فنزويلا وأمريكا.. وما يزال العداء مستمرا

الإثنين, 02 آذار/مارس 2015 11:37
 وقال الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، حسبما نقلت شبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية، اليوم الأحد، إنه قرر اتخاذ سلسلة من القرارات بسبب التدخل الأمريكي في شؤون بلاده، تشمل حصول الدبلوماسيين الأمريكيين على موافقة من وزارة الخارجية لإجراء اجتماعاتهم بالبلاد.

وأشار مادورو إلى أنه قرر فرض شرط حصول الأمريكيين على تأشيرة سياحية جديدة لأسباب تتعلق بالأمن القومي، فالسلطات الفنزويلية اعتقلت العديد من المواطنين الأمريكيين الذين يشتبه في تورطهم بالتجسس في الأيام الأخيرة، بما في ذلك طيار أمريكي.

وتدهورت العلاقات بين البلدين بشكل سريع بعدما ألقى مادورو باللوم على الولايات المتحدة في التخطيط لمجموعة من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها البلاد، كما اتهم مؤخرا الولايات المتحدة بالعمل مع جماعات معارضة محلية للقيام بانقلاب وصفته واشنطن بـالاتهام "السخيف".

يذكر أن البلدين ليس لديهما تبادل للسفراء منذ عام 2010، ولكنهما يواصلان تبادل موظفي السلك الدبلوماسي.
العداء الأمريكي الفنزويلي

ظل هوجو تشافيز، رئيس فنزويلا الراحل، خلال سنوات حكمه الـ 14 للبلاد، في حالة صدام مع أمريكا، التي كثيرا ما وجه لها اتهامات بالسعي للانقلاب على نظام حكمه، والتدخل في الشؤون الداخلية لبلاده، ومحاولة فرض هيمنتها الاقتصادية والسياسية على دول أميركا اللاتينية والعالم.
 وفي المقابل، اعتبرت الولايات المتحدة تشافيز عاملا في عدم الاستقرار بأميركا اللاتينية، وتهديدا لمصالحها الإستراتيجية، كما ورد بموقع "فرانس 24" الإخباري.

سعى الرئيس الفنزويلي الراحل لاستغلال كل مناسبة لإظهار معاداته للولايات المتحدة وحلفائها، وصرح في 2009 بعد الحرب الإسرائيلية على غزة، بأن إسرائيل قامت بـ "محرقة" في غزة، وطالب "بمحاكمة الرئيس الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية وكذلك الرئيس الأميركي".

 كما أعلن بوضوح تعمده التقارب مع أعداء الولايات المتحدة، مثل الرئيس الكوبي فيدل كاسترو، الذي كان تشافيز يصفه بـ"الأب الروحي"، وكذلك الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الذي يتعرض لضغوط من الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين بسبب برنامج إيران النووي، وفي أغسطس/آب 2011، أدان عمليات الناتو في ليبيا ودعم القائد الليبي السابق معمر القذافي.

وفي الجانب الاقتصادي، كان تشافيز سببا رئيسيا في إفشال اتفاقية إقامة منطقة تجارة حرة لدول القارة الأمريكية، الصادرة عن مؤتمر قمة "كويبك" في كندا في يناير/ كانون الثاني 2001.

 واعتبر أنها تكريس للهيمنة الأميركية، وتؤدي إلى تحويل الدول اللاتينية إلى سوق استهلاكية للبضائع الأميركية والكندية، على الرغم من موافقة 33 دولة من أصل 35 على الاتفاقية، فإنه عندما أتى موعد تنفيذها في 2005، اقتصرت التوقيعات على الولايات المتحدة وكندا بالإضافة إلى 4 دول هامشية.

وعلى الصعيد الآخر، تنتقد الولايات المتحدة سياسة فنزويلا دائما في مجال حقوق الإنسان، وتتهم حكومة البلاد، بأنها لا تتعاون في محاولة القضاء على تجارة المخدرات، والقضاء على الإرهاب، وفي بداية الشهر الماضي، أعلن الرئيس الفنزويلي الحالي، نيكولاس مادورو، أن حكومته تصدت لما وصفه بمحاولة انقلاب مدعومة من الولايات المتحدة تضمنت خططا لمهاجمة القصر الرئاسي بطائرة حربية.

ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، عن مادورو، قوله في خطاب متلفز "إن حكومة الولايات المتحدة هي التي تقف وراء خطط زعزعة الاستقرار والانقلاب ضد فنزويلا"، وأضاف "لقد أحبطنا محاولة انقلاب ضد الديمقراطية وضد استقرار أراضينا".

وأشار إلى أنه تم إلقاء القبض على عدد من المتورطين في المحاولة، التي كانت ستتضمن غارات جوية تقوم بها طائرات من طراز توكانو، على القصر الرئاسي وغيره من الأهداف وأن العملية مولتها الولايات المتحدة وأديرت من واشنطن.
فنزويلا وكوبا

اجتمعت كوبا وفنزويلا على مبدأ متشابه وهو معاداة السياسة الأمريكية التي تسعى للسيطرة على دول أمريكا اللاتينية والتحكم في سياستها الداخلية، وكانت كل من البلدين على علاقة وثيقة، خاصة خلال حكم تشافيز لفنزويلا، ولكن منذ الإعلان التاريخي عن تطبيع هافانا علاقاتها مع واشنطن وضعت كوبا، فنزويلا في وضع "المنعزل" فأصبحت هي الدولة الوحيدة التي ما زالت تعادي الولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية، بحسب ما ذكر موقع "يورو نيوز" الإخباري.

فالعاصمة الفنزويلية، كاراكاس، هي كلمة السر في تحول العلاقات بين هافانا وواشنطن، فالكوبيين يعلموا جيدا الوضع السيء الذي أصبحت فيه فنزويلا الآن اقتصاديا، فإلى جانب أزمة النزاع على الحكم الغير واضح المعالم في فنزيلا، يعتمد الاقتصاد الفنزويلي على النفط ويواجه أزمة شديدة ويعاني من الكود والتدهور الشديد، والتضخم المالي المفرط والديون والنقص في الإمدادات والهدر والفساد، وكانت كراكاس، حتى قبل هبوط أسعار النفط، ترى مواردها تنهار واحتياطاتها تتقلص بصورة سريعة حسبما ذكرت صحيفة "الحياة" السعودية.

وعلى ما يبدوا أن الكوبيين لم يتجاوزوا أزمة انهيار الاتحاد السوفياتي وتوقف الدعم الذي كانت تقدمه موسكو، ما أدي إلى سرعة التدهور الاقتصادي بكوبا، كما أن نظام كاسترو لن يصمد أمام صدمة ثانية يتسبب بها توقف الإمداد النفطي الفنزويلي، حيث لن تبقى لدى كوبا مصادر للطاقة ولا عملات أجنبية تحصل عليها من إعادة بيع جزء من النفط الخام.

وسعت هافانا إلى تنويع تبادلاتها التجارية وجذب استثمارات خلال الفترة الماضية، لتقليص اعتمادها على كراكاس، وتوسيع ميناء "مارييل" بتمويل وتشغيل من البرازيليين، لخبرتهم الكبيرة في هذا المجال، ولكن لم تصل كوبا لأي مصدر نفطي آخر رغم محاولاتها المستمرة، وأيضا تجد كوبا في أمريكا المنقذ الوحيد من سياسات كاسترو الاقتصادية التي أدت إلى تدهور الأوضاع.
http://www.s7days.com/news/world/11773.html

قراءة 876 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)