هل يجب أن يوجه المستثمرون اهتمامهم نحو أمريكا اللاتينية ثانيًا؟

الجمعة, 07 أيلول/سبتمبر 2018 09:37

06/09/2018
شهد هذا العام تقلبًا في أسواق الأسهم العالمية، ومن المثير للدهشة أن أمريكا اللاتينية شهدت بداية قوية لهذا العام على عكس ما هو معروف عنها من تذبذب أسواقها، وحسب ما ذكره موقع "The National" ، تمكنت أمريكا اللاتينية من مواجهة انهيار الأسواق العالمية وتهديدات الحرب التجارية.

وعلى سبيل المثال حققت البرازيل نموًا قويًا على مدار عامين، كما أنها تأتي في المركز الأول عالميًا كأفضل الدول أداءً حتى الآن خلال عام 2018.
مجد الماضي
- كانت المرة الأخيرة التي حازت فيها أمريكا اللاتينية على اهتمام المستثمرين عندما حققت البرازيل نموًا اقتصاديًا كبيرًا، وباتت إحدى الدول المكونة لما يُعرف اختصارًا باسم " بريكس"، وهو عبارة عن تكتل مكون من خمس دول تشكل أكبر الكيانات الاقتصادية في العالم، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.

- كما جذبت المنطقة الانتباه إليها أيضًا عندما حققت المكسيك مكاسب من توقيع اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية "نافتا" مع الولايات المتحدة وكندا، إلا أن الأمر انتهى بأزمة مالية وظل الأداء غير مستقر حتى عام 2016، حيث قفز مؤشر مورجان ستانلي " MSCI" للأسواق الناشئة بنسبة 31%، ثم زاد بنسبة 24% إضافية العام الماضي.

- ويشير مارك فينسنت مدير صندوق " Aberdeen Latin American" إلى أن أمريكا اللاتينية عانت من حالة من الاضطراب لسنوات قليلة بسبب انخفاض أسعار السلع وفضائح الفساد، إلا أن هناك الآن مؤشرات واضحة على تعافيها من ذلك.

- ومن بين هذه المؤشرات الإيجابية قيام السلطات بالإصلاحات اللازمة وإعادة هيكلة الشركات، وعودة الطلب العالمي على السلع، وزيادة الاستثمارات الأجنبية.
المشكلات الاقتصادية
وصلت البرازيل إلى أدنى مستوى لها عام 2012 حيث تعرضت لأسوأ ركود اقتصادي، بالإضافة إلى الفساد السياسي واعتقال عدد من الشخصيات رفيعة المستوى، إلا أن الانتخابات القادمة في أكتوبر يمكن أن تحقق الإصلاحات المرجوة.

- كما تخلفت الأرجنتين عن سداد ديونها عام 2014، مما أدخلها في حالة من الركود الشديد والتضخم، إلا أنها تشهد الآن نوعًا من التعافي الاقتصادي.

- وفي حين كانت السوق المكسيكية أقل تقلبًا، إلا أنها تأثرت بتهديدات الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لإلغاء اتفاقية "نافتا"

- على الجانب الآخر تتمتع تشيلي بنظام مستقر نسبيًا، وتُظهر كولومبيا مؤشرات على حدوث تحسن اقتصادي بعد فترة طويلة من الركود بسبب انخفاض أسعار النفط.
انتعاش اقتصادي هادىء
رى نيكولاس ماسون المدير المشارك لصندوق " Invesco Perpetual Latin American" أن أمريكا اللاتينية لديها فرصة جيدة في ظل ارتفاع أسواق الأسهم، والانتعاش الاقتصادي الذي تشهده، وانتخاب حكومات تدعم السوق.

- وتواصل البرازيل الانتعاش وتحقيق نمو من ناحية الاستهلاك والاستثمارات بعد فترة من الكساد، كما من المتوقع أن يؤدي انخفاض أسعار الفائدة والضغوط التضخمية الضعيفة إلى تعزيز طلب المستهلك.

- ومن المهم أن تستفاد المكسيك من برنامج "ترامب" الخاص بالتخفيضات الضريبية والحوافز المالية، على الرغم من الإجراءات الحمائية لاتزال تُشكل مصدر قلق.

- ويشير ويل لاندرز مدير صندوق "BlackRock Latin America Investment Trust" إلى أن البرازيل وبيرو والأرجنتين والمكسيك توفر العديد من الفرص أمام المستثمرين.

التوقعات الاقتصادية
يشير كريستوفر ديمبيك رئيس قسم التحليل الاقتصادي الكلي في "ساسكو بنك" إلى أن الأسواق الناشئة تمر بفترة حرجة الآن، بما في ذلك أمريكا اللاتينية التي تتعافى مما مرت بها خلال العقد الماضي، حيث تفوقت البرازيل على كل الأسواق حتى الآن وحققت نموًا بلغ 13%، تليها الأرجنتين بنسبة 6.5%.

- كما تتحرك بيرو في طريق النمو الاقتصادي بفضل السياحة وقطاع التكنولوجيا المتطورة، وبشكل عام يشير ديمبيك إلى أن أمريكا اللاتينية واحدة من الأسواق الناشئة التي من المتوقع لها تسارع النمو.

- وفي الوقت الذي تواجه فيه الولايات المتحدة مشكلة التضخم، فإن ذلك يمثل مشكلة أقل أهمية بالنسبة لأمريكا اللاتينية، مما يسهل على محافظي البنوك المركزية عملية إدارة السياسة النقدية.

- ويحذر ديمبيك من أن رفع سعر الفائدة الأمريكية وتشديد السياسة النقدية في أوروبا قد يؤدي إلى تراجع النمو العالمي، وقد يتسبب ذلك إلى جانب تهديدات اندلاع الحرب التجارية في عزوف المستثمرين عن ضخ استثماراتهم رغبة منهم في الاحتفاظ بأموالهم لمدة أطول.

- وفي ظل هذه الظروف تصبح أمريكا اللاتينية مناسبة للاستثمار، نظرًا لكونها مجهزة بشكل أفضل لمواجهة تطبيع السياسة النقدية.
https://www.argaam.com/ar/article/articledetail/id/568988

قراءة 759 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)