قرب المكسيك.. أميركا تستقبل المهاجرين بالإهانات

الثلاثاء, 13 تشرين2/نوفمبر 2018 09:48

12/11/2018
تكثّف الولايات المتحدة الأميركية نشاط حرس الحدود منذ عامين، وقد تلقت الشرطة أوامر لتشديد الرقابة والتثبت من الهويات في شوارع المناطق الحدودية للكشف عن المهاجرين غير النظاميين، وهو ما أثر سلبا على حياة الأميركيين.

وقالت المواطنة الأميركية من أصل مكسيكي لورديس -التي تملك منزلا في منطقة حدودية بولاية نيو ميكسيكو- إن قوات ترحيل المهاجرين تجوب الأحياء السكنية ليلا، وتقتحم حدائق المنازل وتصعد أسطحها وتوجه المصابيح القوية على البيوت والسكان نيام دون أمر قضائي، وذلك بهدف تعقب المهاجرين غير النظاميين.

غير أن هذه التصرفات تمثل تخويفا حقيقيا واستفزازا لمشاعر السكان المحليين. وأكدت لورديس للجزيرة أن هذا السلوك من السلطات لا يتم إلا في أحياء يقطنها المهاجرون، فيما تُستثنى أحياء البيض من هذه الإجراءات.

وكشفت منظمات إنسانية مناصرة للمهاجرين -للجزيرة- أن بعض المعتقلات التي تديرها وزارة الأمن الداخلي، تشهد معاملة قاسية لطالبي اللجوء الذين عبروا إلى الولايات المتحدة بشكل نظامي.
لاجئون بالآلاف
وينص القانون الأميركي على استقبال المهاجر الذي يطلب اللجوء والتثبت من هويته والسماح له بدخول الولايات المتحدة، وبعد انتظار قد يستغرق عدة أشهر يقرر قاض في محاكم الهجرة ترحيله أو السماح له بالإقامة القانونية.

وتؤكد منظمات دعم المهاجرين أن أعداد طالبي اللجوء بلغت آلافا، ولم تعد الطاقة الاستيعابية قادرة على إيواء المئات من النساء والأطفال والكهول والشباب.

وعاين فريق الجزيرة في إلباسو بولاية تكساس أن السلطات الأميركية تطلق سراح البعض للتخفيف من الطاقة الاستيعابية لمراكز الاعتقال، وترسل المهاجرين إلى الكنائس ودور الرعاية لتتحمل مسؤولية وتكاليف معيشتهم في انتظار أمر القضاء.

وتعيش تلك المؤسسات على جمع التبرعات ومبادرات إنسانية بتوفير الغذاء من المطاعم المحلية وبعض الشركات.

وتلجأ السلطات في تكساس إلى أسلوب آخر يتمثل في إطلاق سراح طالبي اللجوء بشكل مفاجئ وعشوائي، فيجدون أنفسهم تائهين في شوارع البلدات المحلية دون وجهة أو دعم.

ويتجول أولئك المهاجرون وعلى أرجلهم أجهزة تعقب إلكترونية كالمجرمين، تمكن السلطات من تحديد أماكن وجودهم في أي لحظة مستقبلا، وإعادة اعتقالهم بهدف الترحيل بأمر قضائي.
وتبدأ المعاناة الحقيقية في مراكز الإيواء والحجز والمعتقلات التي شيدتها السلطات الأميركية بالعشرات على مدى ثلاثة آلاف كيلومتر من الحدود مع المكسيك بأمر من ترامب، وتكلف ملايين الدولارات.

معاملة قاسية
ويوجد في ولاية تكساس أربعة معتقلات رسمية تم تشييدها لتظل بعيدة عن الأنظار، مثل معتقل تورنيو بتكساس الذي تم بناؤه ملاصقا للحدود مع المكسيك بمنطقة نائية لا يتوفر فيها الماء والكهرباء.

ويعتقد على نطاق واسع أن معتقل تورنيو يستقبل حاليا ما يقارب ألف مراهق تم إبعادهم عن أهاليهم بعيد عملية التقدم بطلب اللجوء.

من جهتها، قالت الناشطة المدافعة عن حقوق اللاجئين ماريا ليمون إنها حصلت على شهادات أكيدة من معتقلين سابقين تلقوا تغذية غير صحية ووجبات أكل مجمدة، كما أن بعض الحراس يعاملون طالبي اللجوء كـ"حيوانات"، على حد قولها.
وأضافت أنها "تشعر بالحزن والأسى على الأطفال الصغار لأنهم يعانون بعد الاعتقال من السعال الشديد وأمراض التنفس، بسبب الزنزانات الشديدة البرودة التي يوضعون فيها".

وتكاثرت الحالات المأساوية بتولي ترامب للرئاسة، إذ إنه استخدم ووظف قضايا الهجرة بشكل فاضح في حملاته وتجمعاته الجماهيرية.

وبدل التعاون مع دول أميركا الوسطى للعثور على حلول تقلص أعداد طالبي اللجوء الفارين من عنف العصابات والفقر المدقع، قرر البيت الأبيض تبني الحل الأمني الذي يعتمد على الاعتقال وفصل الآباء عن أبنائهم في مراكز الحجز.

وقرر ترامب إرسال خمسة آلاف جندي لاستقبال قافلة بشرية من طالبي اللجوء، معظمهم نساء وأطفال سيصلون بعد أسابيع للمعابر الحدودية.
http://www.aljazeera.net

قراءة 580 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)