دعم سياسي لرئيسة الأرجنتين بعد اتهامها بالتلاعب في تحقيق المركز اليهودي

الإثنين, 16 شباط/فبراير 2015 14:52
أعلن وزراء في حكومة الأرجنتين أمس دعمهم للرئيسة كريستينا كيرشنر رافضين اتهامها بالتدخل لمنع محاكمة مسؤولين إيرانيين يشتبه في تورطهم في تفجير مركز يهودي في بوينس آيرس عام 1994. واعتبر وزير الداخلية والنقل فلورنسيو رانداتسو أن هذه الاتهامات «سخيفة جدا»، في دعم سياسي للرئيسة التي وجهت لها التهمة يوم الجمعة الماضي بموجب محضر أعده قاضي التحقيق ألبرتو نيسمان قبل العثور عليه ميتا في شقته عشية جلسة استماع في البرلمان.
 وكان نيسمان يقود التحقيق في الاعتداء على المركز اليهودي الذي أسفر عن 85 قتيلا و300 جريح، بعد 20 عاما على وقوعه. وشدد على أن كيرشنر متورطة بحماية مسؤولين إيرانيين كبار من التحقيق. وبعد وفاة نيسمان، تبنى فريق الادعاء بسرعة الاتهامات التي أعدها ضد رئيسة البلاد.
وبات على القاضي دانيال رافيكاس النظر في الملف المكون من 300 صفحة، وأضيفت إليه تسجيلات التصنت على المكالمات الهاتفية، وسيقرر ما إذا كان سيفتح أم لا إجراء قانوني ضد كيرشنر.
وأكد انيبال فرنانديز كبير الناطقين باسم الرئيسة كيرشنر أنه لم يصدر اتهام رسمي يتضمن استدعاء الرئيسة. وقال: «لم يتمكنوا من العثور على أي شيء لذلك لم يتمكنوا من إصدار طلب استدعاء رسمي».
وكيرشنر البالغة من العمر 61 عاما تتمتع بالحصانة ولا يمكن أن تعاقب إلا إذا وافق ثلثا أعضاء البرلمان على رفع الحصانة، ولكن من المستبعد أن يحدث ذلك في الدورة التشريعية الحالية.
وأبلغت الرئيسة الجمعة الماضي بالاتهام بينما كانت متوجهة بالطائرة من العاصمة إلى سانتا كروز مدينة زوجها للاحتفال أول من أمس.
وكتبت الرئيسة على صفحتها على موقع «فيسبوك»: «يمكنهم الاحتفاظ بكل هذه الكراهية والأكاذيب. سنتركها لهم». وأضافت: «سنعرف بالمكاسب التي حققها المتقاعدون ومزيد من الحقوق وحد أدنى أفضل للأجور ودعم المدارس والأطفال..»..
وقبل كيرشنر التي تتولى الحكم منذ 2007، وجه الادعاء إلى الرئيس كارلوس منعم (الذي تولى الرئاسة بين عامي 1989 و1999) تهمة عرقلة التحقيق في التسعينات حول الاعتداء على المركز اليهودي وسيحاكم على هذا الأساس.
وعثر على المدعي نيسمان (51 عاما) المسؤول عن ملف المركز اليهودي منذ 2004، ميتا بطلقة في الرأس في شقته في بوينس آيرس في 18 يناير (كانون الثاني) الماضي.
وأفادت العناصر الأولية للتحقيق بحصول انتحار، لكن الشعب الأرجنتيني لم يصدق هذه الفرضية. وكان هذا القاضي يعتبر أن إيران أمرت بالاعتداء وأن عناصر من حزب الله الشيعي اللبناني فجروا المبنى الذي كان يضم أبرز المؤسسات اليهودية في الأرجنتين.
وقد طلب المدعي جيراردو بوليسيتا الجمعة الماضي توجيه الاتهام إلى كريستينا كيرشنر وإلى وزير خارجيتها هكتور تيمرمان «بجرم عرقلة القضاء والإخلال بالواجب المترتب على الموظف». وأعطى بوليسيتا دفعا جديدا لملف الاتهام المدوي ضد كيرشنر الذي كشف عنه نيسمان في 14 يناير.
وقبل الاعتداء على المركز اليهودي في 1994، استهدف هجوم آخر بسيارة مفخخة سفارة إسرائيل في بوينس آيرس، وأسفر عن 29 قتيلا في مارس (آذار) 1992.
وفي 2013، وقعت كيرشنر مع طهران مذكرة تنص على الاستماع في طهران إلى مشتبه بهم إيرانيين كانت الأرجنتين تطالب بتسليمهم منذ 2007 لمحاكمتهم في بوينس آيرس، لكن السلطات الإيرانية لم تلب طلبها.
وتعتبر الطائفة اليهودية ومعارضو كيرشنر والولايات المتحدة وإسرائيل أن هذه المبادرة تعرقل كشف الملابسات لأنها تستبعد احتمال إجراء محاكمة في الأرجنتين.
وقد حصلت مخالفات في التحقيق حول اعتداء 1994. وأوقف مشتبه بهم ثم أخلي سبيلهم ومنهم عناصر شرطة والشخص الذي يسود الاعتقاد أنه أمن الشاحنة المفخخة كارلوس تاج الدين.
وسيحاكم القاضي المسؤول عن التحقيق في الملف بين عامي 1994 و2003 خوان غاليانو، والمتهم بدفع 400 ألف دولار إلى كارلوس تاج الدين لاتهام أحد المشتبه بهم، والرئيس السابق لأجهزة الاستخبارات والرئيس السابق كارلوس منعم، بتهمة عرقلة وحرف التحقيق عن مساره لكن موعد المحاكمة لم يتحدد بعد.
وأعلنت المدعية العامة الأرجنتينية اليخاندرا جيلس كاربو تعيين فريق من 3 قضاة هم روبرتو سلوم وباتريسيو ساباديني وسابرينا نمر ومنسق في النيابة الخاصة التي كان يرأسها نيسمان منذ 2004.
http://aawsat.com/home/article/290541

قراءة 889 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)