خوفاً من حكم اليمين ..انتخابات الرئاسة فى البرازيل تثير قلق أمريكا اللاتينية

الثلاثاء, 14 تشرين1/أكتوير 2014 07:42

أثارت انتخابات الرئاسة فى البرازيل، خاصة مع صعود مرشح الحزب الاجتماعى الديمقراطى اليمينى اياسيو نيفيز للإعادة مع ديلما روسيف ، قلق "التحالف البوليفاري"، التكتل المناهض للإمبريالية ـ الذى تتزعمه فنزويلا وكوبا، ويضم الإكوادور وبوليفيا ونيكاراجوا، وايضاً دول تجمع الميركوسور.
التى تضم إلى جانب البرازيل كلا من الأرجنتين والبارجواى والأورجواى وفنزويلاـ خوفا من التقارب البرازيلى الأمريكى حال فوز المرشح اليمينى المؤيد لعلاقات قوية مع الولايات المتحدة الأمريكية، اياسيو نيفيز فى جولة الإعادة المقررة فى ٢٦ أكتوبر الحالى، وتدخل الولايات المتحدة الأمريكية فى تقرير النظام السياسى والاقتصادى الاجتماعى لدول أمريكا اللاتينية ،خاصه فى ظل وجود سبع قواعد عسكرية أمريكية فى كولومبيا تحت ستار مكافحة الاتجار فى المخدرات، واعتبار أن ذلك يثبت قيام الولايات المتحدة بالتجهيز للسيطرة مرة أخرى على الأنظمة الحاكمة فى أمريكا اللاتينية، وإعادة القارة مرة أخرى إلى حديقة للموز لا أكثر.
 تعتبر البرازيل الشقيقة الكبرى لكل دول أمريكا الجنوبية والوسطى والكاريبي، حيث تقف بقوة ضد أى نوايا أمريكية تضر بمصالح القارة. خاصه فى كوبا وفنزويلا والأرجنتين والإكوادور. سواء مشكلات سياسية، أو إثارة اضطرابات تهدد استقرار هذه الدول، أو مشكلات الأرجنتين الخاصه بالديون فى البنك الدولى، أو مشكلات التحكيم الدولى الخاصه بنزاعات تخص فنزويلا والأرجنتين والإكوادور مع شركات أمريكية أوروبية. ومن أكثر الدول استشعارا للقلق: فنزويلا جارة البرازيل، حيث يخشى نظام الحكم فى كاراكاس احتمال فقدان الدعم غير المشروط، الذى كان لويز ايناسيو لولا داسيلفا الرئيس البرازيلى السابق قد وفره، وجاءت ديلما روسيف بعد ذلك أبقت عليه مع تركيز أقل، . ليس فنزويلا فحسب، بل دول التحالف البوليفارى التى طالما كانت فترة حزب العمال سندا وعونا لهم .أحدث مثال على ذلك القلق ظهر فيما بثته القناة التليفزيونية( تيليسور)،حيث قالت "فيما وراء الظروف المعيشية لنحو ٢٠٠ مليون برازيلى، المنطقة بأسرها دخلت فى لعبة الانتخابات الرئاسية البرازيلية، من حيث هامش أهمية هذه الانتخابات للمزيد من التقدم فى موضوع الاندماج الاقليمى”. إن إعادة انتخاب ديلما روسيف سوف يكون بلا شك دعما لدورة جديدة قد فتحت مع فوز تشافيز هناك فى عام ١٩٩٨، وأن انتصارا محتملا لاياسيو نيفيز سيكون على عكس ما تقدم، لأنه يثير مخاوف من العودة إلى الماضى العميق الذى ستتحمل كلفته الأغلبية الشعبية . الخطاب البوليفارى قلق من خطاب اليمين الذى يتبعه نيفيز فيما يخص الميركوسور، والذى هو فى الواقع تحول عن الأولوية لأمريكا الجنوبية ، هذه الأولوية التى بدأت مع حكومة ايتمار فرانكو، ثم مع وزير الخارجية سيلسو اموريم، وتضاعف رهانها مع قدوم لويز ايناسيو لولا داسيلفا. فى ظل حكومة فرناندو هنريكى كاردوسو الرئيس البرازيلى الأسبق – قال وزير خارجيته آنذاك السيد سيلسو لافر "الميركوسور هو مصير، ومنطقة التجارة الحرة مع الأمريكتين – الالكا هو خيار" وللتذكار فإن منطقة التجارة الحرة للأمريكتين، تبدأ من آلاسكا وتنتهى فى باتاغونيا. وفى حالة فوز اياسيو نيفيز، فإن الأمر متروك للبرازيل "أخذ زمام المبادرة لاقتراح التغييرات اللازمة فى الاتجاه الذى ينحو إليه الميركوسور ليتم تحويله إلى عامل تنمية وممثل ديناميكى فى التجارة الدولية"، حسبما هو مدون فى برنامجه الانتخابى. ولكن ليس هنالك ثقة فى هذا الأمر من دول الميركوسورإذا تولى اياسيو نيفيز بالانتخابات سوف يعرف ما تعنيه تلك العبارة بالضبط. ولكن من الواضح أن فوزه سوف يضفى لمسة تحريك على هذا التكتل الإقليمى وسيثير متاعب ليس فقط لفنزويلا ولكن أيضا الأرجنتين والبارجواى والأورجواى .ثم هناك عامل إزعاج ثان، وربما الأهم بالنسبة لفنزويلا، ألا وهو وجود السيد ماركو اوريليو غارسيا، الذى شغل منصب مستشار الشئون الخارجية فى القصر الرئاسى البرازيلى خلال حكومة لولا داسيلفا، وبالتالى ديلما روسيف، وكان له فى مناسبتين تدخل واضح لإنقاذ شافيز ونيكولاس مادورو من المتاعب. المناسبة الأولى كانت، فى عام ٢٠٠٢، قبل تولى لولا داسيلفا منصبه، سافر غارسيا إلى كاراكاس، وسط أزمة مؤسسية أكثر حساسية فى ذلك العام ، وتمكن من إيجاد مجموعة من أصدقاء فنزويلا، ومعها استقرت الأوضاع فى فنزويلا. وفى عام ٢٠٠٢ انتهى مع هذا التدخل ليلعب دورا أساسيا فى توطيد التشافيزية. الآن، كان الدور على مادورو الذى استفاد من وساطته فى اتحاد دول أمريكا الجنوبية، وبتدبير أيضا من الدبلوماسية البرازيلية للتغلب على مظاهرات الشوارع فى كاراكاس التى لم يتمكن نظام مادورو من السيطرة عليها آنذاك .مع اياسيو نيفيز، يبدو أن البوليفارية لا يمكن لها أن تعتمد على هذا العكاز القوى الذى كانت تستند عليه.
14/10/2014
http://www.ahram.org.eg/NewsQ/331041.aspx

 

قراءة 822 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)