وظلت تعمل  حتي 1979 ، عندما انضم مديروها وأعضاؤها إلي الإتحاد العربي بكوبا .

كان أغلب قيادات الجمعية من المسيحيين .

ولأسباب مرتبطة بالتقليد البطريركي بالشرق الأوسط ، كانت العضوية في الجمعية الفلسطينية ، مثل العضوية في الجمعيات الإقليمية الأخري ، تقتصر علي الذكور في بداياتها.

قام قيادات هذه الجمعية بنشر نشاط وطني فعال في الكفاح من أجل منع تقسيم فلسطين لدولتين عرقيتين كنتيجة للصراع العربي الصهيوني الذي كانت ترعاه سياسة إنجلترا .

في الخامس من إبريل سنة 1930 تم إنشاء الجمعية اللبنانية بهافانا وكان لها أهداف نفعية ، وسميت في البداية ب " الجمعية اللبنانية" . كان أول مقر إجتماعي لها ، لفترة مؤقتة ، يقع في شارع راجونس ، الحرف D بين ثوليتا و أرجامونتي . وكان هدفها " تمثيل كل اللبنانيين بشكل عام والأعضاء بشكل خاص ، والدفاع عن حقوقهم ونشر التطور بينهم وتكبير إسمهم في كوبا علي المستوي الإجتماعي " .

من الواضح تماماً أن الجمعية اللبنانية ، مثل الجمعية السورية اللبنانية بسانتا أماليا ، كانت تؤسس في لائحتها لبعض الأهداف التي لم تتحقق خلال ما يقرب من خمسين عاماً هو عمرها . فلا أنجزوا المدرسة ذات التأثير التعليمي المتوقع ، ولا قسم التعلم ، ولا حتي المبني الإجتماعي الخاص .

كانت لجنة سيدات الجمعية اللبنانية بهافانا إحدي اللجان الأكثر نشاطاً في الجاليات العربية بكوبا . وكانت أنشطتها تدور في فلك الوطنية والنوستالجيا للأرض الأم .

وفي إبريل سنة 1931 تم في هافانا تأسيس مركز الاتحاد بكوبا ، وكانت أول جمعية عربية تعبر عن رغبتها في توحيد أعضاء الجنسيات الثلاث الرئيسية بالجالية العربية ، بغض النظر عن وجود جمعيات مختلفة أسست علي إعتبار مسقط الرأس . كانت هذه الجمعية تتكون من لبنانيين وسوريين وفلسطينيين عرب وأنجالهم ، وكان هدفها الخاص هو تشجيع التعليم والتربية والثقافة البدنية لأعضائها ؛ أما هدفها العام فكان الدفاع عن المصالح العامة لأعضائها وأنجالهم في كوبا والخارج .

تم تأسيس مركز الإتحاد بمبادرة مشتركة بين الدكاترة الكوبيين ميجيل فارونا جيريرو ، خورخي روا رييس ، الدكتور بجامعة هافانا وسكرتير اللجنة  القومية للإحصاء في كوبا ، وبين الدكتور اللبناني خوان ب خوري . وكانت هذه الجمعية تقريبا الجمعية العربية الوحيدة التي يترأسها كوبي ليست له أصول عربية ، كذلك أكثر الجمعيات التي انضم  مثقفون مختلطو العرق إلي هيكلها الإداري .

في يونيو سنة 1931 حصلت الجمعية علي ملكية جريدة  الفيحاء الأسبوعية، من يد أول مدير لها ، وهو اللبناني قاسم الحيماني ، وتحولت الجريدة إلي منبر للرأي . ربما كان قرار تمويل الفيحاء بأموال مركز الإتحاد مرتبطاً بفشل الأهداف الفيدرالية للجريدة الأسبوعية ، التي كان مديرها قد شجع مشروع فيدرالية الجمعيات اللبنانية والسورية والفلسطينية التي لم تعط ثمارها نتيجة ضعف درجة التماسك بين الجمعيات العرقية المتعددة ، بهدف خلق اتحاد يبغي تكوين هيئة متحدة .

تأسست في كوبا سنة 1932   جمعية السيدات العربيات بكوبا وكانت أول هيئة مقتصرة علي النساء في الجالية العربية . وكان هدفها إقامة التعاون الوثيق بين السيدات العربيات بالجزيرة والمساهمة ب 50% من حصتها الإجتماعية للمدرسة العربية ببلدنا ، لتسهيل استمراريتها . ومن خلال القراءة في أسماء أعضائها تحققنا أن أغلبية التمثيل العربي كان فلسطينياً . ورغم أن الوثائق التي اطلعنا عليها لم تحدث عن تفاصيل الحياة لهذه الجمعية النسائية ، إلا أننا نعرف أنها عملت خلال عشرين عاما ( من 1932 إلي 1952)

كان المحفل الماسوني الوحيد الذي ضمه بأغلبية المهاجرون العرب والمواطنون الكوبيون هو " شهداء العرب " وكان تابعاً للشرق القومي المصري الكبير وتـأسس في هافانا في الثامن من ديسمبر سنة 1932 بمقر مبدئي بقاديس 24 ، وهو الآن المجلس المحلي ب سيرو. وكانت أهدافه أخوية وكان يدعو إحترام القوانين ، وفعل الخير وحب العمل . وفي مادته التاسعة وضعت المنظمة الماسونية أنه من أجل امتلاك الحق للترشيح للرئاسة أو لتكون مدرسا موقرا يشترط بشكل لا غني عنه أن يتكلم المرشح اللغة العربية والإسبانية . وكان رئيس أول جماعة إدارية ، تأسست في 1933 ، هو محمد علي جابر .
  
    
  سفارة كوبا في مصر 15-07-2009
  
    
  فيما بين عامىّ 1973 و 1952 كان هناك ما يسمّى بالمركز الفلسطينى فى هافانا، الواقع فى نيكولاس 173 و فى مونتى 187 و 618 . كانت أهدافه المعلنة هى الترفيه و الرياضة . عند مطالعة أجزاء من اصداره من الممكن استنتاج إنه تم إنشائه من خلال نواة تضم أعضاء قدامى من الجمعية الفلسطينية العربية فى كوبا و المنفصلين عنها.

كان يرأس هذا التجمع كلٍِِ من كارلوس ناصر و خورخى يبالى و آخرين، كما إنه ضمّ فى رئاسته افراد من غير العرب. من بين انجازاته جدير بالذكر انشاء اللجنة المناصرة للمتضرّرين من العرب الفلسطينيين عام 1939، و التى قامت بتجميع أرصده بهدف احتمالية توزيعها على العرب المشاركين فى الحرب التى اندلعت فى فلسطين فيما بين عامىّ 1936 و 1939، ثورة الشعب العربى صاحب هذا البلد فى مواجهة بريطانية العظمى والعناصر الصهيونية التى كانت تزعم البناء، ولكن فيما بعد تجسدت هذه الدعوة إلى دولة يهودية على الأراضى الأسطورية .

الجمعية العربية التالية هى النادى السورى اللبنانى- الفلسطينى، التى تم تأسيسها  فى هافانا فى اغسطس 1938، تطلعت تلك الجمعيّة لادراج جميع العرب وانسالهم فى منظمة واحدة و هذا يبدو جلياً من خلال اسمها ومجموعة المشاركين فيها و رؤسائها.

آملنا فى أن يكون النادى السورى اللبنانى و الفلسطينى أحد الوسائل الأكثر تأثيراً لجمع العرب من اصول عدّة فى هويّة واحدة.

اشترى النادى السورى اللبنانى الفلسطينى فى 13 يناير 1939 قطعة أرض  لبناء ضريح لعدّة افراد عند مقبرة كولون ،التى تتكوّن من قبّتين يعلوهما رمزه . يعد الأثر الجنائزى فى الوقت الراهن تابع للاتحاد العربى فى كوبا .

من بين النشاطات الوطنية الهامة التى اشترك بها النادى ، فى النصف الثانى من عام 1945 ،التوقيع على بيان مشترك مع مؤسسات آخرى لبنانيّة و سوريّة، و التى تدافع عن حق جلاء القوات الفرنسيّة عن سوريا و لبنان . قامت المنظمة السوريلبنانية- الفلسطينية فى 8 ابريل 1959 بتغير اسمها ليصبح النادى العربى.

عندما لم يكن يبق إلاّ الذكريات القليلة للجمعيات العربية المؤسسة فى سانتياجو فى كوبا فى مطلع القرن العشرين، قامت التكتلات الشرقية للمدينة و معها شعوب مجاورة بإقامة جمعيتين للمهاجرين فى العقد الرابع من ذاك لقرن . كانت الأولى هى الجمعية السورية اللبنانية (1940) ، أما الثانية فيجرى ذكرها فى النصوص والوثائق بطريقة مبهمة: نادى الاتحاد العربى ،أو الاتحاد العربى ، و تم  تأسيسها عام 1945.

عملتا الجمعيتان على نفس الأهداف الاتحادية و نشرتا الثقافة الوطنية عبر محطات اذاعية . كما قاموا بعرض افلام لموضوعات عربية فى دور السينما المحلية و أيضاً فصول فكاهية.

هناك تكهنات تشير إلى أن اعضاء الاتحاد العربى هم فى الأصل مهاجرين قادمين من بعض بلدان الجزيرة العربية .لكن لم تظهر حتى الآن وثائق مؤكدة تثبت صحة هذه الاطروحة.

جمعيات شائعة لمواجهة احداث الشرق الاوسط أثناء الحرب العالمية الأولى،1945،1947 ،1958

كان من الشائع بين جمعيات المهاجرين العرب اتخاذ موقف حاسم تجاه الصراعات التى كانت تؤثر على مكان نشأتهم و التى انعكست بشكل ملحوظ على جزء من الجمعية العربية بكوبا.

من المرجح أن الجمعية الأولى المؤسسة فى كوبا كاستجابة  للمطلب القومى كانت فى الأصل لجنة قام بتأسيسها جبريل .م .  معلوف ، فى غالب الأمر حدث هذا خلال العقود الأولى من القرن العشرين ،و كان بهدف دعم الكفاح ضد السيطرة التركية على الأراضى العربية ؛ فى أحد الجرائد الكوبية يقال إن معلوف "قام بتشكيل لجنة لتحرير السوريين من يد الطاغية التركى و أيضاً لتحرير مواطنيه ". توجد براهين  توثق لتأسيس لجنة التحرير اللبنانية الفلسطينية بتاريخ 18 نوفمبر 1917، والمشكّلة عضويتها من المهاجرين السوريلبنانين  برئاسة المفوضية الفرنسية فى كوبا ، بدافع تحرير لبنان و سوريا من الاحتلال التركى العثمانى .

كانت فرنسا قد تعهدت فى عام 1936 بمنح الاستقلال لسوريا و لبنان بابرام اتفاقية مع كلٍ منهما، ونظراً لعدم تفعيلها بسبب القوى الحاكمة حدثت اعتراضات و حركات شعبية فى كلٍ من البلدين العربى. و قد أدى الاخلال بالمعاهدة لنقص مصداقية سياسة الدولة الأوروبية بشكل ملحوظ.

كان كاتروكس، المندوب العام و الوزير المفوض لفرنسا المستقلة لدى الشرق ،يأمل خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945) فى الحفاظ على الأوضاع المميزة لفرنسا فى كلٍ من سوريا و لبنان ،على الرغم من إنه قد صرح أثناء بداية العمليات فى المنطقة إنه سيضع نهاية لهذا الأمر بهدف كسب الدعم المحلى . كان لهذه العناصر فى القطاع السورى اللبنانى للجمعية العربية بكوبا عميق الأثر؛ أصبح الوضع أكثر حرجاً مع اقالة الحكومة الوطنية اللبنانية برئاسة بشارة الخورى فى نوفمبر 1943 و مع عدم تخلّى القوات الفرنسية عن انتدابها القديم بالأراضى  الشرقية؛حتى بعدما بلغت الحرب العالمية ذروتها. انعكست تلك المظاهر فى نص عام 1945 و المعنون "المستعمرة اللبنانية – السورية فى كوبا فى مواجهة احداث الشرق الأدنى"، والمحررة من مقر الجمعية اللبنانية فى هافانا و الموقعة من قبل رؤساء 12 جمعية لبنانية و سورية فى هافانا  و هي سانتا كلارا ، سيجو دى ابيلا ، كويتو ، أوجين ، مانثانيّا، جوانتانامو.

يلحظ العديد من المظاهر فى الوثيقة ، بالأخص الدعم الواضح من قبل الجميع لآمال الشعوب العربية الراغبة فى نيل استقلالها الحقيقى و انهاء الاحتلال الأجنبى .فى هذه الوثيقة ،دى جاوى، و التى قدمت لها الجمعية اللبنانية فى كوبا التحية من قبل . لم يقم اعضاء مجلس الادارة اللبنانين و السوريين و معهم الثلاث قادة الحلفاء بضم الذين ستلتجأ لهم الوثيقة.

نهاية الفصل 13
  
    
  سفارة كوبا في مصر 30-07-2009
  
    
  تعد لجنة بان العربية بكوبا و التى ظهرت عام 1947الرابطة التالية المؤسسة من قبل جزء من الجمعية على سبيل التضامن مع موطنها الأصلى ، حينما كانت منظمة الأمم المتحدة تتجادل حول مشكلة فلسطين و الصهاينة المسجونين فى عدة أماكن كى تصل إلى تصويت يصب فى مصلحة تقسيم الأرض الاسطورية إلى دولتين عنصريّتين ( أحدهما عربية و الآخرى عبريّة ) و الذى حدّد بدوره امكانية ظهور حركة وطنية مؤثرة بين مجموعة من اعضاء الجمعية العربية المشتركة و بين أنسالهم بغض النظر عن جنسيتهم .

تحولت فلسطين بعد هزيمة الاتراك خلال الحرب العالمية الاولى إلى أرض محتلة من قبل قوات بريطانيا العظمى، عن طريق وعد بلفور 1917 و كانت ترى بلاشك امكانية إقامة دولة وطنية يهودية على أرض فلسطينية، و بمجرد فترة انتدابها فى البلد و الممنوحة لها من قبل رابطة الأمم المتحدةعام 1922 وافقت على الدخول بشكل سنوى و مستمر لعشرات الآلاف من اليهود مما أدى إلى تولد صراعات عنصرية متبادلة بينن العرب و اليهود منذ بدء الاحتلال الانجليزى.

هذه الحركة التى قصدت التأثير فى حكومة الرئيس الكوبى رامون جراو سان مارتين كى يدرك عدم صحة مشروع الشريك و يحول دون خلق دولة عبرية ذات حكومة صهيونية ، فقد سجل نفسه فى لجنة بان العربية بكوبا و التى ضمّت شخصيّات عربية بارزة أو انساب عربية من بينهم 12 مهنى فى مجالات الطب و المحاماة و الصحافة ، كما ضمّت أيضاً تجّار هامين بهدف تحرير وثيقة معنونة "إلى حكومة و شعب كوبا " تم وضع تصور للبيان و تمت كتابته فى 8 سبتمبر 1947 و نشر فى 14 سبتمبر من نفس العام بجريدة "الموندو".

كان النص الذى اعدته اللجنة يعبر عن عاطفة " الجالية اللبنانية و السوريّة و الفلسطينية بكوبا و انسابهم الكوبية " فيما يخص نوايا تقسيم الأرض. تم تحرير النص وقتما كان الموضوع يتم مجادلتة فى الامم المتحدة ، و الذى عرضوا فيه ممثلى الجمعية العربية المشتركة جملة حجج و اللاتى تظهر أن فلسطين كانت تعد ذات اغلبية سكانية عربية عام 1947 ، لا يجب أن تقسم مساوين حقوق مجتمع المهاجرين المستعمرين اليهود بالسكان الاصليّن.

دحض الموقعين فى الوثيقة حجج انجلترا و الصهاينة فيما يخص إقامة دولة يهوديّة و عرضوا اقتراح العرب لحل الصراع الفلسطينى :وقف تام لهجرة اليهود ، وضع نهاية لمسألة التنازل عن الاراضى لليهود ، إلغاء انتداب و تصريح بلفور و استقلال و سيادة للبلد

أثر هذا الموقف من قبل اللجنة فى تصويت حكومة جراو فى الأمم المتحدة ضد تقسيم فلسطين إلى دولتين ،  الصادر فى 29 نوفمبر 1927 و الذى عزّز منه يوسف العيد عندما اثنى قائلاً " يستحق التقدير التصرف الذى توصلت إليه الجمعية العربية بهافانا " والمتمثل فى أن يقوم الرئيس بتكليف الممثل الكوبى فى الامم المتحدة ليصوت ضد قرار تقسيم فلسطين.

تم تأسيس اللجنة الوطنية المدافعة عن استقلال لبنان فى مايو 1958 و المشكّلة عضويتها فى الاساس من التجار الموارنة بالعاصمة هافانا لمجابهة المشكلة السياسية اللبنانية. فى تلك السنة تم التأكيد على الطابع المضاد للامبيريالية و المدافع عن العرب الذى يعد من سمات السياسة المتبعة من قبل الرئيس المصرى جمال عبد الناصر. أثير فى البلد نشاط شعبى قوى احتجاجاً على الرئيس كاميل شمعون الذى عارض التيار الناصرى و دعم التدخل الأجنبى فى شئون البلاد.

الجمعيات العربية فى كوبا فيما بين عامى 1959و 1979

تم تأسيس فرع كوبى للاتحاد الدولى للمؤسسات اللبنانية بإدارة مشتركة بين سفارة لبنان فى كوبا و أعضاء الجمعية اللبنانية بهافانا فى 2 فبراير 1959.

و فى 7 نوفمبر 1961 تم تأسيس فرع كوبى للاتحاد اللبنانى فى العالم بداخل المقر الرسمى لسفارة لبنان فى كوبا . كانت الاهداف الرئيسية لتلك المنظمة تكمن فى توطيد العلاقات الودّية بين اللبنانين المهاجرين و القاطنين و تحفيز تعاون المهاجرين فى النشاطات الاقتصادية و الثقافية و السياحية فى بلد المنشأ و إقامة علاقات صداقة و احترام متبادل "بين المهاجرين و شعب الدول المضيفة ".

يعد المركز العربى من آخر الجمعيات المؤسسة من قبل العرب و انسابهم الكوبيين. تم تأسيسة فى عام 1974 و تكون من لبنانين و فلسطينين وسوريين . كان يقع فى نفس المبنى حيث الآن الاتحاد العربى بكوبا وريث الحركة التشاركية للمهاجرين لكن عضويته مشكلة من أفراد ذى أصول كوبية لأجيال عدّة.

فى 4 ابريل 1979، و بعد جهود رؤساء معاهد عدّة، يؤسس الاتحاد العربى بكوبا، حينما كان رؤساء الثلاث جمعيات العربية متواجدين فى البلد " الجمعية الفلسطينية العربية بكوبا و الجمعية اللبنانية بهافانا و المركز العربى " قاموا بالتوقيع على الاتحاد . يعد هذا هو التجمع الوحيد الاجتماعى ذى اصول عربية واضحة فى كوبا و يقوم بإدارته كوبييون من أصول عربية فحسب.
  
    
  سفارة كوبا في مصر 15-08-2009
 
http://www.unionarabecuba.org/fearabe150209a.html

قراءة 5052 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)