قطر وأمريكا اللاتينية.. علاقات متنامية عام 2020

الثلاثاء, 31 كانون1/ديسمبر 2019 13:32

31/12/2019
تميزت العلاقات بين قطر ودول أمريكا اللاتينية خلال عام 2019. وساهمت الزيارات المتبادلة بين الجانبين في الشهور الماضية في الارتقاء بمستوى العلاقات إلى مراحل متقدمة للغاية. وبقدر ما كان اهتمام الدوحة بتطوير التعاون مع دول القارة الجنوبية، كان هناك اهتمام واسع في المقابل من تلك الدول بتقوية علاقاتها مع قطر في كافة المجالات.

 

وأضافت زيارات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، إلى عدد من دول أمريكا اللاتينية بعدا جديدا في العلاقات بين قطر ودول القارة الجنوبية، حيث قام سموه أواخر العام الماضي بزيارة كل من الإكوادور وبيرو وبارجواي والأرجنتين، وهي الجولة التي ارتقت بمستوى العلاقات وأضافت نجاحا جديدا للدبلوماسية القطرية، فقد استطاعت الدوحة فتح أسواق جديدة ووقعت على عقود تجارية واستثمارية ضخمة بما يؤكد ذلك النجاح الذي يشكل دافعا لاستمرار مشاريع قطر التنموية بكافة التخصصات.

 

وقام صاحب السمو بزيارات مماثلة في العام 2015 إلى كل من المكسيك وكوبا وفنزويلا استهدفت تطوير العلاقات مع تلك الدول. كما قام صاحب السمو بزيارة إلى الأرجنتين في يوليو 2016 بحث خلالها توسيع العلاقات بين البلدين، ما يعكس اهتمام قطر بدول أمريكا اللاتينية. وشهدت السنوات الأخيرة انتعاشا ملحوظا في العلاقات الثنائية والتعاون بين قطر ودول أمريكا اللاتينية. ويرى مراقبون أن توجه قطر لتعزيز علاقاتها الاقتصادية بدول أمريكا اللاتينية هو نوع من الاستثمار الذكي والناجح للعلاقات خاصة في المجالات الاقتصادية لما تتمتع به هذه الدول من ثروات وميزات اقتصادية يمكن أن توظيفها لصالح كافة الأطراف.

 

 

الإكوادور

تشهد العلاقات القطرية الإكوادورية تطورا كبيرا بعد زيارة صاحب السمو إلى الإكوادور، رغم أنها بدأت منذ فترة قصيرة بعد افتتاح السفارة في قطر، منذ ما يقارب 6 سنوات. وشهدت العلاقات أبرز حالاتها عقب الزيارات المتبادلة بين قادة البلدين. وفي أكتوبر 2014، قام رافييل كوريا الرئيس السابق لجمهورية الإكوادور بزيارة إلى قطر، وشهد التوقيع على عدد من الاتفاقيات، لترتفع الحصيلة الإجمالية إلى أكثر من 14 اتفاقية تعاون بين البلدين. وخلال زيارة صاحب السمو إلى الإكوادور أواخر العام الماضي تم التوقيع على العديد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات. وخلال ديسمبر الجاري قام السيد أوتو رامون سوننهولزنز نائب رئيس الإكوادور بزيارة إلى الدوحة مصطحبا وفدا كبيرا من الوزراء والمسؤولين من أجل تطوير العلاقات.

كما تم التوقيع على اتفاقية تعاون في مجال مكافحة الفساد مع أمانة سر مكافحة الفساد برئاسة جمهورية الإكوادور.

 

 

البرازيل

في أكتوبر الماضي قام الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، رئيس جمهورية البرازيل، بزيارة إلى الدوحة، وأجرى مباحثات مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، ركزت على أوجه تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، لتشمل آفاقا جديدة من التعاون في مجالات السياسة والاقتصاد والطاقة والصناعات العسكرية والأمن الغذائي. كما تم توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم لصالح تعزيز العلاقات بين البلدين والشعبين الصديقين. ومن بين ما تم التوقيع عليه في الديوان الأميري، اتفاقية بشأن الإعفاء المشترك من متطلبات تأشيرة الدخول لحاملي الجوازات العادية بين حكومتي البلدين، وكذلك اتفاقية الخدمات الجوية الثنائية.

 

وأعلنت الخطوط الجوية القطرية عن تعزيز اتفاقية الرمز المشترك مع شركة طيران "لاتام" البرازيلية بأثر مباشر، وستتيح اتفاقية التعاون الجديدة الفرصة لمسافري الناقلة القطرية لزيارة وجهات جديدة في البرازيل وأميركا الجنوبية. وفي أوجه تعاون أخرى، كان قد تم الإعلان في وقت سابق من أكتوبر عن فوز شركة قطر للبترول بحقوق التنقيب عن النفط في ثلاث مناطق جديدة بالمياه العميقة قبالة السواحل البرازيلية ضمن تحالفين عالميين.

 

 

الأرجنتين

تشهد العلاقات بين قطر والأرجنتين تناميا كبيرا في مختلف المجالات، ففي أكتوبر الماضي بعث حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، ببرقية تهنئة إلى فخامة السيد ألبرتو فرنانديز، بمناسبة انتخابه رئيسا لجمهورية الأرجنتين. وفي ديسمبر شارك سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الدولة ممثلا عن دولة قطر في حفل تنصيب فخامة الرئيس ألبرتو فرنانديز بحضور ممثلين من دول العالم. والتقى فخامة الرئيس الأرجنتيني بسعادة وزير الدولة على هامش الاحتفال، حيث نقل سعادة الوزير تحيات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لفخامة الرئيس الأرجنتيني بهذه المناسبة وتمنياته لفخامة الرئيس بالتوفيق والنجاح.

 

وتشهد العلاقات بين قطر والأرجنتين تناميا ملحوظا على المستويين السياسي والاقتصادي في السنوات الأخيرة، من تأسيسها قبل 46 عاماً. وقام حضرة صاحب السمو بزيارة إلى الأرجنتين العام الماضي، كما قام سموه في العام 2016 بزيارة مماثلة. وخلال تلك الزيارات تم التوقيع على عدد كبير من الاتفاقيات ومذكرات التعاون لدعم تطوير العلاقات بين الجانبين. كما شهدت السنوات الأخيرة العديد من الزيارات المتبادلة بين الوفود من الجانبين لتعزيز التعاون وفرص الاستثمار في قطاعات عدة. وبلغ حجم التبادل التجاري حوالي 193 مليون دولار خلال عام 2016، بينما بلغت واردات الأرجنتين من الغاز القطري نحو مليار دولار.

 

 

السلفادور

قام فخامة الرئيس نجيب بوكيلي رئيس جمهورية السلفادور بزيارة إلى الدوحة خلال الشهر الجاري. ونوه فخامته بأن قطر دولة مؤثرة للغاية في العالم وتتمتع بإمكانات هائلة في المجالات الثقافية والرياضية. وأبدى فخامته، في تصريحات صحفية، إعجابه الشديد بحجم مشروعات البنية التحتية التي تشهدها دولة قطر وإنشاء الملاعب في كل مكان وإعادة بناء المناطق بطرز معمارية جديدة تحافظ على أصالة الدولة وثقافتها..مؤكدا أن هذه الأموال التي تنفق والاستثمارات التي تتم ستضع قطر في مكانة دولية جديدة بالكامل وهو أمر مثير للاهتمام بالنسبة لدولة نامية كالسلفادور.

 

كما أبدى رئيس السلفادور إعجابه الشديد بمتحف قطر الوطني، وما يتمتع به من فن معماري رائع..مضيفا أن دولة قطر بلد مثير للاهتمام للغاية ومؤثر جدا، ولديها واحدة من وسائل الإعلام الأكبر في العالم. وأوضح فخامته أن زيارته الحالية للدوحة تهدف إلى تعزيز العلاقات الدبلوماسية والسياسية والتجارية، وكذلك علاقات التعاون والاستثمار مع دولة قطر والمشاركة في منتدى الدوحة 2019. وأوضح أن زيارته تشهد العديد من الاجتماعات والمباحثات مع المسؤولين الحكوميين. وبين فخامته أن السلفادور تسعى للتعاون والعمل مع دولة قطر في مختلف القطاعات لاسيما قطاع النفط والغاز..مشيرا إلى أن بلاده تتمتع بثروة نفطية كبيرة وتحتاج إلى الشركات القطرية للتعاون في الاستفادة منها. واستعرض فخامة الرئيس السلفادوري الفرص الاستثمارية في بلاده وخاصة المجال الزراعي.

 

 

بيرو

تحتفل كل من قطر وبيرو العام الجاري بربع قرن على تأسيس العلاقات في 7 نوفمبر 1989. ومنذ ذلك التاريخ، شهدت العلاقات الثنائية بين البلدين تطورا إيجابيا وتدريجيا. وهناك إطار قوي لتلك العلاقات التي تم تأسيسها خلال الزيارة الرسمية الناجحة التي قام بها سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في فبراير 2013، إلى بيرو، وبالمثل قام رئيس بيرو بزيارة قطر في عام 2014.

 

كما قام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، بزيارة إلى بيرو أواخر العام الماضي، حيث تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات تتعلق بالتعاون السياسي والدبلوماسي والرياضة والشباب، ومكافحة الاتجار بالمخدرات، وإدارة الكوارث، والطيران المدني، والزراعة، وبرنامج تنفيذي لاتفاقنا الثقافي القائم. وتعتبر بيرو مستوردا مهما للمشتقات البتروكيماوية مثل البوليثين من قطر. وعلى الجانب الآخر هناك بعض المنتجات والفواكه والخضراوات الطازجة في بيرو موجودة بالفعل في الأسواق المحلية في الدوحة وكذلك بعض المنسوجات.

 

 

باراجواي

كانت باراجواي محطة هامة في جولة صاحب السمو في قارة أمريكا اللاتينية أواخر العام الماضي، حيث تشهد العلاقات بين قطر وباراجواي تناميا واضحا في التبادل التجاري والاستثمارات والرياضة، وهناك أهمية واضحة للتعاون بين البلدين لفتح قنوات وفرص للشراكة بين القطاعين العام والخاص في كل من قطر والباراجواي. وقد قام العديد من المسؤولين والوزراء ورجال الأعمال في البلدين بزيارات متبادلة لتعزيز التبادل التجاري. وهناك فرص كبيرة للتعاون والتبادل التجاري مع دولة الباراجواي، في القطاع الغذائي والدواجن والحبوب.

 

 


https://al-sharq.com/article/31/12/2019/%D9%82%D8%B7%D8%B1-%D9%88%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%AA%D9%86%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%85-2020

قراءة 886 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)