تراجع مثير لحزب العمال البرازيلي في رئاسيات 2018

الثلاثاء, 09 تشرين1/أكتوير 2018 07:48


08/10/2018
لم يتمكن المرشح اليساري فيرناندو حداد من الفوز بالانتخابات الرئاسية البرازيلية التي شهدتها البلاد أمس الأحد، بعد حلوله في الصف الثاني ب28.22 في المئة وراء المرشح اليميني خاير بالسونارو، الذي فاز بالمركز الأول بنسبة 46.03 في المئة من الأصوات. في انتظار جولة ثانية حاسمة بين الطرفين.


ويتحدث المهتمون بالشأن السياسي بأمريكا اللاتينية عن انتهاء حقبة بالنسبة للحزب العمالي البرازيلي، حيث أن هذه النتيجة التي تم الحصول عليها أمس تعتبر الأسوأ على الإطلاق على امتداد عقدين من الزمن. فمنذ سنة 2006 حين فاز الحزب اليساري بأكبر نسبة تصويت له، بلغت 48.6 في المئة، بزعامة الرئيس السابق لولا داسيلفا في ولايته الثالثة والأخيرة، عرف الحزب تقهقرا ملحوظا في شعبيته وصلت إلى حد 28.22 التي حصل عليها أمس.


وقبل المرشح الحالي للحزب، فيرناندو حداد، كانت المرشحة السابقة ديلما روسيف، قد تراجعت في النتائج التي حصدتها خلال الولايتين الرئاسيتين اللتين فازت بهما، حيث حصلت على نسبة 46.91 في المئة من التصويت سنة 2010، قبل أن تتراجع إلى نسبة 41.59 في المئة سنة 2014.
ويبقى الزعيم لولا دا سيلفا الوحيد الذي أنهى ولاياته الرئاسية الثلاث في منحى تصاعدي، بنسبة 31.7 في المئة سنة 1998، و 46.4 سنة 2002 و48.6 سنة 2006. وقد حاول الترشح للانتخابات الرئاسية الحالية عن الحزب العمالي، إلا أن المشاكل القضائية التي يتخبط فيها حالت دون ذلك.


ومن المرجح أن يكون هذا التراجع الملحوظ في شعبية الحزب اليساري راجع بالأساس لملفات الفساد التي ترافقة منذ حوالي 12 سنة من الآن. حيث أن أول تراجع في نسبة التصويت تعود لانتخابات 2010، وتزامنت مع اكتشاف فضيحتي فساد كبيرتين، ويتعلق الأمر بشركة البيترول العملاقة "بيتروبراس"، وشركة البناء البرازيلية "أوديبريشت".


يذكر أن هاتين الفضيحتين تورطت فيهما شخصيات نافذة داخل حزب العمال الحاكم آنذاك، بمن فيهم الرئيس السابق لولا دا سيلفا، الذي دخل في صراع قضائي اقتاده إلى السجن بحم قضائي مدته 12 سنة. ولم تقف الأمور عند هذا الحد، حيث أن الرئيسة ديلما روسيف التي خلفت دا سيلفا، تمت إقالتها من الحكم بعد تورطها في ملف متعلق بتدبير المال العام، وتمت متابعتها قضائيا. ولا ننسا الأزمة الإقتصادية التي لحقت بالبلاد سنة 2009، والتي أثرت كثيرا على سمعة البلاد كاقتصاد صاعد.


كل هذا يمكن أن يفسر لماذا قرر الشعب البرازيلي أن يدير ظهره للحزب العمالي التقليدي في البلاد، خصوصا عندما نجد ان المرشح الذي حل في المرتبة الأولى هو السياسي المثير للجدل خاير بالسونارو، المعروف بميولاته للدكتاتورية العسكرية، بحكم أنه نقيب سابق بالقوات البرية البرازيلية.


وقد مر المرشح بالسونارو بتسعة أحزاب سياسية على طول 27 سنة من الحياة السياسية، و سبق أن قام بتصريحات مثيرة للجدل على غرار قوله أنه يحن للتنظيمات العسكرية في البلاد، و عبر غير ما مرة في تصريحات مع الصحافيين عن كراهيته للنساء والأجانب والبرازيليين ذوي البشرة السمراء، لدرجة أن الكثير صار يشبهه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.



* طالب جامعي باحث في العلاقات بين المغرب وأمريكا اللاتينية
جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء

 

قراءة 580 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)